فيينا ـ اكتفى وزير الطاقة الأميركي ارنست مونيز وهو يرد على احتجاج رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي الشديد، ازاء تمديد الحظر في اطار ما يسمى بـ"قانون ايسا" في الكونغرس الاميركي، بأنه سينقل احتجاجه للرئيس الأميركي باراك أوباما. وعبثا تحاول طهران اثناء الكونغرس عن موقفه بالتأكيد على أن واشنطن مطالبة بالالتزام بالاتفاق النووي والحيلولة دون تنفيذ قانون الحظر، الذي يبدو أنه سيشكل مقدمة جيدة يمكن أن تسهل على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب المضي قدما في تنفيذ أحد أبرز وعوده الانتخابية المتمثل في تمزيق الاتفاق النووي مع الإيرانيين إذ فاز بالرئاسة. والأحد عبّر صالحي، عن احتجاج ايران الشديد ازاء تمديد الحظر في اطار ما يسمى بـ"قانون ايسا" في الكونغرس الاميركي، مؤكدا الحق في الرد على ذلك، وداعيا واشنطن للالتزام بالاتفاق النووي والحيلولة دون تنفيذ القانون المذكور. وقال السفير الأميركي ان بلاده ملتزمة بالاتفاق النووي وان الرئيس أوباما سيستخدم كما في السابق جميع صلاحياته للحيلولة دون تنفيذ كل تلك الاجزاء الواردة في القانون التي لا ينبغي تنفيذها وفقا للاتفاق النووي. غير أنه حتى وإن ردّ أوباما القانون، فإن الكونغرس بتركيبته الجديدة التي يسيطر فيها الجمهوريون بإمكانه أن يقر قانون الحظر بغالبية الثلثين كما حصل مع قانون جاستا الموجه ضد السعودية، لا سيما وان عددا من النواب الديمقراطيين بدورهم يوافقون على هذا القانون. ويؤكد بعض الخبراء العارفين بأدق تفاصيل اللعبة الانتخابية في الولايات المتحدة أن موقف ترمب من الملف النووي الإيراني هو الذي أسهم رأسا في نجاحه انتخابيا، وذلك مهما قيل عن دور الأسباب الأخرى التي رجحت كفته ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، مثل تركيزه على القضايا الداخلية من محاربة الهجرة غير الشرعية والموقف من المسلمين وغيرهما. ويقول الخبراء إن إدارة أوباما استفزت العديد من اللوبيات وقوى المصالح والنفوذ الأميركية التي ما تزال تؤمن بسياسة الاحتواء للخطر الإيراني وبأنه لم يحن الوقت بعد للوثوق بالنظام الإيراني وبأهدافه المستقبلية التي تشكل خطرا داهما على مصالح بلادهم، في منطقة سددوا فيها أثمانا باهظة ماديا وبشريا دفاعا عن هذه المصالح. ولا تزال خطط ترامب، غامضة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، إذ وعد في وقت سابق بإعادة التفاوض بشأن بعض البنود وزيادة القدرة على تطبيقه، كما تحدث عن إلغائه، في وقت تراقب طهران الموقف مع شعورها ببعض القلق ترجمته التصريحات المتشنجة من مختلف قادة أركان النظام في طهران. ويتابع الإيرانيون بترقّب وخوف أسماء الفريق الجديد للرئيس الأميركي المنتخب، خاصة وأن أغلبهم يجاهرون بمعاداتهم للاتفاق النووي الذي وقعه مع طهران الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما. ويقول مراقبون إن هامش المناورة سيضيق أمام الإيرانيين إذا قرر البيت الأبيض أن الاتفاق غير ملزم وبدأ عمليا بالتراجع عنه والعودة إلى خيار العقوبات. ورشح ترامب جيمس ماتيس الجنرال المتقاعد في الجيش الأميركي لتولّي منصب وزير الدفاع، وقد اعتبر ماتيس في أكثر من مناسبة إيران أكبر تهديد أمني في المنطقة. وكان الجنرال ماتيس، مسؤولا عن القيادة المركزية الوسطى التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وقد اختلف مع أوباما بشأن إيران وسحب القوات الأميركية من المناطق التي كان مسؤولا عنها، بحسب مصادر صحفية أميركية. وما يشعر الإيرانيين بالقلق أكثر هو ترشيح ترامب لمايك بومبيو لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه)، الذي كان من أشد منتقدي السياسة الأمنية لإدارة أوباما. وكتب بومبيو تغريدة على تويتر الخميس قائلا "أتطلع لإلغاء هذا الاتفاق الكارثي مع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم". ووصفت وسائل إعلام إيرانية بومبيو بأنه "الأخطر على إيران" ضمن الفريق الجديد لترامب. وقال مسؤول أميركي رفيع إنه وإذ يحرص على عدم التكهن "بما ستفعله الإدارة المقبلة" برئاسة ترامب، الذي سيتولى مهامه الرئاسية في 20 يناير/كانون الثاني 2017 فإن "أي طرف يحق له الانسحاب" من الاتفاق النووي الذي أبرمته دول مجموعة خمسة زائد واحد مع ايران.