سرمد الطويل، وكالات (بغداد) حررت القوات العراقية المشتركة قرى قرة تبة وكوري غريبان والدراويش وأبوجربوعة ضمن المحور الشمالي للموصل، مكبدة «داعش» خسائر في الأرواح والمعدات، كما تمكنت من اقتحام مناطق في الشهداء والتأميم والنور على الجبهة الشرقية، تزامناً مع لجوء التنظيم الإرهابي إلى إخلاء الأجزاء الخاضعة له في حيَّي المشراق والبريد، بعد توغل القطاعات الأمنية فيهما، تحضيراً لتفخيخ المنازل لإعاقة تقدم القوات. وبينما دحرت القوات المتقدمة هجمات عدة شنها انتحاريون بسيارات مفخخة مستهدفة مناطق متفرقة وقتلت العشرات منهم، أكدت مصادر محلية أن «داعش» أصدر من خلال مكبرات الصوت في مساجد الموصل «فتوى» لقتل الرجال وسبي النساء الذين يبدون تأييدهم القوات العراقية في المناطق المحررة. بدوره، ألقى طيران التحالف الدولي منشورات على مدن: عنه، وراوه، والقائم، ودمر، غربي الأنبار تحث المواطنين على الابتعاد عن مقرات «الدواعش»، ودمر بالكامل معملين للتفخيخ في «عنه» مُوقِعاً 11 قتيلاً من الإرهابيين. وأفادت مصادر أمنية بسقوط 24 قتيلاً من المدنيين وإصابة العشرات بانفجار صهريج مفخخ يقوده انتحاري، في حي القادسية المحرر شرق الموصل. وأوضحت مصادر إعلامية أن انتحارياً يقود صهريجاً مفخخاً فجر نفسه صباحاً في حي القادسية الثانية شري الموصل، مبينة أن التنظيم الإرهابي استهدف السكان في هذا الحي لتعاونهم مع قوات مكافحة الإرهاب. من جهته، قال قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، الفريق عبدالأمير يارالله، إن قطعات «اللواء 60» صدَّت محاولة تسلل لعصابات «داعش»، في الساحل الأيسر في الشرقاط جنوب الموصل، ودمرت 3 مركبات مفخخة وقتلت مَن فيهما بينهم انتحاريون. بينما أكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أن قطعات الشرطة أحبطت محاولة تسلل أخرى للإرهابيين شمال قرية العذبة في اتجاه سيطرة العقرب الأمنية على مشارف مدينة الموصل. وبدوره، أعلن العميد ذنون السبعاوي من جهاز جهاز مكافحة الإرهاب، أن قواته قتلت انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً كان يعتزم تفجيره وسط مدنيين والقوات العراقية المحتفلة بتحرير الإخاء والبكر بالكامل شرق الموصل. على الساحل الأيسر شمال المدينة، قُتل 20 «داعشياً» خلال محاولتهم التسلل للمرة الثانية إلى مناطق: الأمن والقاهرة والجامعة، المحررة، بينما أكدت مصادر أمنية أن المهاجمين فتحوا نيران أسلحة خفيفة على منازل المدنيين وألقوا قنابل يدوية على القوات العراقية والمنازل انتقاماً من تعاون السكان مع القوات العراقية، وتم اعتقال 11 إرهابياً خلال الاشتباكات. كما شن «الدواعش» هجوماً على مواقع «الحشد الشعبي» والقوات العراقية على طريق تلعفر- سنجار شمال غرب الموصل بعدد من السيارات المفخخة. وأفاد مصدر عسكري أن القوات أحبطت الهجوم الكبير، حيث قُتل ما لا يقل عن 29 عنصراً من الجانبين. وعلى المحور الغربي، أفاد مصدر أمني أن مقاتلات عراقية دكَّت أمس، جسراً بناه مسلحو «داعش» لربط منطقتي حسنكوي والنقابة وسط مركز قضاء تلعفر غرب الموصل. وفي اعتداء آخر، أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس، مقتل 4 أشخاص وإصابة 9 آخرين على الأقل بحصيلة تفجير سيارة مفخخة قرب ساحة الشهداء ضمن منطقة الشواكة وسط بغداد. وأعلنت وزارة الدفاع بدء القيادات الميدانية وضع خطط جديدة تتلاءم مع طبيعة معركة الموصل، مشيرةً إلى أن الخطط تهدف إلى مباغتة العدو وعزله عن المدنيين بعد دخول القطعات العسكرية إلى المدينة والشروع في تنفيذ المرحلة الخامسة من عمليات التحرير. وبينما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن الحسم العسكري في الموصل بات قريباً، أعرب سكان عن قلقهم مما يُخطّ على جدران منازل ومساجد ومؤسسات من شعارات «طائفية ومذهبية» من قبل بعض عناصر الجيش، خصوصاً بعد صدور قانون دمج ميليشيات «الحشد الشعبي» في القوات المسلحة. ورغم فرحة وارتياح سكان الموصل الذين انتظروا طويلاً إنقاذهم من جحيم «داعش»، باستعادة كل شبر من التنظيم الإرهابي، ينتاب قطاع واسع قلق بالغ من انتهاكات وتصرفات يجب ألا تصدر من جهات طائفية تحت غطاء الجيش العراقي.