بتاريخ 1 يوليو 1971، ظهر شقيق الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، الشهير باسم، عاطف السادات، في صورة «نادرة»، نشرتها صفحة «تاريخ بدون تشويه»، على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، توّثق جنازة والده، حيثُ كان أول المتقدمين في حَمل نعش والده، دونَ أن يعرف أن الموت سيختارُه فيما بعد، وتحديدًا مع بداية حرب أكتوبر من العام 1973. أنور محمد السادات، هو والد الرئيس محمد أنور السادات، ثالث رئيس لمصر، ولد بقرية بقرية ميت أبو الكوم، إحدى قرى مركز تلا التابع لمحافظة المنوفية، كان يعمل كاتبا بالمستشفى العسكري بالسودان، ولكنه عاد للقاهرة عام ١٩٢٥ بسبب مقتل السير «لي ستاك»، قائد الجيش الإنجليزي في السودان، وحينها أجبرت بريطانيا مصر عودة جيشها من السودان. بعد ذلك انتقلت الأسرة المكونة من الأب وزوجاته الثلاث وأطفالهن إلى منزل صغير بكوبري القبة بالقاهرة، وكان دخل الأب صغير للغاية، وظل السادات يعانى من الفقر والحياة الصعبة إلى أن استطاع إنهاء دراسته الثانوية عام 1936، وفى نفس السنة كان النحاس باشا قد أبرم مع بريطانيا معاهدة 1936، وبمقتضى هذه المعاهدة سمح للجيش المصري بالاتساع، وهكذا أصبح في الإمكان أن يلتحق بالكلية الحربية حيث كان الالتحاق بها قاصرا على أبناء الطبقة العليا، وبالفعل تم التحاقه بالأكاديمية العسكرية في سنة 1937، وهذه الأحداث هي التي دفعت السادات إلى السياسة. وفي مشهدٍ آخر، كان شقيقه، عاطف السادات، يُخطط للالتحاق بالكلية الحربية، وهو ما حدث بالفعل، حيثُ تخرج في الكلية الجوية عام 1966، وقضى عامين في الاتحاد السوفيتي تطبيقا لبرنامج تدريبي على المقاتلات الجوية ثم القاذفات المقاتلة. وفي عامي 1969 و1970، شارك عاطف السادات في عمليات هجومية مصرية ضد طائرات إسرائيلية في اتجاه سيناء ويصفه زملاؤه بأن خبرته في حرب الاستنزاف جعلته معلما على الطائرات السوفيتية في تلك الفترة. في يوم السادس من أكتوبر، طلب عاطف السادات من قائد تشكيله، الشهيد زكريا كمال، أن يشارك في الضربة الأولى بدلا من الانتظار إلى ضربة ثانية كانت تجهز لها القوات الجوية وأمام إلحاحه استجاب قائده لذلك واشتركا معا في مهمة جسورة كللت باستشهادهما بعد أن قاما بعملية قصف قوات العدو في منطقة «أم مرجم» ثم قصف الطائرات الإسرائيلية الرابضة في «المليز». وحينها انطلق النقيب طيار لأول مرة محلقاً بطائرته التي استقلها فوق سيناء المحتلة حيث أطلق صواريخ طائرته مفجرًا رادار ومركز قيادة صورايخ الهوك اليهودية للدفاع الجوي المحيطة بالمطار لحرمان العدو الإسرائيلي من استخدامها ضد قواتنا الجوية طيلة فترة الحرب. وقام باقي التشكيل بضرب وتدمير مطار المليز، وبعد ذلك قام النقيب طيار بعمل دورتين كاملتين للتأكد من تدمير الهدف المنوط به، وحتى لا يترك أي فرصة لاستخدام تلك البطاريات ضد الطائرات المصرية. وفي الدورة الثالثة وفي نفس اللحظة التي انتهى فيها من التبليغ عبر أجهزة اللاسلكي عن تمام تنفيذ مهمته، أصيبت وتحطمت طائرة عاطف السادات بصاروخ دفاع جوي إسرائيلي، ليحظى بالشهادة، بعد عامين من وفاة والدُه. حصرياً جنازة والد الرئيس انور السادات Uploaded by القناة الرسمية للاعلامى احمد السيد on 2016-03-10. أحد الجنود الإسرائيليين الذين شهدوا اللحظات الأخيرة في حياة ذلك البطل حكى القصة كما جرت، ليضيف بعدا آخر لواقعة استشهاد عاطف السادات الذي كان كما يقول عنه زملاؤه من أفضل طيارينا دون أن تكون لعلاقة الأخوة بينه وبين رئيس الجمهورية وقتها أي تأثير على وضعه في القوات المسلحة. الجندي الإسرائيلي شاهد العيان، يعمل حالياً طبيبا بمستشفى جامعة «جورج تاون» بالولايات المتحدة الأمريكية ويدعى «آيرون بن شتاين» يروى الواقعة قائلا «كان عمري وقت الحرب عشرين عاما، وكنت مجندا بالقوات الجوية الإسرائيلية بمطار المليز في سيناء، في هذا اليوم كان أغلب الضباط والجنود في إجازة عيد الغفران ولم يكن بالمطار إلا حوالي ٢٠ فردا، وفى الثانية والربع ظهرا فوجئنا بطائرتين من طراز (سوخوى) و(ميج) تهاجمان المطار، قام الطيار الأول بمهاجمة الممرات وحظائر الطائرات ودمرها تماما.