قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اليوم (الجمعة) إن ثقل أوروبا الاقتصادي والسكاني في العالم يتقلص وإن دولها ستختفي في وقت ما إذا لم تقف معاً تحت مظلة الاتحاد الأوروبي. جاء كلام يونكر في احتفال لمناسبة توقيع معاهدة ماستريخت التاريخية وقال إنه في غضون عشر سنوات ستنخفض مساهمة أوروبا في الاقتصاد العالمي إلى 15 في المئة من 25 في المئة حالياً. وفي غضون عشرين عاماً لن تكون أي دولة أوروبية ضمن مجموعة الدول السبع صاحبة أكبر اقتصادات في العالم. وأوضح يونكر أنه عند بداية القرن الماضي شكل الأوروبيون حوالى 20 في المئة من الجنس البشري بينما انخفضت النسبة إلى ما بين خمسة وسبعة في المئة في بداية القرن الحالي وستنكمش إلى أربعة في المئة بنهايته. وقال يونكر: «لذلك من يعتقدون أنه قد حان الوقت للتفكيك .. لنقسم أوروبا إلى أجزاء .. ونقسم أنفسنا إلى أقسام قومية.. هم مخطئون تماماً. لن نكون موجودين كدول منفردة في غياب الاتحاد الأوروبي». كان يونكر يشير إلى الدعم المتنامي للخطاب المناهض للاتحاد الأوروبي في أرجاء أوروبا والذي بلغ ذروته في استفتاء خروج بريطانيا من التكتل وتنامي شعبية الحركات القومية والشعبوية في فرنسا وإيطاليا وبولندا والمجر وغيرها. واعتبر يونكر أن أزمة الهجرة التي شهدت وصول نحو 1.4 مليون طالب لجوء إلى أوروبا منذ بداية العام الماضي دمرت مفهوم الاتحاد الأوروبي كتكتل قائم على قواعد مشتركة متفق عليها. وقال إن هذا يعود إلى رفض بعض الحكومات الالتزام بالحصص التي طرحتها المفوضية بخصوص عدد اللاجئين الذين يتعين على كل بلد أن يقبل بتوطينه. وتابع يونكر: «هناك شيء جديد. للمرة الأولى في التاريخ الأوروبي بعد الحرب لا تطبق جميع الدول الأعضاء القواعد المشتركة المتفق عليها». وأضاف: «هذا ضد المبدأ الأساسي المتمثل في أن الاتحاد الأوروبي نظام مبني على قواعد. هذا لم يعد موجوداً».