**لم تتح له ظروفه العملية حضور جلسات مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس عدا الجلسة التي أدارها مغرب يوم الثلاثاء، وكان لها الفضل في أن يلتقيَ بشيخنا الوقور الذي لم يستسلم لمتاعبه الجسدية التي لم تخفَ على من رآه؛ فتحامل عليها وشهد جانبًا من الجلسة العاشرة التي لم يكد صاحبكم يختتمها حتى أسرع كما سواه إلى مقعد الشيخ في الصف الأول كي يقبِّلوا رأسه ويطمئنوا على صحته. ** ولعل من المفارقات الجميلة أنّ صورة الشيخ قد وردت في ذهن صاحبكم حين الجلسةِ، لوجود باحثٍ عصامي ابتدأ حياته جنديًا وهو الآن أستاذ جامعي، فكأنه أيقظ ذاكرةً مضيئةً استعادت سيرة «الأستاذ الدكتور زاهر بن عواض الألمعي» الذي ابتدأ عمله جنديًا صغيرًا وواصل حتى صار أستاذًا كبيرًا وعميدًا وشورويًا عدا كونه شاعرًا وباحثًا ذا دواوين وتآليف. ** يزين هذا « الألمعيَّ» اسمًا ووسمًا تواضعُه وهيبتُه وقلَّما اجتمعتا؛ فرأيناهما – نحن الذين نشاهده عن بعد – وأكبرنا فيه دأَبه وأدبه، وزاد إكبارُنا إياه عندما توسّط أبناءه وأحفاده في المؤتمر، مقدمًا أنموذجًا على ما تمثله قيم الريادة ومسؤولياتها من أدوارٍ علميةٍ وعمليةٍ، وربما لا يخطر ببال بعضنا أنّ في الشداةِ من يرقب حركات وسكنات الرموز الذين يحبهم ويتأثر بهم سلوكًا وإن لم يقرأه مكتوباً. ** تجاوز الدكتور زاهر الألمعي الثمانين، وشاهدناه عبر الشاشة يصعد درج المركز الثقافي ليلة الاحتفال ببطءٍ وصعوبة كي يستلم درع تكريمه، بوصفه أحد الشعراء الذين أصدروا ديوانًا قبل بداية هذا القرن الهجري، وليت المعنيين ييسرون الأمور على الشيوخ والمرضى فتُقدمُ لهم تذكاراتهم في أماكنهم، ويذكر صاحبكم – حين احتفل معهد الإدارة بيوبيله الفضي – أن نزل الأمير سطام راعي الحفل إلى الشيخ عبد الله بن عدوان – رحمهما الله – دون أن يُضطرَّه إلى معاناة المشي ومتاعب السلالم. ** لأستاذنا الألمعي بضعة مؤلفات في التفسير والتأريخ والتربية، كما له عدد من الدواوين ، وعمل – عدا ما سبق – في هيئة حقوق الإنسان؛ فندعو الله أن يمد في عمره ويسدد عمله. ** التعب في البدء استرخاءٌ في المنتهى.