كشك حديدى أخضر مغلق بالأقفال، متوّج بلافتة مدون عليها «مشروع شباب الخريجين»، على رصيف أحد المقاهى بمنطقة «بين السرايات»، وفى المقابل يتواجد أمامه سور جامعة القاهرة. تواجد الكشك المغلق فى مواجهة جامعة القاهرة يوحى لكل طالب بأن مصير جهده الدراسى سيذهب هباءً، خاصة أن هذا المشروع مرخص من محافظة الجيزة، ورغم ذلك هو خارج نطاق الخدمة. هذا المشهد دفع «المصرى اليوم» للتوجه إلى «الكشك»، وتبين أنه تحت إدارة المحاسب «أسامة محمد عبدالحليم»، ورقم الترخيص مدوّن على اللافتة المعلقة، والتى تتصدر أعلاها عبارة «محافظة الجيزة» وفى أسفلها مكتوب «حى الدقى». ويقول أحد العاملين بالمقهى المتواجد خلف المشروع إن المكان مغلق بسبب إزالة البلدية له سابقًا فى إحدى حملاتها بحجة «إشغال الطريق»، كاشفًا عن أن شقيقه هو شريك لصاحب الكشك، موضحًا أنهما خسرا أكثر من ١٠٠ ألف جنيه عقب هدمه ومصادرة «شرائط الكاسيت» التى كانا يبيعانها، مشيرًا إلى أنه حينما توجه الشريكان إلى السلطات كان الرد: «ليه ما جيتوش فى ساعتها؟». وقال شاب يجلس على المقهى، مقرب من مالك الكشك، لكنه طلب عدم ذكر اسمه: «أنا اللى أجّرت الكشك»، وبسؤاله عن سبب الإزالة فى السابق رغم وجود لافتة مدون عليها رقم الترخيص أوضح أن «البانر» المعلق لم يكن موجودًا حينها. ومن «بين السرايات» إلى المسؤولين، أوضح اللواء علاء الهراس، نائب محافظ الجيزة لشؤون الأحياء، أنه لا يوجد كشك لشباب الخريجين يُدوّن رقم ترخيصه على اللافتة، منوهًا بأنه من المفترض أن يحتفظ صاحب المشروع بالرخصة الورقية ويغلفها ويعلقها بالداخل. وأشار «الهراس» إلى بعض الشروط التى يجب على صاحب المشروع الالتزام بها، منها عدم تأجير أو بيع أو توريث الكشك لأحد، مضيفًا: «أغلب الأكشاك بتسرق كهربا من الشارع، واللى بيدفع تمن ده المحافظة»، موضحًا أن المحافظة تتحصل على مبلغ سنوى من المالكين يتراوح قدره من ٤٠: ٥٠ جنيهًا، وهو لا يتناسب مع حجم المكاسب التى يحققونها، مرجحًا أن الأرباح تصل إلى ٣ آلاف جنيه شهريًا، حسب قوله.