حلب – الوكالات: تمكنت قوات النظام السوري ليلة الجمعة السبت من استعادة حي طريق الباب في شرق حلب، حيث باتت تسيطر على نحو ستين في المئة من الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت سيطرة «قوات النظام ليلة الجمعة السبت على حي طريق الباب بعد اشتباكات عنيفة الجمعة، لتكون بذلك قد سيطرت على نحو ستين في المائة من الأحياء الشرقية» منذ سيطرة الفصائل المعارضة عليها صيف عام 2012. وأفاد المرصد في وقت لاحق بسيطرة قوات النظام على حيي الجزماتي وكرم الطراب المجاورين لطريق الباب، لافتا إلى اشتباكات عنيفة في حي الميسر المجاور أيضا. وتخول سيطرة قوات النظام على طريق الباب وفق المرصد «تأمين طريق مطار حلب الدولي الجديد»، ما يعني استعادتها السيطرة على الطريق التي تربط بين الأحياء الغربية ومطار حلب الذي تسيطر عليه أصلا والواقع جنوب طريق الباب. وأفاد المرصد السبت بتمكن الفصائل المعارضة بعد منتصف ليلة الجمعة السبت من «إسقاط طائرة حربية تابعة لقوات النظام خلال محاولتها الاقتراب من مطار حلب الدولي بعد استهدافها، ما تسبب في مقتل طيارين وهما ضابطان في سلاح الجو كانا على متنها». وقتل السبت ثلاثة مدنيين على الأقل وأصيب عشرة آخرون بجروح جراء غارات جوية على حي الشعار الذي يشهد اشتباكات بين قوات النظام والفصائل. كما قتل خمسة مدنيين وأصيب 29 آخرون بجروح جراء هجمات للمعارضة بالقذائف الصاروخية على أحياء سكنية في غرب حلب، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». ودفعت المعارك منذ السبت الفائت خمسين ألف شخص من سكان شرق حلب إلى الفرار نحو الأحياء الغربية وحي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية. كما نزح آلاف داخل الأحياء الشرقية. وأعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الجمعة أن نحو 20 ألف طفل فروا من منازلهم شرق حلب في الأيام الأخيرة، محذرا من أن الوقت بدأ ينفد لتزويدهم بالمساعدات. وعلى وقع استياء المجتمع الدولي، عرضت روسيا الخميس فتح أربعة ممرات إنسانية من حلب الشرقية لإجلاء المدنيين والجرحى وإيصال المساعدات. والسبت، جدد الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا في روما دعوة «روسيا وإيران» إلى استخدام «نفوذهما» لإقناع دمشق بالتفاوض جديا، منبها إلى أن «البديل يمكن أن يكون نهاية الحرب ولكن بداية حرب عصابات رهيبة من دون أي إعادة إعمار». وقال «حان الوقت الآن للبدء بمفاوضات فعلية» متوجها بالحديث إلى الرئيس السوري بشار الأسد «اتصل بالأمم المتحدة لتقول: أنا مستعد لحكم انتقالي، لمفاوضات فعلية». على جبهة أخرى في سوريا، غادر نحو ألفي شخص بينهم مقاتلون من الفصائل المعارضة مع عائلاتهم الجمعة مدينة التل الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شمال دمشق في إطار اتفاق مع الحكومة السورية.