×
محافظة المنطقة الشرقية

رسائل نوفمبر التاريخية.. من الأسوق إلى صناع القرار

صورة الخبر

متابعة: علي نجم فرض علي مبخوت نفسه نجماً فوق السحاب في مباراة فريقه الجزيرة أمام مضيفه الشباب، حين قاد فخر العاصمة للفوز على الجوارح 7-3 في اللقاء الذي جمعهما على أرض استاد مكتوم بن راشد في افتتاح الجولة العاشرة، التي افتتحت بمواجهة شهدت 10 أهداف، كانت أقرب إلى زلزال وتسونامي أصاب القلعة الخضراء، التي لم يصدق أهلها أن فريقهم وصل إلى الحالة التي يتلقى فيها 7 أهداف في 90 دقيقة فقط. 7 الجزيرة كانت مع الرحمة والرأفة، إذ سنحت للفريق الضيف فرص لو عرف طريق استغلالها، لتمكن من تسجيل "درزن" من الأهداف، أو ربما أكثر. كان تسونامي حقيقي يضرب قلعة الجوارح وبدت آثار الخسارة واضحة على أبناء فريق الشباب الذين لم يتحملوا الإذلال الذي تعرضوا له من قبل الجزيرة الذي ألحق بهم أقسى خسارة في تاريخ مبارياتهما بالدوري. في المقابل، كان الجزيرة يحقق أرقاما خيالية، فهو قدم أوراق اعتماده رسميا منافسا قويا على لقب الدوري، فمن يهزم الوصل بالثلاثة والأهلي بثنائية والشباب بالسبعة هو من دون شك أكثر مما يصور له أن نتائجه مجرد غيمة عابرة. وحقق الجزيرة أرقاماً مع تسجيله 27 هدفاً في 9 مباريات بواقع 3 أهداف في المباراة الواحدة، كما دخل مرماه 7 أهداف كأقوى خط دفاع في الدوري حتى الآن، في حين كان نجمه علي مبخوت يستحق لقب مستر هاتريك بعدما سجل الهاتريك مرتين، والسوبر هاتريك مرة في 9 مباريات، وهي نسبة عالية تؤكد أنه قد يتوج هدافا للموسم الحالي بنسبة قياسية من الأهداف، حيث سجل حتى الآن 14 هدفاً. ولم يكن أي لاعب من الفريق الأخضر في يومه، بل إن الفريق بدا أقرب إلى أشباح فريق، حيث لم يقو على مجاراة المنافس، أو الصمود أمام الطوفان الهجومي، بعدما لعب ثنائي الارتكاز حسن إبراهيم وحيدروف أسوأ مبارياتهما، في الوقت الذي كان الدفاع ثغرة ومعبرا عبر من خلاله رباعي الفريق الضيف كيفما طاب لهم. وحده الإيطالي توماس دي فينتسنتي كان حاضرا، ليحفظ بعضاً من ماء وجه الفريق الذي لا يزال يبحث عن هوية هجومية خاصة مع استمرار غياب المهاجم الهولندي بويمانز المصاب. وتحول لوفانور إلى لاعب كثير الحركة، قليل الإنتاجية، ليمارس هوية الركض والركل للكرة دون أن يبرهن على الجماعية التي يبدو الفريق بأمس الحاجة إليها الآن، خاصة مع تواضع مردود وفعالية داوود علي وراشد حسن التهديفية. وتوالت المصائب على الشبابيين في هذه المباراة من كل حدب وصوب، فخرج مانع محمد مصاباً، قبل أن ينال محمد عايض البطاقة الحمراء التي شكلت الضربة القاضية للفريق الذي لعب 50 دقيقة بعشرة لاعبين. وبدا الاستسلام على لاعبي الشباب، بل انهم افتقدوا القائد الذي يجيد قيادتهم داخل الميدان، بينما لم يجد الهولندي فريد روتن سوى مسك رأسه أسفاً على الحال الذي بدا عليها الفريق في هذه المباراة التي ستبقى عالقة في ذاكرة كل الشبابيين، نسبة إلى مرارتها وقسوتها، ما دفع ببعض عشاق الفريق إلى اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي لشن حملة تطالب بإقالة إدارة النادي. وإذا كان الشباب قد قدم الوجه الشاحب والسلبي، فإن الجانب الآخر، كان مشرقا ومبدعا، ولعل أقل ما يوصف به أداء الجزيرة أنه كاد أن يصل إلى المثالية لولا رعونة المدافعين ولعبهم بتراخ بعد تقدم الفريق المريح على حساب المنافس، حتى كشر الجزيرة من خلال فوزه على الشباب الكبير والكاسح عن وجه البطل. ولعب علي مبخوت مباراة العمر، ليحقق 4 أرقام في ليلة الرباعية، بعدما نجح في تسجيل سوبر هاتريك في اللقاء، ليرفع غلته في ترتيب هدافي دوري الخليج العربي إلى 14 هدفا، وليبتعد بفارق 3 أهداف عن تيغالي الذي عاد ليقلص الفارق بهدف في مرمى الأهلي. وأثبت مبخوت مرة جديدة، أنه العاشق الأول لهز شباك الشباب، بعدما رفع غلته من الأهداف في مرمى الجوارح إلى 14 هدفا، بعدما كان قد سجل هاتريك في مرمى الأخضر في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2014، حين أسهم في فوز فخر العاصمة حينها على الشباب بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. وساهمت الرباعية في اختراق مبخوت لعالم التوب 20 في ترتيب هدافي دوري الإمارات تاريخيا، بعدما وصل إلى الهدف 81 ليتساوى بنفس الرصيد من الأهداف مع نجم كرة الإمارات في العصر الحديث إسماعيل مطر. ولم تقتصر أرقام مبخوت على الرباعية في شباك الشباب، بل إن اللاعب أهدر ركلة جزاء مع نهاية الشوط الأول، لتكون الركلة الثالثة التي يهدرها هذا الموسم، بعدما أهدر ركلة أمام الإمارات ومن ثم أمام دبا الفجيرة، لتكون الركلة الثانية على التوالي التي يهدرها اللاعب. ولم يكن مبخوت هو النجم الأوحد في تشكيلة المدير الفني الهولندي تين كات، بل لعب النجم خلفان مبارك دوراً أساسياً في الفوز الغالي، بعدما أثبت مرة جديدة أنه أحد أبرز المواهب التي أفرزتها مباريات الجولات العشر الأولى من عمر هذا الموسم، قياسا إلى دوره الأساسي في مساعدة الفريق على صنع الخطورة أمام مرمى المنافس، أو حتى في التسجيل، بعدما ترك بصمة في كل لعبة حتى بدا وكأنه لاعب من كوكب آخر من خلال دقة التمريرات أو في كيفية الهروب من رقابة المدافعين. وشكل تواجد بوصوفة مكسبا كبيرا في تشكيلة فخر العاصمة، بعدما لعب مباراة على مستوى عال، ليبرهن صوابية الاختيار الذي وقع عليه للدفاع عن ألوان الفريق. وشكل اهتزاز شباك علي خصيف بثلاثية من الإيطالي توماس النقطة السلبية الواحدة التي وقع بها الفريق، خاصة وأن الفريق تلقى 3 أهداف في 8 مباريات سابقة، و3 مثلها في مباراة الجوارح. وبات فارس جمعة مصدر قلق لدفاعات وحراس مرمى الخصوم مع كل ركلة ركنية، بعدما أضاف الهدف الرابع له هذا الموسم، ليتفوق على العديد من المهاجمين في الأندية الأخرى، بعدما أضاف الهدف الثالث له على التوالي، عقب الثنائية التي هز بها شباك دبا الفجيرة في المرحلة السابقة. هزيمة فريدة لمدرب الشباب وضحت علامات التأثر والحزن الكبير على المدير الفني لفريق الشباب الهولندي فريد روتن، الذي اعترف أنه لم يتلق مثل هذه الهزيمة القاسية طوال مشواره كمدرب. وقال: هذه المرة الأولى كمدرب يتلقى فريقي مثل هذه الهزيمة الكبيرة والقاسية، علماً أنني كلاعب عرفت مرارة الهزيمة الكبيرة، لكن نجحنا حينها في تجاوز أثارها سريعاً. وأشار المدرب إلى أن النتيجة لا تعكس مستوى الشباب الحقيقي، لافتاً إلى أن بعض التفاصيل الصغيرة حسمت هذه المباراة، منها تسجيل المنافس لثلاثة أهداف في أول 25 دقيقة، إلى جانب خروج مانع محمد مصاباً، وتعرض محمد عايض للطرد. وقال: حاولنا العودة إلى المباراة وتقليص الفارق حين أصبحت النتيجة 3-1، لكن سرعان ما حصل الانهيار الذي أدى إلى استقبال الفريق لسبعة أهداف، أملاً أن يتم طي هذه الصفحة سريعاً والاستفادة من الأخطاء التي حصلت، من أجل ضمان عودة الشباب إلى سابق مستواه وإلى تلميع الصورة، بعد الخسارة الكبيرة أمام منافس يمتلك الكثير من الأوراق الهجومية الرابحة لاسيما بعد تألق علي مبخوت وتسجيله سوبر هاتريك وتقديم خلفان مبارك لأداء عال ومتميز. مبخوت: إهداري ركلة جزاء ليس مشكلة عبر علي مبخوت مهاجم فريق الجزيرة عن بالغ سعادته بتسجيل سوبر هاتريك في مرمى الشباب والوصول إلى الهدف 14 في صدارة ترتيب هدافي دوري الخليج العربي ورفض مبخوت اعتبار إهدار ركلات الجزاء مشكلة، مشيراً إلى أن لاعبين كباراً في العالم أهدروا ركلات جزاء وفي مباريات نهائية. واعترف أن التركيز الكبير واحترام المنافس وحسن استغلال الفرص عوامل ساعدت فخر العاصمة على تحقيق الفوز التاريخي على الشباب. أخطاء فردية الجدير بالذكر أن الشباب دفع ثمناً باهظاً للأخطاء الفردية التي ارتكبت من قبل اللاعبين، حيث جاءت 4 أهداف للمنافس بعد تمريرات خاطئة من كل من حسن إبراهيم وحيدروف وتوماس وداوود علي. تين كات: لا زلنا في مرحلة النمو والتطور واصل الهولندي تين كات سياسة الكلام الديبلوماسي حين وصف فريقه بأنه لا يزال في مرحلة التعلم والتطور، رغم فوزه الكبير على الشباب بسباعية. وأبدى المدرب أسفه لدخول مرمى علي خصيف 3 أهداف، رافضاً وضع فريقه في قائمة المنافسين والمرشحين للفوز باللقب الغالي هذا الموسم. وأكد تين كات: الجزيرة لعب مباراة جيدة، ونجح في تسجيل 7 أهداف، لكن لا أشعر بالسعادة بعدما تلقى الفريق 3 أهداف من المنافس، لذا نحتاج إلى علاج هذه المشكلة، والوقوف على الأسباب التي أدت إلى استقبالنا هذا الكم من الأهداف، من أجل تصحيح الخلل ومعالجة السلبيات وتلافي الهفوات. وأوضح قائلاً: انتهت مباراة الشباب وباتت من الماضي، ويجب نسيان الفوز الكبير والتفكير في المباراة القادمة، لأنها الأهم للفريق، خاصة وأننا فريق لا يزال في مرحلة النمو والتطور بسبب تواجد مجموعة كبيرة من اللاعبين الصاعدين الذين يحتاجون إلى كسب المزيد من الخبرة والاحتكاك. وأمل المدرب الهولندي ألا يتعالى لاعبوه بعد هذا الفوز الكبير، من أجل ضمان السير قدماً في سكة الانتصارات وكسب النقاط، خاصة وأن هناك فرقاً أقوى وأفضل من الجزيرة. وعاد مرة جديدة ليؤكد أن الجزيرة بحاجة إلى المزيد من العمل، من أجل تلافي الأخطاء والظهور بمستوى أفضل مما قدم حتى الآن في بطولة الدوري، وما تسجيل الشباب لثلاثة أهداف في شباكه إلا تأكيداً على أن الفريق لم يصل إلى مرحلة النضج الكروي. عايض: لا أستحق الطرد حمل محمد عايض مدافع فريق الشباب حكم المباراة جزءاً من مسؤولية خسارة الفريق الكبيرة أمام الجزيرة، مشيرا إلى أن المباراة شهدت الكثير من القرارات التي كانت ضد فريقه، ومنها البطاقة الحمراء التي حصل عليها في نهاية الشوط الأول. وقال: شعرنا كلاعبين إن قرارات الحكم كلها ضد الشباب، وأمل أن يعود الحكم لمتابعة المباراة من جديد والتعرف إلى الأخطاء التي وقع بها، خاصة وأنه اتخذ قرارات غريبة ضدنا ساهمت في خسارتنا.