غاب عن المشهد السياحي في المملكة تلك الفعاليات والمهرجانات التي من الممكن تصنيفها بأنها جاذبة، كما غابت تلك المحميات الطبيعية الصحراوية ومثلها المحميات البحرية التي يندر وجود مثيل لها في كثير من بلاد العالم؛ فلم تُستثمر ولا يعرف الكثير من المواطنين عنها أي شيء سوى ما هو على الخارطة، ومثل ذلك الشواطئ البحرية والجبال التي تعانق السحاب وتلك الطبيعة الصحراوية.. كلها فرص سياحة نادرة واعدة تبحث عن من يفك رموزها، ويستثمرها. ولذلك وأمام هذا الفقر الترفيهي السياحي في بلادنا فإنه حينما تأتي إجازة الصيف ومثلها الربيع؛ نشاهد مواكب المسافرين تزدحم بهم صالات المغادرة في المطارات والبوابات الحدودية في "مشهد تراجيدي" يعبّر عن حالة النفور والهروب، باحثين عن الترفيه والمتعة في مناطق السياحة في بقاع المعمورة، حتى أصبحت ثقافة الأسر -المقتدرة والمتوسطة غالباً- صغيرها وكبيرها في حالة تأهب دائم وعلى موعد مع السفر بقصد السياحة. "ندوة الثلاثاء" تناقش هذا الأسبوع المهرجانات والفعاليات خلال إجازتي الربيع والصيف، ومدى رؤية المختصين للتطوير والاستثمار. تأخرنا كثيراً في البداية أوضح "سليمان الفايز" أنّ تطوير البرامج والفعاليات الترفيهية والمهرجانات يعدّ موضوعاً حيوياً ومهماً؛ نظراً لأهمية هذه المناشط والفعاليات لدى شرائح المجتمع، مؤكّداً على أنّ الإعلام يقود دائماً إلى الكثير من التغييرات التي تتواءم مع متطلبات المرحلة، لافتاً إلى أنّه من واقع تجربته في الإشراف على تنظيم بعض الفعاليات والإشراف عليها والتي تزيد على عشر سنوات؛ تكونت لديه بعض الملاحظات التي يجد أنّها بحاجة إلى تغيير. وأضاف أنّ أي عمل لا يخضع للمراجعة والتطوير والتجديد؛ فإنّه سيكون عملاً يفتقر للحيوية، ومعزول عن التفاعل المطلوب مع ما يدور في المجتمع ومع ما يدور من حولنا، موضحاً أنّ الجميع الآن مطلع على التطورات في العالم؛ مما يوجب مواكبة التغيير والتطور، وما كان يصلح في وقت مضى فإنّه قد لا يكون صالحاً لهذا الوقت، وبالتالي حتمية التغيير والتجديد الكل يؤمن بها، مشيراً إلى أننا متأخرون في عملية مواكبة التجديد في مهرجاناتنا، إلاّ من لمحات قليلة، ومن هنا ينبغي أن يكون هناك آفاق جديدة يمكن تبنيها وفق رؤية واضحة المعالم وشاملة، وأن لا تكون نتيجة ردود أفعال، معتبراً أنّ فعاليات بعض المهرجانات تكون أجزاءً متناثرة غير منتظمة، وكلٌ يقول إنّ مهرجان مدينته هو الأفضل، حتى وصل الأمر أننا بدأنا نرتب المهرجانات بالأفضلية، بينما كان من المفترض أن تكون الصورة متكاملة ضمن رؤية واحدة. لماذا نجحت دول ومكاتب سفر وسياحة في التأثير على المواطن وجذبه إلى فعاليات منوعة وبيئة سياحية مختلفة؟ التطوير والتوقيت وعلّق "صالح التويجري" على ما ذكره "سليمان الفايز"، قائلاً: "نحن جميعاً مؤمنون إيماناً كاملاً بأن المهرجانات أصبحت حقيقة واقعة، وباتت ضرورة حتمية"، لافتاً إلى أنّ عمر المهرجانات لا يزيد على (12) سنة، حيث كان هناك في السابق بعض الفعاليات غير المنتظمة ولا تسمى مهرجانات، ولكنها موجودة منذ زمن، مثل معارض الكتاب في بعض الجامعات أو من خلال الجهات الثقافية، أو مهرجان الزهور في المعهد الزراعي ببريدة آنذاك، وبالتالي هي عبارة عن فعاليات لا تسمى مهرجانات، لكنها كانت تستقطب الجمهور. وأضاف أنّه بعد أن انتظم عقد المهرجانات ابتداءً من عام 1424ه أصبح هناك إيمان لدى المجتمع بأهميتها، وإن كنا نغفر لأنفسنا في البدايات أن يكون عملنا في هذا المجال مبنيا على الاجتهادات والفزعات، إلاّ أنّه آن الأوان أن نطور هذه المهرجانات، حيث إننا ملزمون بالتطوير من جانبين، الأول هو تطوير الآليات، حيث إنّ المهرجانات تحتاج تطويرا في آلياتها وما يقدم للناس ومن ذلك البعد عن النمطية وعن التكرار، الجانب الثاني تطوير التوقيت؛ إذ يجب أن لا نضع كل مهرجاناتنا وبضاعتنا في توقيت وموسم واحد مثل الصيف. وأشار إلى أنّ هناك تجارب في مدن ودول أخرى متميزة، ولديهم قائمة من المهرجانات طوال العام تسهم في تشغيل الفنادق والطيران، وغيرها من الخدمات التي تعتمد على السياحة، وبالتالي نلاحظ أنّ هناك تنسيقاً بين هذه المهرجانات في التوقيت، متمنياً أن تحتذى هذه التجارب، ويكون لدينا صياغة للتوقيت المناسب للمهرجانات، بحيث لا نزحم المدينة في آن واحد بكل الفعاليات، مستشهداً بمدينة بريدة التي عرفت بكثرة المهرجانات، مشدداً على أننا بحاجة إلى عمل مؤسسي يؤطر المهرجانات، سواءً في الآليات أو في التوقيت. حكم الجمهور وقال "عبدالرحمن الخضير" إنّ النقد المثمر هو الذي يبني ويبحث عن التطوير والتصحيح، وليس الذي يهدم أو يستنقص من جهود الآخرين، ويقلل من النجاحات المحققة على أرض الواقع والتي تشهد لها استطلاعات قياس الرأي المعبرة عن مستوى رضا الجمهور المختلف من منطقة لأخرى. وأضاف أن الجمهور المستهدف من الفعاليات والأنشطة هو الحكم والفيصل في تحديد اختيارات الجهات المنظمة، حيث توجد شرائح وفئات مختلفة تتوجه اليها تلك الفعاليات، وعلينا أن نعطي كل شريحة مستهدفة حقها، موضحاً أنّهم يبنون اتجاههم حسب النتائج التي تخرج بها الاستطلاعات التي تجريها أحد المراكز المتخصصة، إلى جانب أنّهم يأخذون في الاعتبار كافة الملاحظات الواردة من قبل الجهات ذات العلاقة. صعوبة التمويل وتداخل "فهد العييري"، مؤكّداً على أنّ المهرجانات على مختلف تنوعها واهتماماتها تمثّل أهمية كبيرة في واقعنا الحالي، وبالتالي لابد أن نعترف بأنّ أصعب ما يواجه تنفيذ هذه المهرجانات بفعالياتها المتنوعة هو التمويل الذي يمثّل المحور الرئيس والمهم في تشغيل تلك الفعاليات ومواجهة تلك الكلفة الباهظة التي بدأت تتزايد من عام إلى عام، إضافةً إلى غياب التطوير للأفضل في فكرة تلك المهرجانات ومحتواها الذي يأمله ويتطلع إليه كافة شرائح المجتمع. وأضاف أنّه من هنا وأمام هذا الواقع بأهمية المهرجانات وفوائدها التي بدأنا نلمسها فإننا بحاجة إلى مشروع وطني كامل ومتكامل متخصص بالمهرجانات، ويعمل على توجيه الجانب الإعلامي والإعلاني في جميع وسائل النشر والإعلان، ومواجهة تكاليفه العالية التي تقدر تقريباً في حدود (60%) من إجمالي المصروفات التشغيلية، وكذلك تنمية مفهوم العمل التطوعي في إدارة المهرجانات. وأشار إلى أنّ الرعايات أصبحت تمثّل نوعاً من التسول المحتشم؛ لأنّ الكثير من الرعاة لم يستطيعوا مع مرور الوقت وتعدد المهرجانات الصمود أمام طلبات الجهات المنظمة لرعاية تلك المهرجانات، وبالتالي فإن المهرجانات بحاجة إلى دخل ثابت أو إعانة حكومية، لافتاً إلى أنّ هناك دعما من الهيئة العامة للسياحة والآثار لدعم تلك المهرجانات، لكنه على استحياء، موضحاً أنّه إذا نظرنا إلى ما تقدمه الهيئة لبعض المناشط فهو لا يمثل سوى رعاية أو رعايتين من الموجود، مع العلم أنّه يتخلل هذا الدعم إجراءات صارمة بالنسبة للصرف والتقييم، وغيرها من الضوابط . هل فشلنا في التنظيم أم التوقيت أم نحتاج إلى «محركات دفع الماء الراكد» للتغلب على سياسة الأمر الواقع..؟ عمل مؤسسي وعلق "صالح التويجري" على ما ذكره "فهد العييري"، مشدداً على أن الكلفة العالية للمهرجانات يؤطرها العمل المؤسسي المنظم، وهذا سوف يساعد على تأطير الكلفة العالية، مشيراً إلى أنّ هناك مهرجانات صغيرة خارج المملكة وتحقق مكاسب للمنظمين، من خلال الرسوم، كما تستفيد المدينة من تشغيل الفنادق، والوحدات السكنية، والشقق والنزل السياحية، وكذلك المطاعم، والمواصلات، والخدمات الأخرى، ونقاط التسوق، حيث إنّها كلها تحقق أيضاً مكاسب مادية من هذا المهرجان، لافتاً إلى تجربته الشخصية في تنظيم معرض الكتاب، ومعرض الزهور في بريدة، مبيّناً أنّهم حققوا مكاسب مادية جيدة، وكانوا يقدمون مكافأة للعاملين من إيرادات ومكاسب المهرجانات، على الرغم من أنّ مهرجان الزهور كان قبل ما يزيد على (20) عاماً. فعاليات متنوعة وتحدث العقيد "فهد الهبدان"، مشدداً على أهمية تنمية وتفعيل الهوايات الموجودة لدى كافة شباب المناطق، مثل: سباقات الخيل، والهجن، والسيارات الكلاسيكية، والراليات، والتزلج على الرمال، والتسلق، والدراجات الهوائية، والدراجات النارية، والألعاب البهلوانية، وجمع الصقور وكلاب الصيد، والقفز المظلي، والطيران الشراعي، وغير ذلك من الهوايات التي يمكن تحويلها إلى فعاليات أو مهرجانات متخصصة. وأضاف أنّه لو تم تفعيل هذه الهوايات خلال ثلاث سنوات لأمكن ملء أوقات الشباب بالكثير من البرامج المفيدة له، لافتاً إلى أنّ المهرجانات تمثل عاملا مهما جداً لحفظ الشباب، مؤكّداً على أنّ المهرجانات لها دور كبير في حفظ الشباب من ارتكاب بعض السلوكيات الخاطئة، مشيراً إلى أنّ بعض أولياء الأمور يتمنون استمرار الفعاليات الشبابية وتنويعها؛ لما لها من أثر في ملء وقت فراغ أبنائهم. تجديد تدريجي وأوضح "عبدالرحمن الخضير" أنّه من الصعب أن يكون التغيير كاملاً والتجديد شاملاً لكافة الفعاليات التي تصل الى أكثر من (120) فعالية، تكلف أكثر من (200.000) ريال لتغطية أجور العاملين فيها، وكافة جوانب مصروفاتها اللازمة، مستدركاً: "إلاّ أننا نجتهد في إحداث نوع من التجديد النسبي والنوعي لبعض الفعاليات حسب رغبات الجمهور والقطاع المستهدف؛ لتلبية مستوى الطموح والخروج بالمهرجانات بصورة مشرفة تليق بمكانة المنطقة، وتتماشى مع الاهتمام الكبير والعناية الفائقة التي توليها حكومتنا الرشيدة للفعاليات المختلفة"، مبيّناً أنّ لها العديد من الأبعاد الاقتصادية، من خلال عروض التسويق، ودعم الأسر المنتجة، وتوفير الآلاف من فرص العمل للشباب، إلى جانب أهدافها الاجتماعية، والثقافية، والترفيهية، والكل فيها يجني ثمار المشاركة؛ نتيجة لملامستها الكثير من الاحتياجات والرغبات الخاصة والعامة. تطوير القدرات ولفت "محمد المقيطيب" إلى أنّ عدم التجديد في الفعاليات الترفيهية خلال السنتين الأخيرتين في مهرجان "صيف بريدة" أدى إلى تدنٍ في نسبة الزوار بشكل ملحوظ، وقد مرت أيام على تلك الفعاليات لم يكن أحد في مواقعها سوى العاملين؛ بسبب تكرار الفعاليات وعدم التجديد، رغم وجود شركة متعاقدة لتشغيل المهرجان، مبيّناً أنّهم وجدوا ردوداً محرجة من الجمهور، لافتاً إلى أنّه زار العديد من المهرجانات الناجحة في بعض دول الخليج، حيث تديرها شركات متخصصة، تهتم برواد الفعاليات، سواء كانوا كبارا أو شبابا، أو عائلات، أو أطفالا. وأضاف أنّ لدينا في المملكة إمكانات كبيرة لتنفيذ الكثير والمفيد من الفعاليات، لكن المشكلة أن بعض إدارات المهرجانات اعتمدت على التكرار، متمنياً إكساب إدارة وتنفيذ الفعاليات والمهرجانات المزيد من المهارات، من خلال إيفادهم لزيارة المهرجانات والفعاليات في بعض الدول؛ للإطلاع على الطرق والوسائل والنظم المتبعة هناك، حتى يكون لديهم الحماس للتنويع والتجديد في البرامج والفعاليات. وأشار إلى أنّ دور المسرح يعتبر شبه غائب عن فعاليات هذه المهرجانات، بينما كان من المفترض تفعيل دور للمسرح لجذب الشباب، لافتاً إلى أنّه كان أصبح مدرباً متخصصاً في رياضة التزلج على الرمال، وكانت لديه نية لتدريب بعض الشباب في منطقة القصيم، لكن هذه الفكرة واجهتها بعض الإجراءات والعقبات التي صعّبت تنفيذها. دعم المستثمرين وبيّن "إبراهيم المشيقيح" أنّ الهيئة العامة للسياحة والآثار تركز على دعم المستثمرين في تنظيم الفعاليات السياحية، كما أنّ الهيئة وضعت على عاتقها دعم الشركات المشغلة للفعاليات باستثمارات سعودية، مضيفاً: "لا مانع بأن ندرب أبناء الوطن ونمنحهم المزيد من الوقت والدعم، وإدارات المهرجانات إذا لم تتكاتف مع منظمي الفعاليات الذين تدعمهم الهيئة العامة للسياحة والآثار لا يمكن أن نتطور، وسنظل معتمدين على جهة محددة قد ترفع يدها في أي وقت ثم لا نتقدم"، مؤكّداً على أنّ الهيئة حريصة على دعم المستثمرين في مجال تنظيم الفعاليات السياحية. مناشط رياضية وعلّق "محمد المقيطيب" على ما ذكره "إبراهيم المشيقيح"؛ مشيراً إلى أنّ لدى الهيئة -على سبيل المثال في منطقة القصيم- أكثر من (17) منظم فعاليات سياحية، أصبحوا -ولله الحمد- ينظمون فعاليات في جميع مناطق المملكة، وبات لهم أسماؤهم المعروفة؛ مما أكسبهم المزيد من الخبرة، مبيّناً أنّ ما نحتاجه للمستقبل هو تطوير تنظيم الفعاليات، حيث إنّ الوضع يتطلب أحياناً تقديم فعاليات جديدة، وأحياناً الوضع يتطلب تطوير الفعالية الموجودة، كالفعاليات المرتبطة بالتمور أو بالربيع أو الفعاليات الرياضية، منوهاً بأنّه يجب أن نفرق بين الأنشطة والفعاليات، حيث إنّ هناك مناشط رياضية وفيها شيء من المغامرة وهذه لا تسمى فعالية حتى تنظم داخل مهرجان ويكون لها تنظيم مقرر تتحول لتصبح فعالية، بالإضافة إلى أنّ هناك أنشطة رياضية لها هواة في منطقة القصيم وغيرها، فلو تم تطوير هذه النشطة فإنّها سوف تسهم في جذب الشباب، ومن ثم تدرج ضمن بعض الفعاليات لتسهم في تطوير بعض المهرجانات. خبرات محلية وعلّق "عبدالرحمن الخضير" على ما ذكره "إبراهيم المشيقح"؛ موضحاً أنّ مهرجان صيف بريدة في هذا العام 1435ه وقع عقد اتفاق مع احدى الشركات الاحترافية المتخصصة في تنظيم فعاليات المعارض والمهرجانات، ويأتي ذلك تأكيداً على أن تنفيذ المهرجانات أصبح صناعة مستقلة، لها أصولها وخبراتها الخاصة، مشدداً على ضرورة العمل المؤسسي، كونه حجر الزاوية لتحقيق النجاح المأمول. وأضاف: "أود أن ننوه إلى أنّه اعتبارا من هذا العام سيتم دمج مهرجان التسوق مع مهرجان بريدة (وناسة) الصيفي الترويحي، وذلك في اطار الاهتمام المتواصل لسمو أمير المنطقة، الذي يتابع عن كثب كافة المجريات، ويحرص على تطويرها وتنويعها بما يتناسب مع ما يصبو إليه ابناء المنطقة، ويلبي تطلعات زوارها، لافتاً إلى أنّهم ينظمون ورش عمل للمشاركين، من أجل مناقشة الاطروحات والفعاليات التي سيتم اعتمادها ضمن مهرجان العام الحالي. وأشار إلى أنّه كانت لهم تجربة في العام الماضي، تمثلت في لقاء مفتوح لسمو أمير المنطقة مع الشباب، والتي تماشت مع اتجاهات تنمية روح الحوار الوطني والشفاف بين الشباب والمسؤولين وصناع القرار، وقد كان ذلك اللقاء من الفعاليات التي حصلت على جوائز مهرجان 2013م، متمنياً أنّ مهرجان هذا العام يتميز بوجود نشاط مخصص لتفعيل الاسواق التجارية، والشعبية، والمراكز الترفيهية، والسياحية، لافتاً إلى أنّه سوف تكون هناك هدايا تشجيعية وجوائز عبارة عن (20) سيارة على سحوبات المشاركين في الفعاليات. جهود مشكورة وعلق "صالح التويجري" على ما ذكره "عبدالرحمن الخضير"؛ مثمناً جهود من عملوا على إنجاح المهرجانات، حيث إنّهم لم يقصروا من البداية حتى هذا اليوم، ولا يمكن لأحد أن ينكر جهدهم، والذين وضعوا اللبنة الأولى ترفع لهم القبعات فهم بدأوا من الصفر واجتهدوا، مستدركاً: "لكن الجمهور يريد فعاليات وطرحاً أقوى، فالتطوير ضروري ولا يهدم أي جهد لأي شخص، ولا زلنا بحاجة للتطوير، وكلما طورنا أفكارنا وآلياتنا فإننا نجد أن مهرجاناتنا أدت الهدف المنشود". ضرورة التجديد وشدد "فهد العييري" على أهمية التجديد؛ لكي نحافظ على ما تبقى من اسم وسمعة المهرجانات، خاصة وأننا وصلنا إلى مرحلة غير عادية على مستوى عدد المهرجانات بالمملكة، إلاّ أنّ هذا الوهج بدأ يخبو، وقد بدأت بالتلاشي لدرجة أن إحدى المناطق خلال العامين الماضيين لم ينظم فيها أي مهرجان، داعياً إلى ضرورة التجديد والتنويع، حيث إنّ هذا مطلب مهم وضرورة لإعادة الوهج للمهرجانات، واستقطاب الجمهور للفعاليات المصاحبة، فإدارات المهرجانات إلى الالتزام بالتخصص، وعدم تقديم فعاليات مشابهة لما ينفذ في مهرجان آخر، عدا تلك الفعاليات الضرورية، وكذلك عدم إحراق جميع الفعاليات في مهرجان واحد وفي سنة واحدة، بل يجب أن يتم دعم الفعاليات المرغوبة وتطويرها؛ مما سوف يساعد على تقليص مدة المهرجانات الطويلة التي تعتبر مرهقة للعاملين على تشغيل فعاليات المهرجان. ننتظر عملًا مؤسسيًا يؤطر عمل الفعاليات والمهرجانات كماً وكيفاً وزمناً وتوفير الداعمين وحفز الجمهور إشراف هيئة السياحة ولفت "صالح التويجري" إلى أنّه لابد من إسناد الفعاليات لشركات متخصصة تدرب الشباب وتكسبهم الخبرة في هذا المجال، إلى جانب التشغيل، موضحاً أنّه من المهم أيضاً إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار وأن تكون هي المتحكم في هذه الفعاليات، مستدركاً: "لا نريد من الهيئة أن تكون صديقا فقط لجهة تنظيم الفعاليات، بل نريد منها أن تكون هي المنظمة والمرتّبة لجدولة وتوقيت تنظيم الفعاليات والمهرجانات، وأن تكون مظلة لجميع المهرجانات، وهي التي توجه مثلاً جمعية الثقافة والفنون بتنظيم مهرجان للمسرح، وتوجه الجمعيات والجهات الأخرى بتنظيم مهرجاناتها وتتعاون في ذلك جميع الجهات الحكومية كل فيما يخصه". وأضاف أنّ من أسباب نجاح الفعاليات في بعض الدول هو أنّ مددها محدودة بخمسة أيام أو ثلاثة أيام، وهناك فعاليات لمدة يوم واحد، لكن بتركيز وجهد إعلامي مساند، ومن الممكن تكرار تلك الفعالية مرتين أو أكثر خلال العام، مشيراً إلى أنّ دور هيئة السياحة مع المهرجانات التي تدعمها يتمثل في تقديم ثلاثة جوانب هي دعم فني، ومالي، وتسويقي. أمانة عامة للمهرجانات وطالب " فهد العييري" بأن يكون هناك في كل منطقة أمانة تتولى تنظيم هذه المهرجانات والفعاليات وتكون هذه الأمانة تحت مظلة إمارة المنطقة أو الغرفة التجارية بحيث تتولى التنسيق بين جميع الجهات المعنية بمساندة تنفيذ الفعاليات، وتكون معززة بتوجيه رسمي للتعاون معها لتنفيذ تلك الاستراتجيات، مشيراً إلى أنّ هناك أربع جهات متعلقة بالسياحة بالمنطقة لا يوجد بينها أي تنسيق وهذه الجهات هي الهيئة العامة للسياحة والآثار بصفتها الراعي الرئيس لجميع الفعاليات والمنشط، ثم يأتي بعدها مجلس التنمية السياحية بالمنطقة ثم لجنة مهرجانات المدينة أو المحافظة، ثم اللجنة السياحية بالغرفة التجارية، وهذا ما يبرر وجود هذه الهيئة لتقديم التنسيق والخدمة الشاملة. تكاليف تشغيل وأكّد "عبدالرحمن الخضير" على أنّ عمليات التنوع والتغيير في الفعاليات والبرامج المصاحبة للمهرجانات ينبغي أن تسير نحو الأفضلية، ولا تأتي بنتائج سلبية، حيث كانت بعض الفعاليات الشبابية الخاصة بالاستعراضات في المهرجانات السابقة تتحول إلى عبث وسلوك غير حضاري، وتصبح عبئاً على الجهات المنظمة والمشرفة؛ مما دفعهم لوضع حلول عبر تجهيز مواقع مخصصة ربما كانت مكلفة أكثر لاستيعاب طاقات الشباب وإظهار مواهبهم وإبداعاتهم، وصقل قدراتهم بصورة لا تأتي بعواقب وخيمة وتلحق الضرر بأي احد من المشاركين او الجمهور. وأضاف أنّ قيمة الساعة للفعالية الاستعراضية التي فيها نوع من المجازفات ودرجة من المخاطر تصل الى (20.000) ريال، وهذا الأمر ينعكس على الميزانية والتمويل المتوفر المخصص لجميع أيام المهرجانات، والذي يعتمد بصورة كاملة على الجهود الذاتية، ودعم مؤسسات قطاع الأعمال الراعية للفعاليات، منوهاً بالترتيبات المسبقة والتجهيزات الميدانية للمواقع التي تأخذ قسطاً كبيراً من النفقات التشغيلية للمهرجانات. دعم أمني وأكّد العقيد "فهد الهبدان" على أنّ الشباب يمثلون الشريحة المستهدفة في معظم البرامج والفعاليات، مشيراً إلى أنّ هناك عددا من الفعاليات الشبابية التي ليست من بين تنظيم جهات رسمية وتمثّل نوعاً من الهوايات الشبابية، ومع ذلك فإنّ هناك تواجدا فعّالا للأجهزة الأمنية في أماكن تجمعات تلك الفعاليات الشبابية؛ بهدف منع أي ظاهرة سلبية أو منع أي جريمة. وقال يجب أن يكون لدينا قناعة ببعض مهارات الشباب والعمل على جعلها لصالح المجتمع أفضل من أن تكون هواية تمثل خطورة، كالتفحيط أو التطعيس من دون توفر الضوابط الصحية والأمنية ومتطلبات السلامة، ومن خلال ذلك من الممكن أن نحقق نجاحا لهذه الفعاليات، داعياً في إطار مشاركة الشباب إلى حوار مفتوح معهم ومن ذلك استطلاع رأيهم بهذه المهرجانات وفعالياتها وهل حققت طموحهم وتمنياتهم، وهل أشبعت رغباتهم بشكل إيجابي. المشكلة في اللجان وتداخل "سليمان الفايز"، قائلاً: "نحن هنا نتحدث عن استراتيجيات كبيرة، لكن مشكلتنا مع المهرجانات تتمثّل بأننا لم نحدد ماذا نريد ولم نحدد متطلبات النجاح، ولم نضع أدوات قياس النجاح"، مبيّناً أنّه حينما نصف مهرجان زحمة وغبار ونقول عنه إنّه ناجح فهذا كلام غير صحيح، متسائلاً: أين مقومات النجاح في هذه الصورة؟، وهل إدارتنا الحالية للمهرجانات صحيحة؟، معتبراً أنّ من أسباب تردي المهرجانات في بريدة -على سبيل المثال- هي لجنة المهرجانات، حيث إنّها شكلت من دون أهداف ومن دون صلاحيات، إذ كانوا يجتمعون من دون هدف واضح، وهذا ما جعلهم يتحركون من دون خطة -بحسب وجهة نظره-. قناة تلفزيونية ودعا "عبدالرحمن الخضير" إلى حراك إعلامي فاعل وتغطية شاملة ومتنوعة لكافة الفعاليات التي تصاحب برامج المهرجانات وعدم التركيز على جانب دون آخر، مضيفاً: "يؤسفنا حقيقةً أن لا تسلط الأضواء على الفعاليات التي حققت نجاحاً لافتاً، واحتلت مراكز متقدمة وحصدت جوائز متميزة، وأن تكون التغطية الاعلامية لها دون المستوى المطلوب"، موضحاً أنّ الاعلام بكافة قنواته يلعب دوراً لا يستهان به في إظهار الجهود، ويساعد على قياس الأداء، مقترحاً أن يتم تخصيص قناة تلفزيونية سعودية تهتم بالشأن السياحي على غرار القنوات الرياضية والاقتصادية والثقافية، وأن تركز جل جهدها وبرامجها في المناطق غير الرئيسة. وأضاف: "أتمنى من مقام وزارة المالية الموقرة تخصيص دعم سنوي لمثل هذه الفعاليات، بما يتناسب مع اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث الثقافي والحضاري، وأن تكون هذه المخصصات تحت مظلة مجالس التنمية السياحية في كل منطقة"، مشدداً على أهمية التنسيق الثنائي والتعاون المشترك بين كافة غرف المملكة والجهات ذات العلاقة المنظمة للمهرجانات، بهدف الإفادة من التجارب وتبادل الخبرات لتحقيق افضل النتائج المرجوة، موضحاً أنّهم يتقبلون الأفكار التي تساهم في تحديث وتطوير صناعة المهرجانات. السياحة المحلية تخطت 70 مليار ريال عام 2012م حقق الناتج المحلي الإجمالي للسياحة خلال عام 2012م ارتفاعا بنسبة (6.8%) قياساً بالعام 2011م ليصل إلى (70.2) مليار ريال، إذ ارتفعت نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بشكل طفيف "القيمة المضافة" من (7.3%) إلى (7.4%) خلال عام 2012م، وذلك حسب بيانات الهيئة العامة للسياحة والآثار. وأظهر التقرير السنوي ال(49) الصادر عن مؤسسة النقد العربي السعودي أن الإنفاق على الرحلات السياحية المحلية -لا يشمل مصاريف النقل الدولي- في عام 2012م بلغ (32.6) مليار ريال مقابل (35.5) مليار ريال عن العام 2011م، في حين ارتفع حجم انفاق السياحة الوافدة في عام 2012م ليبلغ (57.2) مليار ريال، مقارنة بنحو (49)مليار ريال عن العام الذي يسبقه، وبلغ حجم الإنفاق على الرحلات السياحية المغادرة -لا يشمل مصاريف النقل الدولي- خلال عام 2012م (61.1) مليار ريال، مقابل (60.6) مليار ريال عن العام 2011م، محققاً بذلك ارتفاعاً بنسبة (1.7%)، فيما نال قطاع الإيواء النصيب الأكبر من إجمالي انفاق السياح المحليين، إذ بلغ (8.2) مليارات ريال في عام 2012م، كما كشف التقرير عن احتلال الإنفاق على المأكولات والمشروبات المرتبة الثانية بحوالي (8.1) مليارات ريال في 2012م. ونوه التقرير السنوي (49) إلى استمرار جهود الهيئة العامة للسياحة والاثار في تطوير قطاع الفنادق، إذ ارتفع عدد الفنادق العاملة في المملكة نهاية عام 2012م إلى (1098) فندقًا من مختلف الدرجات، كما بلغ عدد الوحدات السكنية المفروشة في المملكة بنهاية عام 2012م نحو (1971) وحدة سكنية، توزعت على مختلف مدن المملكة بنسب متفاوتة، كما أوجد قطاع السياحة فرصاً وظيفية تستوعب أعداداً من العاملين في المملكة، حيث بلغ عدد الوظائف -حسب تقديرات الهيئة العامة للسياحة والأثار- حوالي (709)آلاف وظيفة في عام 2012م، موزعة على القطاعات السياحية الفرعية، وبلغت نسبة السعودة في تلك الوظائف حوالي (26.7%). وأشار التقرير السنوي ال(49) لمؤسسة النقد العربي السعودي إلى أن تقديرات الهيئة العامة للسياحة والآثار أكدت قدرة قطاع السياحة على توفير عدد متزايد من الوظائف المباشرة في القطاعات السياحية الفرعية علاوة على فرص العمل غير المباشرة التي يحفزها النشاط السياحي في القطاعات الاقتصادية الأخرى المتداخلة مع القطاع السياحي بالإضافة إلى فرص العمل التي من الممكن استحداثها في فترات لاحقة نتيجة دورة الإنفاق الاقتصادية في جميع القطاعات ذات الصلة بالتنمية السياحية، ويتوقع أن يوفر قطاع السياحة نحو (1.3) مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة في عام 2015م، وحوالي (1.8) مليون وظيفة أخرى في العام 2020م. أبرز مهرجانات وفعاليات المناطق اليوم الوطني، الجنادرية، سوق عكاظ، فعاليات جدة التاريخية، مسابقة مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل، مهرجان خادم الحرمين الشريفين لقفز الحواجز، تمور بريدة، العرض الوطني لجمال الخيل العربية الأصيلة، منتدى الرياض الاقتصادي، ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي، مهرجان الزيتون، برنامج سايتك المعرفي، مهرجان محايل الشتوي، مهرجان رضوى البري، مهرجان الأسرة للنخيل والتمور، مهرجان العسل (رجال ألمع)، مهرجان كلنا نحب التراث، مهرجان الساحل الشرقي الثاني، مهرجان المأكولات العالمية، مهرجان قرية رجال ألمع التراثية السياحي، ملتقى التراث العمراني، مهرجان الصحراء، ملتقى ألوان السعودية، فعاليات مهرجان الحريد، مهرجان الساحل الشرقي، سوق هجر، مهرجان ريف الأحساء، مهرجان الأحساء للنخيل والتمور، مهرجان الورد الطائفي، مهرجان ربيع البهيتة، مهرجان المسوكف، مهرجان الأمانة لشباب جدة، مهرجان خيل وهيل بتبوك، مهرجان رالي حائل، معرض الفروسية والصيد، عروض فريق الصقور الخضر، بطولة الامانة لمهارات القيادة، فعاليات القوارب الشراعية، صيف أمانة الرياض، مهرجان السيارات المعدلة في الخبر، مهرجان صيف الشرقية، مهرجان جدة غير، مهرجان ربيع بريدة، مهرجان صيف بريدة، مهرجان الربيع في نجران، مهرجان صيف نجران، مهرجان صيف تبوك، مهرجان أبها يجمعنا، صيف عرعر، مهرجان ينبع البحري، كرنفال جازان، مهرجان ربيع النعيرية، مهرجان الرياض للكوميديا، فعاليات منتجع أبها الجديد، مهرجان هيا جدة للتسوق، مهرجان الخبر السياحي (عيش جوك)، مهرجان جازان الشتوي، المهرجان السياحي في بيشة، ملتقى الربيع السياحي في رجال ألمع، مهرجان ريف الأحساء السياحي. جهد فردي وإمكانات متواضعة..! أكد الواقع العملي على أن تنفيذ البرامج والفعاليات والمهرجانات السياحية يمثل بمعطياته الحالية نتاج جهد فردي للجان مؤقتة وغير متفرغة، تحاول من خلال وقتها الضيق وجهدها المتواضع وإمكاناتها المحدودة تقديم ما يتطلع إليه الجمهور عبر تلك المهرجانات، التي تضم مجموعة من الفعاليات المتنوعة. وتبقى المشكلة أن الجهد الفردي الذي لا يتحرك وفق عمل مؤسسي بهذه الصورة المشاهدة لا يمكن أن يضمن استمرارية النجاح لأي جهد إن وجد، أو أن يخلق عملاً معرفياً تراكمياً، وبالتالي فإن العبء والمسؤولية في هذه الحالة تقع بشكل رئيس على الهيئة العامة للسياحة والآثار بصفتها الجهة المعنية بتطور البرامج والفعاليات السياحية في المملكة. ويتطلع الجمهور المستفيد من تلك الفعاليات الترفيهية والسياحية، وكذلك الجهات المنظمة أن تقدم الهيئة الدعم الكامل لكل البرامج والفعاليات الجاذبة على مختلف تنوعها، مع العمل على تحقيق شراكة فعلية مع الجهات المعنية بالشباب كالرئاسة العامة لرعاية والشباب ووزارة الشؤون الاجتماعية ومجالس المناطق والغرف التجارية وغيرها من الجهات ذات العلاقة. ومن الضرورة أن يتم تحفيز التوجه إلى العمل بقطاع السياحة وتنظيم الفعاليات والمهرجانات والمعارض التجارية كعمل اقتصادي واعد في المملكة، من خلال تكريس المرونة في متطلبات الهيئة العامة للسياحة والآثار، لدعم المشغلين والمنظمين لتلك الأنشطة والفعاليات، وبالذات المعارض التجارية الدولية والمعارض التسويقية التي توجه وتستهدف دائماً للجمهور، إلى جانب تشجيع ودعم تنظيم الفعاليات والرياضات العالمية المتنوعة، واستثمار الشواطئ بتحفيز المستثمرين بإنشاء قرى سياحية، مع العمل على تحفيز الفنادق والقرى والمراكز الترفيهية بتقديم أسعار مشجعة للجمهور. السعودي المستهدف الأول في السياحة الخارجية أثبتت التجربة المحلية في تنفيذ الفعاليات والمهرجانات السياحية وبالذات تلك التي يغلب عليها طابع الترفيه بأنها تجربة لم يحالفها الحظ أو النجاح المأمول، وبالتالي لم تكن لتحظى تلك البرامج والفعاليات باهتمام كامل من الجمهور سوى تلك الشريحة من المجتمع التي لم يسعفها الحال والمال على اختيار وجهاتٍ خارجية لقضاء إجازة ممتعة. وقد وجّهت شركات السياحة الخارجية عنايتها واهتمامها لأوساطنا الاجتماعية عبر رسائل تسويقية تحمل في جعبتها ومضمونها الترفيه والمتعة للفرد والأسرة، وكذلك الدعوة للانخراط في برامج تدريبية لمدد قصيرة يتخللها رحلات وجولات سياحية، وكذلك الدعوة لحضور المؤتمرات والندوات والمعارض التسويقية والتجارية والمتخصصة، حتى المتاجرة بالصحة لم تكن غائبة عن تلك الأجندة لتلك الشركات السياحية الخارجية، يعزز ذلك صورة تضامنية وشراكة حقيقية في تقديم المحفزات ما بين شركات الطيران والفنادق وأماكن السياحة والترفيه والمصحات. وعملت تلك الجهات متضامنة على توفيق برامجها مع ما يوافق توقيت إجازاتنا السنوية والموسمية، حيث اعتبرت المواطن السعودي خطة وهدفاً لا يمكن تجاهله، كما اعتبرته رقماً هاماً في حساباتها، واستخدمت له ومن أجله الكثير من وسائل الإعلام والإعلان وبرامج التواصل المتعددة لمخاطبته بحزمة متعددة من الخيارات التي ضمنت تلك الشركات السياحية الخارجية خلو الساحة لها حينما عجزت برامجنا الوطنية عن تحقيق متطلبات المواطن الواقعية، بالرغم من أن مناطق المملكة بتنوع طبيعتها الجغرافية ومحفزات النجاح المتعددة فيها لم تجد الجهة التي تستطيع أن تعيد صياغة تلك الأهداف وجعلها في صورة محفزة لأبناء الوطن أو أبناء محيطنا الخليجي. المشاركون في الندوة