قال نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح: إن البيان الذي صدر من وزارة الداخلية بعد موافقة المقام السامي، بشأن الاجراءات والجزاءات التي ستتخذ بحق كل من يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة، أو الانتماء للتيارات أو الجماعات أو ما في حكمها، الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة بأنها منظمات إرهابية، دليل على حرص القيادة على مصالح الشعب، والتحذير مما يضرها، وفيه تنبيه للغافل والجاهل إلى خطر الأحزاب الوافدة والجماعات المخالفة، والتأكيد على أن يكون الجميع أمة واحدة، مستشهدا فضيلته بقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). وأوضح الشيخ الفالح أن البيان فتح الباب لمن شذ عن الجماعة فأتاح له فرصة الرجوع والعودة إلى بلده وأهله والعيش في بلاد الخير والعطاء بعيدا عن مواطن الأحداث والاضطرابات والفتن، موردا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (يد الله مع الجماعة)، وقوله صلى الله عليه وسلم (من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية). وقال إن الله تعالى أمر جماعة المسلمين بالاعتصام بحبله وهو دينه القويم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مستدلا بقول الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا). وقال مؤكدا إن امتثال أمر الله واتباع هدي نبيه هو الخير كله والسعادة التامة في الدنيا والآخرة، وعليه تجتمع القلوب تحت راية واحدة، وبيعة لإمام واحد، ويحفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، ويعيش الناس آمنين مطمئنين، لافتا إلى أن ذلك تحقق في أماكن متفرقة في القرون الماضية. وأضاف نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي إن من أوضح الشواهد على هذا عندما قامت الدولة السعودية الأولى حينما تمت البيعة بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله-، فاجتمعت القلوب على كلمة سواء، وأقيمت شعائر الإسلام، وحصل الخير وعم الأمن وساد الرخاء. وواصل الفالح يقول «ولما عاد التفرق والاختلاف جمع الله شعب المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، فما أعظمها من نعمة، إنها نعمة الإسلام والاجتماع على الدين الذي ارتضاه رب العالمين، وتبع ذلك أنواع من الخير، من أهمها نعمة الأمن والأمان في المدن والقرى وفي البراري والقفار، يسير الراكب المسافر شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ليلا أو نهارا لا يخاف إلا الله». وأكد أن ذلك ما كان ليتم لولا فضل الله ورحمته للبلاد والعباد والتمسك بما عليه السلف الصالح ومن تبعهم وسار على نهجهم. وتابع: وعلى هذا استقام الحال وصلح أمر العباد تحت قيادة حكيمة تلتزم بالشرع المطهر وتسوس الرعية بأحكامه العادلة، هذه القيادة العادلة التي ترتبط مع الشعب في كيان واحد قام واستقام بتطبيق أحكام الله في ظل بيعة شرعية أنتجت التعاون على البر والتقوى والتناهي عن الإثم والعدوان.