سيظل الشباب مصدر الاهتمام والإلهام لكل دول العالم التي توجه خططها وبرامجها للمستقبل لهم، وسيكونون هم عماد نهضته والباعث الأصدق لتطوره وازدهاره، ونحن في وطننا الغالي والأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي نتطلع بالشباب إلى عالم أكثر أمناً، بالإضافة إلى المضي بروح الشباب في تحقيق الطموحات، ومن أجل ذلك وفي مدينة الخبر في الأسبوع قبل الماضي وبرعاية وحضور الأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة، وحضور ومشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني نظمت الأمانة العامة للمجلس ورشة العمل السادسة بعنوان «الأمن في عيون الشباب» والتي تأتي تنفيذاً لقرار المجلس الأعلى (قادة دول المجلس) - حفظهم الله - لدورته الماضية المنعقدة في الكويت الشقيقة، وأوصت بضرورة الاهتمام بالشباب وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم وتحفيزهم وتأهيلهم بإقامة الدورات واللقاءات وورش العمل والمؤتمرات المتعاقبة لكي يتحقق الاستثمار الأمثل فيهم، وقد غطت صحيفتنا الرائعة الجزيرة ورشة العمل بصورة مستوفية وبأدق تفاصيلها وبرع في صياغة محتواها الزميل المميز محمد السنيد، وله ندين بالفضل في اغلب محتوى المقال وهذا من باب المهنية الإعلامية والأمانة العلمية. ولكي يكون الاهتمام أشمل فقد شارك في ورشة العمل وزارات الداخلية والشباب والرياضة بدول المجلس والمعنيين في القطاع الخاص، بالإضافة إلى عدد من الجامعات. وأوضحت ورشة العمل أهمية الأمن في دول مجلس التعاون، ودور الشباب في المحافظة عليه وتعزيزه بمختلف الوسائل الممكنة بما فيها أدوات التواصل الاجتماعي وتقنية المعلومات وتحديد الأساليب الكفيلة بإيجاد البيئة الآمنة، والرعاية الدقيقة للشباب وتناولت ورشة العمل ثلاثة محاور هي: الأول: يتحدث عن الأمن وأهميته في دول مجلس التعاون بمفهومه العام، ويشمل الأبعاد السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والاهتمام بالجريمة بأنواعها (المخدرات، والعنف والأعمال الإرهابية، والجرائم المعلوماتية والإلكترونية) وكذلك مصادر التهديد الأمني (الجريمة المنظمة، والانحرافات الفكرية، والتشدد والتطرف، والتحديات الإقليمية، والغزو الإعلامي والثقافي)، بالإضافة إلى دور التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثيراتها السلبية والإيجابية على الأمن، والتأكيد على أهميته في تحقيق النمو والتقدم والاستقرار في دول المجلس مع عرض للواقع الأمني على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، والمسؤولية الفردية والاجتماعية لتعزيز الأمن وما يمكن أن يقوم به الشباب، وأساليب وأدوات تعزيز الثقافة الأمنية وبناء الحس الأمني لدى عماد المستقبل وملهم نموه وتميزه. الثاني: شبكات التواصل الاجتماعي وتقنية المعلومات وأثرها على الأمن الخليجي، وواقع وسائل التواصل الاجتماعي وتقنية المعلومات في دول المجلس، ثم سلبيات وإيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها المباشر وغير المباشر. الثالث: كيفية توفير البيئة الآمنة والراعية للشباب، وذلك من خلال توفير البيئة الآمنة لممارسة الهوايات وإشباع الحاجات الفردية والاجتماعية والنفسية والإنمائية، وإيجاد البيئة المناسبة للحوار والتسامح، وتعزيز الدور الإعلامي للشباب في دول المجلس لتحقيق وتوفير بيئات آمنة خالية من المثبطات والمحبطات المهددة للأمن، مع تفعيل دور الشباب في مجال إعداد السياسات والخطط الإعلامية، والمشاركة في تنفيذ البرامج والنشاطات الإعلامية التي تناسب وقتهم. وفي الختام، فإنَّ ورشة العمل وبمحاورها الشاملة الثلاثة تدعونا إلى وقفة شكر لأمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وللهيئة الرياضية في وطننا الغالي وهما ينظمون ورشة عمل عن الأمن بمفهومه الشامل في تفكير الشباب وأهمية الحفاظ عليه والمتطلبات التي يحتاجها الشباب كي يكونوا حراس لأمن أوطانهم وتحقيق الحكمة الرائعة لسمو الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - أن المواطن هو رجل الأمن الأول، ومن العقل أن نضع الخطط الكفيلة برد أي استهداف لعقول شبابنا وغزو أفكارهم وتخريب معتقداتهم أو تشويه صورة أوطانهم وقياداتهم، فاليوم صارت الحقيقة الجميلة هي الاستثناء الذي يتحدث عنه العالم للآخرين ولا يركز وللأسف الشديد إلا على السلبية والإخفاق وهو ما نخشاه على شبابنا، كذلك فإننا نتطلع من هيئتنا الرياضية إلى طرح مثل هذه المبادرات بصورة أخرى على المستوى المحلي وتكليف الأندية والقطاعات الرياضية العسكرية والتعليمية (العام والجامعي) بما يماثل تلك الورش والندوات وإمكانية الاستفادة من الورش الخمس السابقة فكلها في مصلحة الشباب، مع ضرورة الاستعجال في نشر توصياتها مجتمعة أو متفرقة، وقد تكون على شكل جرعات توعوية وتثقيفية وتعامل كمشروع وطني للشباب واستثمار وجود الجماهير وأماكن التجمعات.