أعلنت متاحف قطر اليوم انه بالتعاون مع "بنك أوف أمريكا ميريل لينش" انتهى مشروع ترميم لوحة جصّ أثرية تعود لحقبة السلاجقة في إيران خلال القرن الثاني عشر الميلادي، حيث تعتبر هذه اللوحة من أهم روائع المجموعات الفنية التابعة لمتحف الفن الإسلامي. وتم إنجاز هذه المهمة بموجب شراكة بين متحف الفن الإسلامي و"بنك أوف أمريكا"، المعروف على مستوى العالم بدعمه للفنون والثقافة، في إطار مشروع عالمي يهدف إلى الحفاظ على الفن. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تتعاون فيها متاحف قطر ومتحف الفن الإسلامي مع مؤسسة مالية. وتضم اللوحة مجموعة من المشاهد التي تصور حياة الأمراء، وتتنوع هذه المشاهد ما بين الولائم ورحلات الصيد والعزف الموسيقي والاستمتاع بالطبيعة، مجسدة الطابع الفني والثقافي للحضارة الفارسية. وتعرض اللوحة الآن ضمن صالات العرض الدائم بمتحف الفن الإسلامي. بدأ مشروع الترميم في نوفمبر 2012 واستغرق قرابة 4 أعوام للانتهاء منه تحت إشراف قسم المتاحف والحفظ في متحف الفن الإسلامي، وبمساعدة رسام أثري من جامعة بنسلفانيا. وقال دانيال براون، مدير متحف الفن الإسلامي بالوكالة، إن اللوحة التي تم ترميمها، واحدة من ثلاث لوحات أثرية مصنوعة من الجص ترجع إلى حقبة عظيمة في تاريخ الفن الإسلامي، وبفضل المجهود الشاق الذي بذل في إعادة ترميمها، أصبح المتحف قادرا على عرضها للجمهور بشكل دائم. وقال أرشد غفور، رئيس "بنك أوف أمريكا ميريل لينش" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن عملية ترميم اللوحة تأتي نظرا لأهمية الحفاظ على الكنوز الثقافية للأجيال القادمة، وذلك بإطلاق المشروع الخاص بالحفاظ على الفن العالمي في 2010.. لافتا الى أن هذا المشروع يكتسب أهمية كبرى لا سيما في الفترة العصيبة التي يمر بها العالم اليوم. إذ أن هناك كنوزا ثقافية لا تحصى تختفي نتيجة للإهمال والنسيان والاضطرابات. وتوجد اللوحتان الأخريان حاليا في شمال أمريكا، حيث تقبع أحدهما في مخزن متحف فيلادلفيا للفن والأخرى يقتنيها أحد جامعي الفنون. ومن ثم تكون لوحة متحف الفن الإسلامي هي الوحيدة التي خضعت لعملية فحص وحفظ علمي دقيق. يشار الى أن متحف الفن الإسلامي هو أحد أبرز المتاحف الإسلامية ومركز لتعليم وتعلم الفنون الإسلامية، وهو أحد درر معالم الدوحة، وتعكس محتوياته جميع ألوان الفن الإسلامي المنتمية لثلاث قارات على مدار فترة تمتد لأكثر من 1400 عام. وبفضل مقتنياته ومعارض المدهشة صار متحف الفن الإسلامي مركزا للمعرفة والإلهام يلقي الضوء على عالم الفن الإسلامي ويسهم في نشر حكمة هذا الفن. م.ن ;