×
محافظة المنطقة الشرقية

12 إطلالة لتتألقي بحجابك في الصيف

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي لا شك في ان الاصطفاف الدولي إزاء الأزمة الأوكرانية هو أبرز أزمة بعد الحرب الباردة. وإثر الاصطفاف برز مصطلح المقاطعة في الخطاب الغربي المناوئ لروسيا. وعدد كبير من شعوب العالم لم يألف المقاطعة ولا يعرف مترتباتها، إذ لم يختبر آثارها المريرة. لكن الإيرانيين يعلمون مدی خطورة آثارها. ولا يخفى ان موسكو لم تستخدم حق النقض (الفيتو) عند صدور قرارات المقاطعة المفروضة على ايران في مجلس الأمن. لكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يكن يتخيل ان تبتلی بلاده بمثل هذه المقاطعة. واليوم، تلوّح الدول الغربية بهذه العصا التي تستهدف اقتصاد الروس وحياتهم. وأثبتت التجربة التاريخية ان قرارات المقاطعة تخفق في التأثير في المواقف السياسية، أي في بلوغ الهدف المرجو، لكنها وسيلة «ضغط» ديبلوماسي. وأظهرت التجربة أن المقاطعة تصيب الإنسان أكثر مما تصيب النظم السياسية. لذلك، لا يسع أحرار العالم ان يقفوا موقف المتفرج امام مقاطعة يذهب ضحيتها النساء والاطفال والمحرومون. وروسيا ليست في منأى من قيود المقاطعة، ومن العسير مصادفة إيراني يوافق علی فرض قيود يتحمل أعباءها المواطن الروسي. وتبرز الحاجة الى رؤية واقعية الى الأمور بعيداً من الاحلام. والجهاز الديبلوماسي الايراني يجبه تحديات الاعداد لاستيعاب استحقاق المقاطعة الغربية لروسيا، ولعب دور في هذه الأزمة. ولا ريب في ان المفاوضات النووية من أبرز القضايا التي تتأثر بالأزمة الغربية الروسية. ويتوقع ان تبتعد روسيا عن الموقف الغربي من ايران لإرساء نوع من التوازن مع الغرب في اوكرانيا، وأن تقترب موسكو من طهران اكثر فأكثر لتبرهن للدول الغربية ان حل الازمات الدولية مثل الملف الايراني متعذر من غير وساطتها. فالغرب سيدفع ثمن مواقفه في اوكرانيا علی طاولة المفاوضات النووية مع ايران. وتغيُّر الموقف الروسي على هذه الشاكلة، وإن كان مفيداً لطهران، يؤثر في سير تلك المفاوضات، والأرجح ان يطيل أمدها. والأغلب على الظن ان روسيا في هذه الأحوال ستسعى إلى تعزيز تعاونها التجاري مع ايران للهروب من ظروف المقاطعة والاستفادة من الأراضي الإيرانية للالتفاف علی قيودها، وستطلب دعم الجهاز الديبلوماسي الإيراني لمواقفها في الحراك الجديد مع الدول الغربية. وهذه الحال شبيهة الی حد بعيد بالحال الايرانية حين أرادت طهران التقرب من روسيا لتعويض خسارة علاقاتها الاقتصادية مع الدول الغربية. هذه التطورات تجعل الجهاز الديبلوماسي الايراني في وضع لا يحسد عليه. وهو سيضطر الى السعي الى الاستفادة من تغير الموقف الروسي، وتوجيه العمليات التجارية مع موسكو توجيهاً يخدم مصلحة الاقتصاد الايراني في وقت تقتضي الظروف دعم الموقف الديبلوماسي الروسي من دون استفزاز نقمة الدول الغربية. وصوغ مثل هذه السياسة بالغ الصعوبة، فهي تفترض انتهاج الديبلوماسية من اجل تحقيق كل هذه الاهداف. لكن التجربة التاريخية تشير الی نجاح الإيرانيين في اللعب علی التناقضات الدولية، والأزمة الأوكرانية فرصة جديدة ترتجى فائدة من توسل التناقضات الناجمة عنها توسلاً يستند الى التجارب الايرانية السابقة.     * رئيس تحرير الصحيفة، عن «شرق» الايرانية، 8/3/2014، اعداد محمد صالح صدقيان