مهن كثيرة مهدّدة بالزوال، إثر التطوّر التقني الذي أحدثته التكنولوجيات الجديدة والمبتكرة، الأمر الذي سيؤدي إلى خسارة الكثيرين لوظائفهم، خلال السنوات القليلة القادمة، مع بروز مهن جديدة تتطلب مهارات تقنية عالية، فإذا كنت سعيداً براتبك وسنوات خبرتك.. انتبه، فهناك عشرات المهن في طريقها إلى الاختفاء، وربما تكون مهنتك واحدة منها. فلنأخذ مثلا المهن المتعلقة بطباعة وتوزيع الجرائد والمجلات، حيث أحدث التطوّر التقني، وثورة الإنترنت صدمة كبيرة للعاملين فيها، فمع انخفاض مبيعات الجرائد الورقية عاما بعد عام، وجد الكثير من الصحافيين أنفسهم بلا عمل، إضافة إلى القضاء على المهن التي تتعلّق بالطباعة والإخراج الصحافي. مجلة فوربس أعدّت لائحة من 20 مهنة أو حرفة بدأت بالتلاشي، منها عمّال البريد وفرزه وتوصيله واللوجيستيات المرتبطة بالنقل، حيث أصبحت عملية الفرز عملية أوتوماتيكية من خلال مسح الباركود على الطرد.. وتشمل اللائحة أيضا موظفي مراكز الاتصال.. الذين حلّت برامج الكمبيوتر محلّهم في تحويل الاتصالات وتوجيهها إلى العميل المطلوب. ومن الأعمال المتلاشية مع مرور السنين، عمل مشغلي الآلات المكتبية والخياطة في معامل الألبسة وتشغيل أنظمة ضخ النفط... وحتى عمل طهاة الوجبات السريعة! كل هذه المهن باتت الأنظمة التكنولوجية والروبوتية المبرمجة قادرة على أن تحلّ محلها، بكلفة أقلّ وفعالية أكبر. في الولايات المتحدّة مثلا، وضع مكتب إحصائيات العمل قائمة من المهن التي بدأت أعداد العاملين فيها بالانخفاض، تصدّرتها مهنة مراقبي حركة القطارات، التي مصيرها الزوال مع تطوّر أنظمة الاستشعار الإلكترونية. ولكن من المهم الإشارة إلى أنه بالتزامن مع تلاشي تلك المهن، تستحدث وظائف جديدة تواكب المجالات المبتكرة، فمثلا مع التحوّل نحو الصحف الإلكترونية خلقت وظائف جديدة متعلّقة بالإعلانات الإلكترونية، التي تعمل أوتوماتيكياً بمجرّد النقر على عنوان الخبر والفيديو، فأصبح هناك عمل لمن يضعون تلك الإعلانات ولمن يقيسون ترددات المشاهدة، ولمن يحلل هذه المعلومات، لمواءمة الإعلانات بحسب توجهات القارئ، وبفضل التكنولوجيا أيضا، ازدهرت مهن جديدة منها مثلا مبرمجو التطبيقات الهاتفية ومديرو الأمن الإلكتروني ومطوّرو الحوسبة السحابية. فهل سوق العمل قادرة على مواكبة التطوّر بسرعة لإيجاد وتأهيل الأشخاص بالمهارات الجديدة المطلوبة؟