عشرة علماء شيعة في محافظتي القطيف والأحساء أصدروا بياناً مشتركاً حذَّروا فيه الشباب من الانجراف خلف توجهات العنف والتطرف، مؤكّدين أن سلوك العنف لا يحل مشكلة ولا يحقق المطالب، بل يزيد المشاكل تعقيداً، فضلاً عن تحقيق مآرب الأعداء الطامعين. هذا البيان كان واضحاً وصريحاً وأدان استخدام السلاح والعنف في وجه المجتمع والدولة، وهو بيان مهم خاصة في مثل هذه الظروف التي يتعرّض فيها الشباب للمؤامرات الخارجية التي أشار إليها البيان، مؤكداً أن الانجراف وراء توجهات العنف والتطرف يحقق مآرب الأعداء الطامعين! والكل يعرف أن لا أعداء طامعين يمكن أن يتواصلوا مع شباب المنطقة ويستغلوا عاطفتهم الدينية ويكون لهم تأثير يهدف إلى زعزعة الأمن سوى إيران التي لم تسلم من شرورها أي دولة عربية! فهي تنتهج سياسة شريرة لا يهدأ أوار نارها في زرع الفتن والأحزاب والقلاقل والتدخل الخفي والظاهر في شتى البلدان العربية. بيان العلماء جاء في وقته ورغم أهمية الموقّعين عليه إلا أن هناك مسؤولية دينية وطنية على باقي العلماء والمفكرين والمثقفين في هذا الظرف تتطلب أن يكون البيان مشتملاً على كثير من الأسماء المهمة، فالسكوت عن إبداء الرأي الديني في مثل هذه المسائل وفي مثل هذا الوقت الراهن ربما أعطى الفرصة لانتشار أفكار التطرف والعنف بين الشباب. والتطرف ليس حكراً على مذهب أو شعب أو بلد، فهو نبت شيطاني تسقيه مطامع الأعداء الذين يجعلون من الشباب أدوات لزرع الفتن والقلاقل. هاتان المحافظتان يشتهر المواطنون فيهما بطيبتهم وبساطتهم وتسامحهم وإعلائهم للقيم المشتركة، ولا خلاف على رقي تعاملهم ولكن الأحداث الأخيرة هي بلا شك نتيجة لتدخل إيراني سافر ضمن أجندة معروفه ربما كان أحد أسبابها موقف المملكة مع الشقيقة مملكة البحرين وبسبب موقف المملكة في مساعدة الشعب السوري المظلوم والمغلوب على أمره، حيث تساهم إيران بقتل الشعب السوري وتشريده من وطنه! مسؤولية باقي العلماء والمفكرين والمثقفين الشيعة هو اتخاذ مواقف وطنية واضحة لحماية الشباب مما حذَّر منه البيان.. وهي مسؤولية لا يُعذر فيها من سكت عن قول الحق والحقيقة، فما فعله الموقّعون على البيان عرّفنا بأصحاب المواقف الدينية والوطنية الحريصين على أمن واستقرار هذا الوطن والذين لا يخافون في قول الحق لومة لائم والحريصين على الشباب من الانخراط في إعمال تهدِّد السلم والأمن الاجتماعي.