تتسلم إسرائيل غداً طائرتيْ «شبح» من طراز «أف-35» الأميركية المقاتلة، في احتفال يحضره وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ونظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في قاعدة «نيفاتيم» الجوية. وبوصول الطائرتيْن، تصبح إسرائيل الأولى في المنطقة التي تحصل على هذا النوع من الطائرات المقاتلة، ما يتيح لها الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي في الشرق الأوسط. والطائرتان تمثلان الشحنة الأولى من بين 50 طائرة اشترتها إسرائيل، على أن تتسلم سبع طائرات أخرى السنة المقبلة، وستاً أخرى سنوياً حتى عام 2021. ويتم تمويل هذه الصفقة من الدعم العسكري السنوي الأميركي الذي يشترط إنفاق 75 في المئة من هذا الدعم على شراء عتاد عسكري من الولايات المتحدة. وتعتبر الأوساط العسكرية الإسرائيلية صفقة طائرات «الشبح» بمثابة «قفزة نوعية في قدرات سلاح الطيران الإسرائيلي». وكان ليبرمان وصفها الصيف الماضي بأنها «الأفضل في العالم... وتوفر ردعاً حقيقياً وتعزز قدراتنا لزمن طويل». وستحل هذه الطائرات مكان طائرات «أف-16» المتقادمة. وقال ستيف أوفر من شركة «لوكهيد مارتن» لوكالة «فرانس برس» عبر البريد الإلكتروني: «صممت طائرات أف-35 لمواجهة منظومات من الصواريخ الأكثر تطوراً التي يتم نشرها فعلاً في الشرق الأوسط»، في إشارة إلى قدرتها على التحليق من دون أن ترصدها منظومة الصواريخ المضادة للطائرات التي تملكها إيران، بما فيها «أس 300» الروسية التي نشرت لحماية موقع «فوردو» النووي الإيراني، فيما نشرت روسيا في سورية منظومة «أس-300» و «أس-400» المضادة للطائرات. وتتسلم إسرائيل النموذج «أي» من طائرات «أف-35» القادرة على الإقلاع والهبوط عمودياً، وحمل 16 طناً من القنابل والصواريخ والوقود، كما تتسلم نموذج «بي» الذي يتميز بالإقلاع عبر مدرجات قصيرة والهبوط في شكل عمودي، ونموذج «سي» لحاملات الطائرات. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أولى المقاتلات خلال عام من استلامها في إسرائيل. غير أن وزراء وعسكريين إسرائيليين سابقين لفتوا إلى أن الطائرة تواجه مشكلات تقنية كثيرة، في وقت لم تثبت قدراتها القتالية. وتم اكتشاف عدد من العيوب في هذه الطائرات ومنظومتها، منها خطر تعرّض الطيارين الذين يقل وزنهم عن 62 كيلوغراماً للقتل بسبب نظام قذف مقعد الطيار، إضافة إلى مشكلات في البرمجة وأخرى فنية، لكن شركة «لوكهيد مارتن» التي تصنّع الطائرات، أكدت حل هذه المشكلات. وستشتري إسرائيل أول 33 مقاتلة بسعر 110 ملايين دولار (103 ملايين يورو) لكل طائرة. وتشارك شركة «إيلبيت سيستمز» الإسرائيلية في صناعة الخوذ التي تحوي نظاماً تشغيلياً خاصاً، ونظام رؤية ليلية وحرارية، إضافة إلى إمكان الرؤية ضمن 360 درجة مع نصب كاميرات على سطح الطائرة.