أسف رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام «لما آلت إليه الأمور»، واصفاً إياها بأنها «سيئة»، لكنه كما نقل عنه زواره «صابر ويسعى بكل قوة كما فعل خلال العشرة أشهر التي سبقت تأليف الحكومة على الاستمرار بالمسعى نفسه لكي يصدر البيان الوزاري». كلام سلام يأتي غداة فشل اللجنة الوزارية لصوغ البيان الوزاري في الوصول الى اتفاق حول الأمر، وعشية الجلسة المقررة لمجلس الوزراء التي رحل اليها البت بمسألة البيان. والتقى سلام أمس، رئيس الإتحاد العمالي العام غسان غصن وكذلك وفد «هيئة التنسيق النقابية» برئاسة حنا غريب ونقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض. وقال غصن بعد اللقاء: «جميعنا يدرك الظروف الدقيقة الني نمر بها ونحن على أبواب صدور البيان الوزاري والعثرات التي يمر بها، ولكن لا بد من ان نتطلع الى أبواب الحلول التي تبقى مفتوحة لصدور هذا البيان وبالتالي ان تنال الحكومة الثقة، كي تبدأ الورشــة التي اتفقنا مع دولته على البدء بها لا سيما المتعلقة بالملف الاقتصادي - الاجتماعي، الذي يوازي كما أكد الرئيس سلام الملف الأمني- السياسي، والرئيس سلام يتوقع في إطار المساعي القائمة ان يضاء شيء ما في عتمة الأيام التي مررنا بها خلال بحث مشروع البيان الوزاري، كما ان هناك إصراراً لدى اللبنانيين على ان يكون البيان الوزاري على القاعدة نفسها التي شكلت على أساسها حكومة المصــلحة الوطــنية وتفترض ان يكون لديها بيان وزاري جامع لكل اللبنانيين ويلاقي تطلعاتهم ويؤمن لهم السلم الذي يسعون إليه، وعند اتفاق السياسيين يصبح هناك إمكان لمعالجة القضايا الأخرى». وقال غريب ان الوفد نقل الى سلام «موقفنا الرافض للفراغ والجمود الذي يشمل مؤسسات الدولة، ويدفع ثمنه الشعب اللبناني، فيكفي 11 شهراً من المواكبة لتشكيل الحكومة لنصل في النهاية إلى بيان وزاري غير منجز. ونحن كنقابات وهيئات مجتمع مدني وشعب لبناني سيكون لنا موقف موحد لأن بديل الفراغ هو الفتن المذهبية والطائفية والإنقسامات والتشتت أكثر فأكثر». ونقل عن الرئيس سلام تأييده لهذه الطرح، وأعرب عن أسفه للوضع الذي وصلت إليه الأمور، إلى غير ما يريده هو والشعب اللبناني، وهو قال: «جئنا لنعمل ولنشكّل حكومة تخرج البلد من الفراغ». ولفت غريب إلى أن أجواء سلام في هذا الشأن «كانت سيئة، ولكنه أمل بأن تحمل الساعات المقبلة الترياق، وإلاّ فإننا متجهون نحو الفراغ، الأمر الذي ستكون له إنعكاسات سلبية على الأوضاع السياسية والأمنية والمعيشية». ووجّهت «هيئة التنسيق النقابية» نداء إلى كل القوى السياسية الفاعلة في البلد لـ»العودة إلى الإجتماع في مجلس الوزراء وإقرار بيان وزاري توافقي، لأن في ذلك مصلحة للوطن والشعب اللبناني». ونبّه محفوض في تصريح الى ان «إذا عمد الأفرقاء في مجلس الوزراء غداً إلى تقاسم حساباتهم السياسية وعلاقاتهم الإقليمية من دون الأخذ في الإعتبار واقع الشعب اللبناني، فإننا نحمّله مسؤولية مستقبل البلد الذاهب إلى الفراغ، وهيئة التنسيق النقابية ومعها الشعب اللبناني ستدعو الى النزول إلى الشارع إذا إتجه البلد نحو الفراغ الدستوري». ونقل وفد إتحاد نقابات موظفي المصارف برئاسة جورج حاج الى سلام تأييد الاتحاد «كل الخطوات التي اتخذها منذ تكليفه إلى اليوم. وابلغناه ان ما آلت إليه الأوضاع السياسية في البلد لم تعد مقبولة لان البلد «على كف عفريت» والضرر سيطاول كل اللبنانيين من دون إستثناء وخصوصاً الطبقة العمالية التي ننتمي إليها، ونأمل بان يكون يوم غد إيجابياً ويفرج عن البيان الوزاري بحيث ننتقل إلى مرحلة ما بعد البيان وهو قيام الحكومة بمسؤولياتها وواجباتها». لبنانالحكومة اللبنانيةسليمان