محمد جبر الحربي 1. روحي تذوبُ وطيني عامرٌ أبداً يا روحَ أرضي.. ويا تكوينَ عليائي منْ علّمَ الأسماءَ سـرَّ فتنتِهَا لولاكِ.. ما لثغةُ الأطفالِ بالرَّاءِ..؟! أوْ علّمَ الأشياءَ أصلَ غايتِها يا نهرُ.. يا نخلُ.. يا ألفي ويا يائي 2. قالتْ ما تفعلْ..؟ قلتُ أنا يا قلبي أتأمَّلْ قالتْ فيمَ تأمُّلُكَ الليلةَ..؟ قلتُ بلادي، قالتْ أدري، لكنْ ماذا عنِّي..؟ قلتُ أيا قبلةَ روحي معذرةً إنّي في هذي الأوطان تعبتُ... أنا يا طفلة أيامي أتعلَّمُ بينَ يديْها وإذا أصحو يصحو بعدي الوقتُ، على جهلٍ وصفوني، وأشاعوا على المَلأِ بأنّي الأجهلْ..! وأنا ذو علمٍ، فأنا مَنْ يعشقُ عينيكِ يحبُّ الأرضَ، ويعرفُ ما يبدو.. لا يبدو في عينيكِ أيا وطني، أنتِ سوى الأعمقِ والأجملْ..! 3. يا طارقَ البابِ تسعى نحوَ جنَّتِهِ المرأةُ الأرضُ والأنهارُ والبابُ 4. هذا اكتنازُكِ بالمعنى الذي وصَفَا النَّاهِلُ الحرُّ مِنْ نهريْهِمَا رشَفَا نهرانِ مِنْ لغةٍ تجري على شفَةٍ إنْ قالَ، سالا.. وإمَّا أطبَقَتْ وقَفَا 5. ماذا يعني في هذي الأيَّامِ الحُبْ..؟ الحبُّ، كأنْ تذهبَ أوْ يعني أنْ تذهبَ، مثلَ طيورِ شِمالٍ، للقطْبِ وتلعَبْ. وتذيبَ الثلجَ على عجَلٍ، وتعودَ إلى الصحراءِ لتسكبَ لحبيبِتكَ الماءَ، لتشهدَ أنكَ كنتَ هناكَ وأنكَ في عينيها الأجملُ والأقرَبْ. ولكي يكتملَ المشهدُ تخبرُها أنكَ من أجلِ العينينِ النّاعستينِ قطَعتَ الدُّنيا، وقتلتَ بكفَّيك العاريتيْنِ، ودونِ سلاحٍ، - إذْ تتصاعدُ دقّاتُ القلبِ - الدُّبْ..! تلكَ هي الأوطانُ، وهذا، يا سيدةَ الأيَّامِ، المسرَحُ: نكذِبُ طولَ الوقتِ، كما اعتدنا، حتى حزنَكِ يا أشجاري العليا في سَكْرةِ جهلٍ نسرقُهُ، ونعودُ لنسرقَ منكِ الفرَحَ، وما يهطلُ من ثمرٍ منْ كفّيكِ ولوْ صادفَ إعصارٌ غيّبَنا، غِبْنا غَيْبةَ كهْفٍ حتى إنْ قُمْنا.. نستعجِلُ كيْ نبعثَ مَنْ يجني فوراً، ونظلُّ بظلِّكِ، دونَ ضميرٍ، ننهَبْ..! 6. ننسى أحياناً، أوْ ننعسُ، نغفو، والجدُّ حقيقتُهُ مزْحُ. والجهلُ محيطٌ، والألواحُ على الجدرانِ يثبِّتُها لوْحُ. نكتبُ سطراً، أوْ سطريْنِ على وجهِ صباحٍ: ما صحَّ.. يصِحُّ. لكنّا في خفْقةِ موجٍ قدْ نتراجعُ ندْركُ أنّا أخطأنا في الوزنِ، وفي اللغةِ فنمحو. منْ ذا يتذكَّرُ لغةً، والأوطانُ مغيَّبةٌ..؟! مهما حاولنا كالأيتامِ حيارى أنْ تَرجِعَ، أوْ حاولت الأوطانُ كأمٍّ أنْ نصحُو..!