×
محافظة المنطقة الشرقية

«الفضلي» يفتتح المؤتمر الدولي السابع للموارد المائية والبيئة الجافة 2016

صورة الخبر

محمد محسن وتد-أم الفحم كان فيلم "مفرق 48" الذي ينتقد ويفضح العنصرية الإسرائيلية بأسلوب فني ومشاهد تعكس الواقع مثلما سردها المخرج الإسرائيلي أودي ألوني وأبدع في توثيقها وأدائها مغني الراب الفلسطيني تامر نفار، بمثابة القنبلة الموقوتة التي فجرت حملة التحريض التي قادتها وزيرة الثقافة ميري ريجيف على نفار. وأطلقت الوزيرة الإسرائيلية حملة لمقاطعة نفار وفنّه، وسعت لحظر فيلمه وحجبت عنه الميزانيات على الرغم من أنه حصد جوائز مهرجانات أفلام عالمية في برلين ونيويورك. وتدور أحداث ومشاهد الفيلم بحي المحطة في اللد، حيث ولد نفار في يونيو/حزيران 1979 وعاش وترعرع بمعاناة كرست فصول ومشاهد النكبة وتداعياتها على الشعب الفلسطيني بالشتات وتحت الاحتلال. وعمقت الجنسية الإسرائيلية التي حملها أسوة بمليون و400 ألف من فلسطينيي 48، بحسب ما وثقتها مشاهد "مفرق 48"، من جراحه ولم تشفع له، وعاش بيئة مليئة بالتحديات والصراعات الوجودية والتناقضات التي تلاطم مستنقع العنصرية الإسرائيلية. في سبتمبر/أيلول 2000، انطلق الفلسطيني نفار من مسقط رأسه بمسيرته الفنية، حين أسس فرقة "دام" التي كانت فرقة الراب العربية الأولى في الأراضي الفلسطينية المحتلة.الفنان تامر نفار (يسار) يتصدى لشرطي إسرائيلي اقتحم الحي الذي يسكنه لإخلاء عائلة عربية (الجزيرة) طعم السياسةوبدا مغني الراب قويا في مواجهة تقاعس الشرطة الإسرائيلية في مكافحة العنف والجريمة التي شملت زملاءه وأقرباءه، وآفة المخدرات التي باتت تهدد النسيج المجتمعي للعرب في اللد، التي سجلت أعلى نسب لسفك الدماء وفوضى السلاح وتجارة المخدرات في ظل غياب سلطة القانون. مرت أسابيع على انطلاقة نفار ليصطدم بفنه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي برصاص الاحتلال الذي قتل 13 شابا من فلسطينيي 48 الذين كانوا من أوائل شهداء انتفاضة القدس والأقصى، حيث وصف المشهد بأنه "صراع وجود وليس مجرد حقوق". بسقوط الشهداء من الداخل الفلسطيني، حطم نفار جدران المعاناة بفنه عن مسقط رأسه ليحلق عاليا ويعزف على أوتار ومعاني وكلمات أغانيه جرح شعبه وصراعه مع إسرائيل. لم تفارق كلماته معجم السياسة، وحضرت القضية الفلسطينية في أغانيه عندما قال للجزيرة نت إنه "خرج من حيز مدينته اللد بما عكسته من معاناة وواقع وظروف في الموسيقى التي عزفها والكلمات التي رددها ليعيد من خلال موسيقى الراب أغاني الثورة إلى قلوب النشء من أبناء الشعب الفلسطيني". ويعتقد نفار أن الأغاني الثورية ذات الطابع الكلاسيكي ما عادت تناسب المرحلة الراهنة والجيل الجديد ليس فقط في فلسطين بل في الوطن العربي كذلك، ولهذا وظف الفن الكلاسيكي الذي مّيز المد الثوري في ثمانينيات القرن الماضي ليستحدثه بما تقتضي المرحلة ويلائم الواقع.المغني تامر نفار مع أعضاء فرقته "دام" لموسيقى الراب التي أسسها عام 2000 (الجزيرة) هوية فنيةلم يشغل الفن والموسيقى نفار عن السياسة، كما لم يكن المنشأ في بلدته المختلطة من العرب واليهود حائلا دون التواصل مع قضايا شعبه الفلسطيني وحمله لهموم الوطن وأبنائه في كل أماكن وجودهم. واهتم بمعاناة اللاجئين على اعتبار أن الأحياء العربية باللد أشبه بالمخيمات، حيث عاش المآسي والكوارث الإنسانية والتحديات المجتمعية والاقتصادية وواجه الفقر المدقع والعنف والجريمة وآفة المخدرات الناجمة عن سياسات الإقصاء والتهميش التي كرستها المؤسسة الإسرائيلية. استطاع نفار أن يدخل قلوب الفلسطينيين وإن بدا ناقدا لظواهر مجتمعية وقضايا داخلية، ونال شعبيته من خلال استحداثه للفن في مواجهة السياسات الإسرائيلية وتعريتها، وفضح المؤامرات السلطوية بأسلوب فني وبكلمات خاطبت العقول قبل أن تحرك المشاعر والعواطف. وبكلماته الثورية والمتمردة على سياسات الظلم والعنصرية وقمع الضعفاء، صقل نفار شكلا متفردا لهويته الفنية بمعالمها العربية والفلسطينية، ليواصل مشواره في مشاريع فنية راقية تواجه بندقية المؤسسة الإسرائيلية التي بدت عاجزة أمام الفن وموسيقى الراب التي يعزفها ويبدع فيها نفار.