×
محافظة المنطقة الشرقية

معرض في لندن يبدد غموض حقيبة نسائية صنعت بالموصل في القرون الوسطى

صورة الخبر

عبده الخال   حين تم إنشاء مجلس التعاون الخليجي في بداية الثمانينات الميلادية كان يستهدف في الأساس الوقوف في مواجهة أي عدوان على الخليج ودول الخليج. وهي النية الأساس، وإن ارتدت لبوسا مغايرا لهذا الإنشاء كالتعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي. هذا التكتل استطاع اختراق عقود من الزمان من غير فاعلية حتى بلغ درجة الضمور، ومع مرور أحداث جسام في المنطقة ظل متماسكا، ولم تستطع الأحداث المختلفة تقويضه بسبب رغبة الأعضاء مجتمعه الإبقاء عليه خشية من حدوث أمر يزعزع أي دولة من دوله، فيتم تفعيل الهدف الأساس من ذلك الوجود. ومع هبوب كل الزوابع السياسية، ظل المجلس يحاول بشتى الصور التماسك، وكانت الانتقادات الداعية لحله، كونه لم يحقق شيئا ذا قيمة تجعل أعضاء المجلس يقللون من تلك الانتقادات ويواصلون نفيها بما يستطيعون دفعه في اللقاءات الدورية وبالقرارات ــ الشكلية ــ التي يتم اتخاذها، إلا أن تباين المواقف السياسية لكل دولة عضو في المجلس أكدت أن ذلك التكتل عجز عن تحقيق الطموحات الكبيرة لشعوب المنطقة، ونجح فقط في إطالة عمره والبقاء كتكتل إقليمي، وإن لم ينجح في جوانب عديدة، فعمره الطويل لم يحقق إنجازات ضخمة كما أحدثه الاتحاد الأوربي مثلا. وحدثت كثير من الاختلافات الحادة بين الأعضاء كانت قطر تمثل الطرف الثابت في أي خلاف، ويحق لها أن تجنح لما يحقق مصالحها الوطنية وفق رؤاها، ومع جواز هذا الاستحقاق هناك استحقاقات قانونية وأخلاقية اتجاه التكتل الإقليمي التي هي عضو فيه يلزمها بالمحافظة على عدم اختراق النظام العام للمجلس، وإن لم تشأ ذلك كان عليها الانسحاب مما يخفف من التزامها بالسياسة الموحدة للأمن الوطني للدول الأعضاء، وحتى الانسحاب لا يجيز لها التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، إذ يعد تعديا سافرا ترفضه كل المواثيق الدولية، فكيف يحدث من دولة عضو في تكتل شعاره المصير الواحد والأمن الوطني المشترك. ولا تعرف تحديدا ما الذي تريده قطر من إظهار العداء لكل الأنظمة العربية من خلال مساندتها لأي فوضى داخلية، وإن لم توجد سعت إلى تثوير الساكن وكل الحسابات التي يمكن تضيفه قطر لرصيدها لا يمنحها مقومات الدولة القيادية، فهي لا تملك تلك المقومات، سواء أكان ذلك كموقع جغرافي أو قوة عسكرية أو قوة بشرية أو أيدلوجيا جاذبة أو تحالفات تعدها بمنحها القيادة. وفي ظل غياب المقومات الحقيقية للقيادة يصعب معرفة الدوافع وراء كل هذه العبثية المنتهجة في معاداة دول رئيسة وذات ثقل إقليمي ودولي، ثم إن كانت الرياح مواتية للدور الذي تلعبه قطر الآن، فإن الاستراتيجيات تتغير وتتبدل وفق المصالح الوطنية، فكيف سيكون وضع قطر بعد التبدل والتغير في التوجه الدولي.. وكيف لها أن تصلح ما أفسدتها اللحظة الراهنة؟ إن قطر تخاطر بمستقبلها من أجل لحظة سياسية حتما ستتغير، وقصة قتلت يوم قتل الثور الأبيض هي الدرس الأساس لمن يسلم أخاه من أجل مخطط يستهدف الجميع.. ومهما بلغت مغريات التواطؤ، فإن نهاية المصير ستكون، كما بدأت عند قتل الثور الأبيض.