بلغت ثروة سبعة أثرياء عرب يقيمون في سويسرا ما بين 11.5 و15.3 مليار فرنك "بين 12.1 و16.1 مليار دولار" خلال عام 2016، مقارنة بـ 14.8 و19.7 مليار فرنك "15.5 و20.7 مليار دولار" كانت تعود إلى تسعة من الأثرياء العرب في العام الماضي، حسب تقديرات تقرير اقتصادي حديث. وكشف التقرير السنوي لمجلة بيلان الاقتصادية السويسرية المتخصصة بطبعتيها الفرنسية والألمانية، أن ثروة ستة من الأثرياء العرب السبعة بقيت مستقرة في حين زادت ثروة واحد منهم في حدود 500 مليون فرنك "526 مليون دولار"، خلال هذا العام مقارنة بالعام الماضي، لكن الهبوط في مجموع الثروة جاء بسبب خروج اثنين من الأثرياء العرب من قائمة العام الحالي، هما: عائلة الخريجي "مجموعة الخريجي السعودية"، التي تملك ثروة تُقدر بين اثنين إلى ثلاثة مليارات فرنك، إذ اتجهت الأسرة الآن إلى الإقامة في إمارة موناكو، والمليونير التونسي، كامل الأزعر. والأثرياء السبعة الذين ذكرتهم مجلة بيلانز باللغة الألمانية، وفرعها باللغة الفرنسية "بيلان" عن أغنى 300 شخص سويسري أو مقيم في سويسرا، هم: عائلة السليمان السعودية، ويرأسها عبدالعزيز السليمان، وتقدر ثروتها بين اثنين إلى ثلاثة مليارات فرنك "بقيت الثروة مستقرة خلال عام"، وعائلة معوض اللبنانية وتقدر ثروتها بنحو ثلاثة ـ أربعة مليارات فرنك "مستقرة"، وعائلة عجة السورية وتقدر ثروتها بنحو 1.5 إلى 2.0 مليار فرنك "مستقرة". وذلك علاوة على رجل الأعمال المصري هشام أمين النشرتي وتقدر ثروته بين 300 ـ 400 مليون فرنك "مستقرة"، وعائلة إياد سماوي السورية وتقدر ثروتها بنحو 500 ـ 600 مليون فرنك "مستقرة"، ورجل الأعمال اللبناني عبد الله شاتيلا 200 ـ 300 مليون فرنك "مستقرة"، وعائلة حايك وتقدر ثروته بين خمسة ـ ستة مليارات فرنك "زادت 500 مليون فرنك". ويُعادل الفرنك 0.95 دولار في أسعار اليوم. غير أن هناك عشرات من الأثرياء العرب الذين لم يتم حصرهم في قائمة "بيلان" للعام الحالي، وبعضهم في قوائم الأعوام القليلة الماضية، بناء على طلبهم، من بينهم رجل الأعمال اللبناني - السعودي بهاء الحريري، أو "عائلة الحريري"، ويسلم بن لادن، وأحمد زكي يماني، على سبيل المثال حسبما علمت "الاقتصادية" من إدارة تحرير "بيلان". ولم تدرج "الاقتصادية" في تقريرها هذا عديدا من رجال الأعمال من ذوي الأصول العربية المهاجرة منذ وقت بعيد، أو ممن انقطعت صلاتهم المالية والاستثمارية بالبلدان العربية، ومنهم رجل الأعمال المصري فؤاد سعيد "ثلاثة ـ أربعة مليارات فرنك". ويقيم عدة أفراد من سلالة عبدالعزيز السليمان "من مواليد مكَّة المُكرَّمة عام 1934" في جنيف، ومنها يديرون مؤسسته القابضة "رولاكو" التي تعمل في مجال البناء، والسيارات، والزراعة، ورافعات البناء، والاتصالات، والنقل، والطاقة، والسياحة. وقد أسَّس السليمان شركته عام 1968، وهي جزء من مؤسسة أمّ مقرها جدّة، وكانت أول مؤسسة تستورد الأسمنت إلى السعودية. وتملك شركة رولاكو فندق "إنتركونتننتال" الفخم في جنيف، و"كروان بلازا" في كل من جنيف وزيورخ، ولهذين الفندقين وجود ملموس في السعودية ودول الخليج بشكل خاص. وترك السليمان سويسرا التى يحمل جنسيتها أيضاً عام 2003 ليقيم بين دبي والسعودية لكنه ما زال يتابع أعمال الشركة في جنيف، في حين يتولى ابنه، سعود عبدالعزيز السليمان، المقيم في سويسرا، رئاسة مجلس إدارة الفرع السويسري لشركة رولاكو القابضة، حيث تُعتبر الشركة الأم في جدة إحدى أهم المؤسسات السعودية في مجال البناء والنقل. أما روبرت معوض "67 عاماً"، وهو من أبناء الجيل الثالث لهذه العائلة اللبنانية منذ أن حطت رحالها في سويسرا، فيرأس مجموعة معوض التي تم تأسيسها في جنيف عام 1890 للاستثمار في مجال الماس والمجوهرات، ويقوم هو وأبناؤه الثلاثة الذين ينتمون إلى الجيل الرابع "آلان، وفرد، وباسكال" بإدارة المجموعة التي دخلت أخيراً مجال الفندقة، غير أن روبرت معوض قرر التخلي عن قيادة المجموعة لمصلحة ابنه البكر آلان، اعتبارا من كانون الثاني (يناير) 2010، واتجه هو إلى الاستثمار في البحرين وعُمان. ويقترب روبرت معوض من إفتتاح مجمع سياحي ضخم بعنوان "جزيرة الريف" في البحرين. واتجه أبناء روبرت الثلاثة نحو تنويع نشاط شركتهم في قطاعات جديدة كالإنترنت، والتسويق، والإدارة، والمطاعم، والساعات الفاخرة، دون أن يتخلوا، بالطبع، عن نشاط الشركة الأصلي في المجوهرات. واشترت مجموعة معوض بداية عام 2008 المبنى القديم لمصرف "أتش أس بي سي" المُطل على بحيرة جنيف بقيمة 90 مليون دولار لتحويله إلى فندق في غضون خمس سنوات، غير أن المجموعة قررت التخلي عن المشروع، وهي في طريقها الآن لبيع المبنى. وتملك عائلة معوض 12 من أكبر 20 ألماسة في العالم، وخمسة مراكز لصقل الألماس، و19 محلاً لبيع المجوهرات "كانت 24 في العام الماضي"، و4000 وسيط ووكيل مبيعات، كما انتهت العائلة أخيراً من افتتاح متجر جديد للمجوهرات والساعات الثمينة بمساحة 150 مترا مربعا في فندق كومبنسكي في جنيف "هيلتون سابقاً". ولا تزال العائلة تتقدم في توسيع شبكتها، إذ افتتحت في الشهر الماضي محلها الجديد في شارع الرون، أغلى الشوارع في جنيف. ومن المقرر أن تفتح لها محلاً جديداً في لندن "شارع سلون"، في حين لا تزال المناقشات جارية لافتتاح خمسة محال في الصين في 2017. وتملك عائلة عجَّة التي يرأسها رجل الأعمال السعودي من أصل سوري، أكرم عجَّة، وتضم أبناءه الثلاثة منصور، وعبدالعزيز، وكريم، شركة "تاك أفييشن هولدنك"، و"تاك فايننس أس أي". وتُدير الشركة الأولى من مقرها في جنيف أسطولاً من الطائرات، وتستثمر في كل ما يتعلق بمجال الطيران، وتقدم كل خدمات الطيران لطائرات رجال الأعمال، وتعتبر الآن إحدى الشركات الأوروبية الرئيسة في مجال إدارة شؤون الاستثمار في الطيران. وعلى الرغم من أن الشركة لم تعد ممثلة لشركة الطيران الكندية الشهيرة، بومباردييه، في الشرق الأوسط، إلا أنها لا تزال تواصل توسعها في مجال طيران رجال الأعمال. وقد احتفلت الشركة هذا العام بعيد تأسيسها الخمسي، في مطار، فارينبورك، في بريطانيا. وتختص الشركة الثانية بمجال العقارات والتقنية الحديثة، وتستثمر عائلة عجَّة أيضاً في سباق فورميولا ـ 1 حيث تملك 15 في المائة من أسهم مؤسسة فورميولا. ووصفت مجلة بيلان، منصور عجَّة، بأنه يتمتع بذهنية ومهارة تجارية عالية و"أنَّه يُحوِّل كل ما يمسّه إلى ذهب"، وقالت "إنه مُنذُ دخوله مؤسسة ماكليرن، المتخصصة في صناعة تقنيات سيارات السباق، ارتفع عدد العاملين في المؤسسة من 70 إلى 1200".