×
محافظة المنطقة الشرقية

الخطوط السعودية تستلم (11) طائرة جديدة خلال شهر

صورة الخبر

إعداد: عبير حسين إننا نعيش أخطر لحظات تطور البشرية، لدينا التكنولوجيا اللازمة لتدمير الكوكب الذي نعيش فيه، وفي المقابل لم نطور بعد قدراتنا للخروج منه، ولا يزال أمامنا بضع مئات السنين لننجح في إنشاء مستعمرات لنا وسط النجوم. إذاً حتى اليوم ليس أمامنا سوى كوكب واحد ونحن بحاجة إلى العمل معاً لحمايته. هكذا بدأ نات كيتش، الباحث العلمي المشارك في جامعة كمبريدج، والمحرر العلمي بمجلة نيوساينتس ومؤسس موقع unlimited.worldمقاله الأحدث في صحيفة الغارديان البريطانية، وخصصه للتعليق على تحذيرات البروفيسور ستيفن هاوكينغ، أستاذ الفيزياء الفلكية الشهير خلال محاضرته منتصف الشهر الماضي عن الكون وأصول البشر في اتحاد جامعة أوكسفورد، والتي أعاد خلالها حديثه السابق من أن المهلة التي تنتظر البشرية للبقاء على كوكب الأرض قاربت على الانتهاء بعد 1000 عام. وأشار هاوكينغ إلى أن الحياة على الأرض تواجه تزايد خطر وقوع كارثة مثل الحرب النووية المفاجئة أو الفيروس المعدل وراثياً، وحتى التهديد المتزايد من جانب الذكاء الاصطناعي. وحضّ هوكينغ البشر على اتخاذ قرار بالسفر إلى الفضاء، قائلاً: هذا القرار في مصلحة مستقبل البشرية. وأضاف: يجب الاستمرار في السفر إلى الفضاء لأجل مستقبل البشرية، فأنا لا أعتقد أننا سنبقى على قيد الحياة 1000 سنة أخرى من دون الهروب إلى خارج كوكبنا الهش، مؤكداً أن صورة الكون تغيرت في السنوات ال 50 الماضية. وسبق لهوكينغ أن أكد وجوب استيطان الفضاء من قبل البشر خلال السنوات ال 1000 المقبلة، وإلا فستتعرض البشرية للانقراض، وحذّر من خطر تطور منظومات العقول الاصطناعية قائلاً، إن اختراع عقل اصطناعي متكامل يمكن أن يعني نهاية الجنس البشري. ومعروف أن هاوكينغ من أهم الداعمين لأفكار ومشروعات الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك شركة سبيس إكس الفضائية، الذي طرح مشروعه الأضخم قبل نحو شهرين عن نظام صاروخي متطور لنقل الإنسان بين الكواكب، إضافة إلى اعتزامه بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال القرن المقبل. ناقش كيتش في مقاله فكرة هاوكينغ عن اقتراب فناء البشرية، وعلق عليها قائلاً: إذا كانت المهلة أوشكت على الانتهاء، فنحن اليوم في أخطر مراحلها، فالجنس البشري يواجه تحديات بيئية رهيبة أهمها تغير المناخ، وتراجع مستويات الإنتاج الغذائي، وتحمض المحيطات، يقابلها زيادة سكانية مستمرة، إضافة إلى انتشار عدم المساواة الاقتصادية، وزيادة رقعة الفقر التي تبتلع الملايين سنوياً. وأضاف، نقف عند لحظة فارقة من عمر وجود البشرية، فلم يسبق لنا مواجهة كل هذه التحديات الصعبة في نفس الوقت، ففي حين تتوسع مدن الصفيح نتيجة زيادة أعداد النازحين من الريف إلى المدن، تقف تلك المدن نفسها عاجزة عن استيعاب وتقديم الخدمات الإنسانية المناسبة لقاطنيها. النسبة الكبرى من المدن في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب آسيا تعاني مشاكل في توفير المياه النظيفة، والخدمات الصحية والتعليمية، وانعدام البنى التحتية. ولفت كيتش الانتباه إلى تزايد مخاطر الآثار السلبية للعولمة الاقتصادية التي أنهكت الطبقات الوسطى في عدة دول، وحذر من مخاطر تغول التكنولوجيا الحديثة التي تسببت في إلقاء ملايين العمال في أتون البطالة. وقال: تسببت الآثار الاقتصادية للعولمة، وتسريع التغيير التكنولوجي، وأتمتة المصانع إلى ضياع آلاف الوظائف التي كان يؤديها ملايين العمال، والأخطر أن العالم ينتظر الأسوأ في سباقه المحموم نحو تطوير مزيد من نظم الذكاء الاصطناعي التي ستطيح قائمة أخرى من الوظائف، وبعد عدة سنوات لن يجد عشرات الآلاف أعمالاً ومهناً يمكنهم أداؤها. وأضاف، علينا جميعاً التأكد من أن التكنولوجيا خلقت صعوبات عدة أمام البشر، ولن يمكنها حلها. وقال كيتش: إن الأوضاع البيئية والمناخية والاقتصادية والاجتماعية السيئة التي يواجهها العالم أصبحت على المحك بشكل دقيق بعد التهديدات الكبيرة بانتشار الشعبوية وتحكمها في قرارات مصيرية في الدول الكبرى. وأشار إلى أنه كان من المعارضين لبريكست متخوفاً من ضعف الميزانيات المخصصة للبحث العلمي بعد التصويت بالموافقة على مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي. وكرر كيتش مخاوفه من تراجع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن التصديق على اتفاقية باريس للمناخ التي سيمثل التراجع عنها مخاطر محدقة بالأرض إذا لم تلتزم أكبر دولة تتسبب في الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري بتخفيض مساهمتها من الغازات الدفيئة، والتي تقف سبباً مباشراً وراء الارتفاع المستمر لدرجات حرارة الأرض في العقود الأخيرة. وأنهى كيتش مقاله بالدعوة إلى إنقاذ الأرض عبر تكاتف أبنائها، وكسر الحواجز لا بِنائِها، وتأكد الجميع من أن البشرية يجمعها مستقبل واحد، وأن الكوارث المناخية لا يمكنها التمييز بين الأغنياء والفقراء.