بدأ الرئيس الايراني حسن روحاني الاربعاء زيارة تستمر يومين الى سلطنة عمان التي تعتبر الاقرب الى طهران من بين دول مجلس التعاون الخليجي، على أن يجري محادثات مع السلطان قابوس بن سعيد حول ملفات سياسية واقتصادية بما في ذلك في قطاع الغاز، بحسب ما أفاد مصدر رسمي. وروحاني هو ثاني رئيس للجمهورية الاسلامية يزور عمان بعد زيارة محمود احمدي نجاد في 2007، وقد وصل الى المطار السلطاني الخاص حيث استقبله نائب رئيس مجلس الوزراء فهد بن محمود ال سعيد، ووزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي. وتوجه روحاني الى قصر العلم حيث يلتقي السلطان قابوس الذي سبق أن زار طهران في آب (أغسطس) الماضي وكان اول رئيس دولة يزور ايران بعد تولي روحاني منصبه. وقال روحاني في طهران قبل مغادرته الى مسقط "ان لهذه الزيارة اهمية كبيرة في التقريب بين ايران والدول الاسلامية، لاسيما مع الدول الجارة لايران"، مؤكداً ان "دول جنوب الخليج وبحر عمان لها اهمية كبيرة بسبب مضيق هرمز". وتسيطر ايران وسلطنة عمان على ضفتي هذا المضيق الاستراتيجي الذي تمر عبره نسبة 40% من النفط المنقول بحراً في العالم. واضاف روحاني "نريد خلال هذه الزيارة ان نبدأ بتطبيق الاتفاقات في المجالات التجارية والاقتصادية، وخصوصا في المجالات النفطية والغازية، وانما ايضا في المجالات المالية والمصرفية والثقافية". وكان وزير النفط الايراني بيجان زنقانة صرح الثلاثاء: "نحن نبحث منذ فترة طويلة مسألة تصدير الغاز الى سلطنة عمان وآمل انه سيتم انجاز اتفاق خلال هذه الزيارة". ولعبت سلطنة عمان دوراً في التواصل والتقريب بين ايران والولايات المتحدة بحكم علاقاتها الجيدة مع الطرفين. وقد اكد الوزير العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي ذلك في مقابلة مع صحيفة عمان بمناسبة زيارة روحاني. وقال بن علوي "نعم للسلطنة دور في عملية التقارب الغربي الإيراني كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، وهذا الدور بدأ منذ أيام الرئيس الأميركي بيل كلينتون ثم استمر مع بقية الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض وصولا إلى الرئيس أوباما، وكان هدفنا من ذلك أن لا تقع مواجهة كبرى بين إيران والدول الغربية لأنها ستكون كارثية على المنطقة، وقد تواصل الدور مع الغربيين والإيرانيين على مر السنوات الماضية". وتربط روحاني علاقات جيدة بالمسؤولين العمانيين، وهو زار مسقط مرات عدة عندما كان رئيساً لمجلس الأمن القومي الإيراني. ورأت مصادر ديبلوماسية في طهران أن زيارته تكتسب أهمية خاصة في الظروف الراهنة، لجهة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى أنها تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.