يا له من عمل غريب! بدل أن يلازِم صغير الحوت الطيار أمه في المحيط المتجمد الشمالي، يسبح مداورة إلى جانب حيتان بالغة أخرى. تعيش الحيتان الطيارة في عائلة متعددة الأجيال تضم نحو 24 إلى 48 حوتاً، حسبما توضح جوانا أوغوستو من جامعة هاليفاكس بكندا. كذلك تضمّ هذه العائلات أحياناً مجموعات أكبر تلازمها لبضعة أسابيع، ما يسمح للحيتان بالاختلاط معاً. ومع أن الأدلة غير الحاسمة تشير إلى أن صغار الحيتان ترافق أحياناً حيتاناً من العائلة غير أمهاتها، لم يعمد أي باحث سابقاً إلى إجراء دراسة معمقة ودقيقة عن نمط السلوك هذا بين الحيتان الطيارة، وفق أوغوستو. درس فريقها مجموعة من أكثر من 3 آلاف حوت طيار طويل الزعانف قبالة جزيرة كاب بريتون في نوفا سكوتشا بكندا. فصور الحيتان وحدد هويتها استناداً إلى علامات جسدية مثل الخطوط على زعانف ظهرها. خلال أكثر من 600 لقاء على مدى ثلاث سنوات، شاهد الفريق 356 حوتاً نجحت في تحديد هويتها. ولاحظوا أن نحو ربع الحيتان لازمت أحياناً بالغين آخرين غير أمهاتها، وكانت من الذكور والإناث على حد سواء. يجهل الباحثون لمَ يسمح حوت ذكر لصغير بأن يلازمه، إلا أنهم يرجِّحون أن تكون هذه وسيلة للتفاخر أمام الإناث. لكن أوغوستو تؤكد أن هذا الأمر يعود أيضاً بالفائدة على الصغير. تقول: {قد يتعلم من خبرات أفراد مختلفين الكثيرَ عن كيفية السلوك في المجموعة}.