في الوقت الذي أكد فيه مندوب المملكة الدائم لدى منظمة" اليونيسكو" الدكتور زياد الدريس على أن تسجيل "المزمار" على اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى "اليونيسكو" لا ينفي السعي إلى تسجيل باقي الفنون الحجازية التقليدية، كشف الدريس في رده على الهجوم الكبير الذي تعرض له عبر وسائل التواصل على خلفية اعتبار البعض أن "المزمار" ليسا فنا حجازيا أصيلا، وأنه "إفريقي المنشأ"، أن الملف الذي قدم لليونيسكو تم بناؤه من قبل فرع وزارة الثقافة والإعلام بجدة وجمعية الثقافة والفنون، مشيرا إلى أن أي اعتراض يجب أن يوجه لتلك الجهتين، وليس لمنظمة "اليونيسكو". الجاز إفريقي المنشأ تداخل الناقد الدكتور سعد البازعي في الجدل الذي احتدم في "تويتر" حول قضية المزمار مؤكد أن "الجاز فن أميركي تفخر به أكبر دول العالم، وأكثر ثقافاتها نشاطا وإبداعا، ولم يعبه أنه جاء من إفريقيا، وكذلك هي موسيقى البلوز التي يفخرون بها". وأضاف: لو عزلنا ما هو دخيل مما هو غير دخيل على أي ثقافة لما بقي فيها شيء يذكر، ومعظم الثقافات تحمل مكونات قادمة من غيرها باستثناء الثقافات البدائية، والفن الذي يرفض الجديد بحجة أنه دخيل فن جامد، والثقافات تذبل أن لم تتلاقح وتتجدد، لكن التجديد يظل ضمن سمات الهوية المحلية. وعن تهمة العنف أثناء تأدية فن "المزمار" استشهد البازعي بالعرضة التي تمارس بأشكال مختلفة في مناطق المملكة قائلا: فن العرضة في الأساس فن حرب أي فن عنف، لكنه تمدن وصار فنا جميلا ليس للسيف فيه سوى اللمعان، وكذلك هي فنون أخرى تتضمن الصراع في تاريخها. وأضاف: الكثير من إيقاعات الخليج، بل حتى السامري الدوسري، تتشابه مع فنون إفريقية، والثقافات بطبيعتها متنقلة عبر التاريخ، فلا داعي للتعصب والمحلية الضيقة. وعبر عن دهشته عما وصفه بـ"هذا الكم من العداء للعبة المزمار". وقال: هي لعبة وفن حجازي فرض نفسه، وله جمهوره ويجب رفض العنصرية والطائفية أو الأصيل والدخيل.