صدر العدد 58 لشهر ديسمبر/كانون الأول 2016 من مجلة الجزيرة بعنوان "كولومبيا.. حافة السلام"، وهو عدد خاص يعرّف بكولومبيا وبرحلة الصراع المسلح الذي تعيشه منذ نصف قرن، وتوشك على وضع نهاية له، بعد اتفاق السلام بين الحكومة وحركة فارك المسلحة، الذي أقره الكونغرس الأسبوع الفائت. ويعود العدد -الذي أعدته مراسلة مجلة الجزيرة غدير أبو سنينة- بالقارئ إلى خضوع كولومبيا للاستعمار الإسباني قديما، وكيف نهب المستعمرون خيرات البلاد من الذهب الذي كان له حضور واسع في ثقافة البلاد وتقاليدها الاجتماعية والدينية. ويسلطتقرير الضوء علىقصة النزاع المسلح الذي اندلع في البلاد بين الحكومة وحركات مسلحة على خلفية الولاء للولايات المتحدة والعداء لها من قبل الحركات اليسارية، وصولا إلى مساعي السلام بين الأطراف المتصارعة. ولتعزيز أجواء الحوار والسلام في كولومبيا، تنشط حركات ومجموعات شبابية للتبشير بجدوى إنهاء النزاع من خلال فعاليات تعتمد على الأضواء والشموع للرمز إلى إنهاء عهد الظلام والصراع الدموي. ثم يعرج الملف على الإشكالية الكبيرة التي عرفت بها كولومبيا وهي تجارة المخدرات والكوكايين، فيحكي قصة أسطورة الكوكايين في العالم بابلو إسكوبار الذي عرف بالعمل الخيري ومساعدة الفقراء فبنى لهم مدنا لإيوائهم إلى جانب تصدره للجريمة، وكيف ينعكس ذلك حول قبره. ونتعرف على أحد أشهر الأحياء بالاتجار بالمخدرات في مدينة ميديين، وكيف ينعم المتاجرون فيها بالأمان، إلى جانب قصة أحد مدمني المخدرات الذي تحدث لمجلة الجزيرةعن تجربته ومحاولته الاستشفاء من الإدمان. وفي وجه آخر للمفارقات في عالم المخدرات الكولومبي، نتعرف على قصة مدينة ميديين التي كانت عاصمة تجارة المخدرات وتحوّلت مع الوقت إلى مدينة تتعاطى الشعر والجمال في مهرجانات للشعر والأدب العالمي. تقرير رمزية النور التي يستخدمها ناشطون للتبشير بخيرات السلام في كولومبيا (الجزيرة) ومن الملفات التي تهم القارئ العربي، يتطرق تقرير إلى العلاقة الوثيقة التي تربط كولومبيا مع إسرائيل في أوجه عدة منها العسكرية والاقتصادية والسياسية، وما يجمع بينهما وهو الولايات المتحدة. وعن العرب الذين وصلوا إلى كولومبيا مهاجرين في القرن التاسع عشر واستقروا فيها، في وقت لم تستقبلهم دول كثيرة كما يقولون، تم الوقوف علىمعاناتهمحاليامن النزاعات المذهبية والسياسية التي تعيشها شعوبهم في بلدانهم الأصلية. وكما أن كولومبيا عرفت بتجارة المخدرات والجريمة والحروب، فإنها تعرف أيضا برموز ملأت سمع العالم مثل سيمون بوليفار، الذي قاد حركات التحرر في أميركا اللاتينية من الاستعمار الإسباني، ويحكي تقرير عن سنواته التي قضاها في بوغوتا عاصمة كولومبيا عاشقا. بالمقابل يحدثنا تقرير عن أيقونة الأدب الكولومبي غابرييل ماركيز، وكيف هجر بلاده إلى المكسيك بعد أن تذوق طبقا من الأرز المكسيكي الشهير، ودفعه القمع والتضييق الحكومي إلى الإقدام على هذه الهجرة، إلا أنه لا يزال محل إجماع وطني لقيمته الأدبية حتى بعد وفاته. وأيقونة أخرى يعرفنا عليها تقرير عن الفنان التشكيلي الكولومبي فرناندو بوتيرو الذي يجتمع حوله أبناء شعبه، وتتميز أعماله ورسوماته بالأشخاص من الأحجام الكبيرة التي يرد فيها الاعتبار للطبيعة والواقعية في الحياة. وبمناسبة الحديث عن أميركا اللاتينية وتزامن صدور العدد مع رحيل قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو، ينشر العدد صورا للحياة في كوبا التي اتسمت بالقِدم في كل شيء بسبب الحصار الطويل الذي فُرض على البلاد، مشاهدات صحفية التقطها الزميل منتصر مرعي في زيارة قريبة له إلى كوبا.