×
محافظة جازان

وفاة الشيخ زيد بن محمد مدخلي فجر اليوم

صورة الخبر

لم تطل عمليات البحث عن الطفلة المفقودة جوري الخالدي، التي فقدت قبل يومين من منزلها في مدينة الجبيل، إذ عُثر عليها بعد ساعات، ولكن بعد أن فارقت الحياة التي لم تعش فيها سوى 5 أعوام. واختفت آثار جوري، المصابة بمرض «التوحد»، مساء الاثنين، ما دفع معارف الأسرة ومتطوعين وأجهزة الأمن، إلى بدء عمليات بحث وتمشيط، على أمل العثور على الطفلة «سليمة»، كما كان يحصل في مرات سابقة، حين تحتفي من منزل أسرتها، إلا أن مواطناً عثر صباح أمس على الطفلة، متوفاة غرقاً في شاطئ طيبة بمحافظة الجبيل. وذكرت مصادر قريبة من العائلة إلى «الحياة»، أن «جوري، اعتادت الخروج إلى الشاطئ القريب من منزلها برفقة أخيها، وهو الشاطئ ذاته الذي غرقت فيه. وسبق أن فُقدت مرتان، لساعات معدودة. إلا أن والدها كان يجدها في كل مرة. فيما خرجت مساء الاثنين لوحدها، ولم يعثر لها على أثر». وأكدت المصادر وجود «طاقم أمني كبير في منزل الطفلة المفقودة، إضافة إلى أعداد كبيرة من المتطوعين، وذلك للبحث عنها. إلا أن البحث كان براً وليس بحراً، إذ عثر عليها لاحقاً غارقة في الماء» بدوره، قال المتحدث باسم حرس الحدود في المنطقة الشرقية العميد خالد خليفة العرقوبي، في تصريح إلى «الحياة»: «إن حرس الحدود تلقى بلاغاً من الشرطة عن فقد طفلة، وذلك في إطار التعاون والتنسيق القائم بين المديريتين. إلا أن البلاغ كان عاماً، ولم يؤكد أنها في البحر، وإن كان ذلك احتمالاً»، لافتاً إلى أنه تم على الفور «توجيه الدوريات لمباشرة البحث عن الطفلة». إلا أنه أكد أن «البحث في البحر ليلاً مختلف وصعب». وأضاف العرقوبي، «بحث الليل صعب جداً، وبخاصة لطفل، إذ يغرق في غضون أقل من ثلاث دقائق. ولا يتضح ذلك مع ظلام الليل. فيما المنطقة كبيرة جداً»، لافتاً إلى أنه تم التنسيق أيضاً مع جهات ومؤسسات مختصة بمرض التوحد «لمعرفة السلوك المتبع من مريض التوحد، إلا أن ردَّ الجهات المختصة لم يوصلنا إلى نتيجة، إذ إنهم أكدوا أن حالات التوحد تختلف من مريض إلى آخر». وأكدوا أن «حالات الغرق كثيرة، إلا أن حالة الطفلة جوري كانت الأولى من نوعها، فلم يسبق أن وصل بلاغ «فقد» ويوجد المفقود في البحر». وشرعت الجهات الأمنية المختصة، إضافة إلى المتطوعين بالبحث عن المفقودة منذ تلقي البلاغ. وقال المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي، في بيان صحافي صدر أمس: «ورد مساء أول من أمس «الاثنين» بلاغاً لشرطة محافظة الجبيل، عن فقدان طفلة (5 أعوام)، تعاني من مرض التوحد»، مضيفاً أن «الجهات الأمنية وفرق البحث المختصة شرعت في إجراء المسوحات الميدانية في الحي الذي تقطنه والأحياء المجاورة، والتنسيق مع الشركات الإنشائية في الموقع، للتحقق من المنازل التي لا تزال قيد الإنشاء المنتشرة في الحي ذاته. كما تم الاستعانة بجمعيات متخصصة في التعامل مع هذا النوع من المرض، وكذلك الطب النفسي، للاستدلال على ما يمكنها القيام به، أو التوجه إليه، والأماكن المتوقع وجودها فيها». وأشار الرقيطي، إلى ما أبداه مواطنون من «تعاون مع رجال الأمن في البحث عن الطفلة. وهذا الأمر غير مستغرب على أبناء هذا الوطن»، لافتاً إلى أنه عند الثامنة والنصف من صباح أمس الثلثاء، تم العثور الطفلة من قبل أحد المواطنين «متوفاة غرقاً في شاطئ طيبة بمحافظة الجبيل. وباشر المختصون في الشرطة الانتقال إلى الموقع. وجرى إشعار حرس الحدود، لمباشرة الواقعة، بحكم الاختصاص». بدورها، أكدت اختصاصية التوحد نادية أبو تاكي: «أن طفل الاحتياجات الخاصة المصاب بمرض «التوحد» لديه قصور في إدراك المخاطر». وقالت إلى «الحياة»: «إن الطفل التوحدي يعاني من قصور في التعبير عن الألم، إضافة إلى قصور في إدراك المخاطر، فهو بحاجة إلى رعاية دائمة وحماية خاصة». وأضافت «يعتمد إدراك التوحدي لما حوله على نسبة ذكائه، فقد يكون الشخص مصاباً بالتوحد، ولكن ليس لديه أي تأخر عقلي، ونسبة ذكائه طبيعية. وقد يكون لديه قدرات خاصة: موهبة أو ذكاء، فهؤلاء عند تعليمهم يدركون المخاطر ولن يحتاجوا إلى رعاية مستمرة». وذكرت أبو تاكي، أن «70 في المئة من أطفال التوحد يرافق مرضهم قصور في الذكاء وتأخر عقلي بجميع درجاته. وهذه الفئة تحتاج لإحاطة ورعاية بشكل مستمر، وهم بحاجة إلى تعليم وتدريب، وبخاصة أنهم يعتمدون على التواصل البصري أكثر من السمعي، فذاكرتهم البصرية أفضل وأقوى من السمعية، ولا يُعتمد لفظياً على تحذيره أو تعليمه كقول: «البحر خطر»، فهو يحتاج صوراً أو مشاهد، كي يخزنها في ذاكرته». وقالت: «الشخص المصاب بالتوحد يجب تعليمه بصرياً قواعد الأمن والسلامة خارج المنزل وداخله، إضافة إلى حاجتهم إلى التكرار في التعلم».