أن يكون هناك شخص غير عربي يجيد التحّدث باللغة العربية لم يعد غريباً، نظراً إلى وجود الكثير من هذه النماذج وعلى مستوى جنسيات عدة، غير أن ما يمكن اعتباره بالغريب هو أن يخصّص هذا الشخص جزءاً من وقته لمخاطبة العرب عموماً والسعوديين تحديداً من خلال موقع «يوتيوب»، وذلك بتقديم مسلسل قصير ساخر، وبرنامج تعليمي، إضافة إلى اهتمامه بتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن العرب. بعد تجربة شخصية «أبومتعب الأميركي»، أطلّت الأميركية شانن مونيان بطريقة مختلفة، مستخدمة لغتها العربية التي تعلمتها أخيراً في أحد المعاهد المتخصصة في الإمارات، إذ وجدت الفتاة الشقراء نفسها قريبة من الخليجيين، نظراً إلى عملها معهم لأعوام عدة في إمارة دبي، وتحديداً في إحدى المؤسسات الإعلامية الخليجية، الأمر الذي دفعها عام 2011 إلى الانضمام لأحد معاهد اللغة العربية، إذ درست فيه اللغة العربية الفصحى مدة عام كامل، قبل أن تبدأ بتعلّم اللهجة الحجازية السعودية مدة ثلاثة أشهر، داعمةً ذلك بمخالطتها المستمرة لزملاء عملها، إلى جانب مشاهدة القنوات وقراءة الصحف العربية، فيما توضّح أن الدافع من هذه الخطوة شعورها بالانتماء إلى المؤسسة ولمنتجاتها الإعلامية العربية. اتجهت شانن إلى إنتاج البرامج عبر موقع «يوتيوب»، مستفيدةً من قدرتها على الحديث باللغة العربية، إذ قدّمت برنامجاً تعليمياً بعنوان: «العامية الأميركية مع شانن»، تعطي من خلاله دروساً حول معاني بعض العبارات المستخدمة في اللهجة العامية الأميركية، مع تقديم مشهد تمثيلي قصير يتناول معنى العبارة، فيما عُرضت من هذا البرنامج 7 حلقات، مدة الحلقة الواحدة ثلاث دقائق، مبيّنة أن الفكرة جاءت من طريق موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حينما لاحظت أن هناك اهتماماً بتعلّم العاميّة الأميركية، بخاصة بين المبتعثين السعوديين والعرب، وتضيف: «بدأت بمساعدة البعض ممن يرغبون في التعرّف أكثر على العامية الأميركية، وبعد ذلك قررت تقديم البرنامج للتبسيط على الناس، خصوصاً من ناحية طريقة نطق بعض الكلمات، مع توظيف الجانب الترفيهي المبسّط في العرض». وحول مسلسلها الساخر «الأسمر والشقراء» تقول: «أنهيت من هذا المسلسل حتى الآن 12 حلقة، مدة كل حلقة 7 دقائق، وأسلّط الضوء من خلاله على بعض السلوكيات الفردية المختلفة، التي ربما تعكس ثقافات بعض الشعوب سواء العربية أم غيرها، وأقدّمها في قالب كوميدي بسيط ساخر، فأنا أحب التمثيل إضافة إلى عملي الإعلامي، لذا أسعى إلى توظيف ما لدي في البرنامج التعليمي والمسلسل الكوميدي الذي آمل بأن أنجح في إنتاجه بشكل أكبر من خلال التعاون مع إحدى شركات الإنتاج، علماً بأنني حالياً أعمل مع فريق متكامل من مــــصورين ومـــمثلين». وتوضّح أنها تأمل بمواصلة تقديم مشاريع إعلامية أخرى باستخدام اللغة العربية، «60 في المئة من المشاهدة أجدها من السعودية، فيما تتوزع النسبة المتبقية على عدد من الدول، وحتى الآن وجدت عدداً من التعليقات المشجّعة، إلى جانب تعليقات أخرى متفاجئة مما أقوم به، وفي الحقيقة أتمنى أن أستمر في تقديم البرامج للمجتمعات الخليجية التي أحترم طيبة وكرم مواطنيها»، فيما تنوّه بأنها لا تستبعد تقديم برنامج يخاطب الأميركيين والغرب عموماً، بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة المأخوذة عن العرب. السعوديةيوتيوبثقافات