×
محافظة المنطقة الشرقية

اتفاق أوبك …. الرابحون والخاسرون

صورة الخبر

أكد فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمد البوعينين، الأمين علام للاتحاد العالمي للدعاة بمسجد: صهيب الرومي بالوكرة، أهمية الصديق وقت الشدائد والبعد عن أصدقاء السوء، مشيراً إلى أن الرسول الكريم قد حث على المصادقة المبنية على المحبة والود والخير للجميع. وأضاف: «إن الصديق الصالح خير مكاسب الدنيا». وقال: إن من الأمور الجبلّية الفطرية التي فطر الله تعالى الإنسان عليها في هذه الحياة: الصديق، فلا بد للمرء في هذه الحياة من جلساء وأصحاب، يتحدث معهم، ويتحدثون معه، يبث إليهم همومه ويشكو إليهم أحزانه ويستشيرهم فيما يُلمّ به من ملمات وأمور. فالمصاحبة مما حث الإسلام عليه، ورغّب في السعي إليه، والصداقة تدعيم للعلاقات الاجتماعية، الصديق عباد الله من ضرورات الحياة، وطبائع البشر، ومن ظنّ أنه يمكن أن يستغني عن صديق في هذه الحياة فمغرور، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود والترمذي وصححه. ولفت الشيخ البوعينين إلى أن وصايا السلف الصالح جاءت في الحث على اختيار الأصدقاء وانتقاء الأصحاب والأخلاء، ومن ذلك قول أحدهم: «اصحب مَن إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أصابتك فاقة جاد لك بماله، وإذا رأى منك حسنةً عدّها، وإن رأى سيئة كتمها وسترها، لا تخاف بوائقه، ولا تختلف طرائقه». غرائب ومستحيلات نوه الشيخ البوعينين إلى أن الصداقة الحقة أصبحت من غرائب الدنيا وعجائب الزمان، وذلك لمّا بعد الناس عن المنهج الصحيح للروابط والعلاقات فيما بينهم، فأصبح اجتماعهم إلا من رحم الله من أجل الدنيا، يجتمعون عليها، ويتفرقون من أجلها. وأكد أن الحصول على الصديق الوفيّ والخليل الحميم من أصعب الأشياء إن لم يكن من المستحيلات، ولذلك ينظر بعين البصيرة إلى أعمال وأخلاق من يريد صداقته، فمن رضي أعماله وأخلاقه صادقة، ومن سخط أعماله وأخلاقه ابتعد عنه. قال الأوزاعي رحمه الله: «الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب، إن لم يكن مثله شانه». وتابع: نظراً لِما للصداقة من أهمية في حياة المسلم فعليه أن يختار صديقه وجليسه على وفقها: أولها: أن يكون ذا دين واستقامة، فإنّ ذا الدين يقف به دينه على الخيرات، ويجنبه المحرمات. قال تعالى: «لأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ لْمُتَّقِينَ» فليحذر من يصادقون بعض أهل البدع والانحرافات وعليك إذا اخترت الصديق أن يكون عاقلاً فإن العقل رأس المال والصديق الأحمق يفسد أكثر مما يصلح ويضر أكثر مما ينفع. تحذير من مجالسة الأشرار لفت الشيخ البوعينين إلى أن المصطفى صلى الله عليه وسلم حذّر من مجالسة الأشرار ومصاحبة الأنذال، وحث على اختيار الصديق الصالح والجليس المؤمن لما له من نفع في الدنيا والآخرة، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة) رواه البخاري ومسلم. وأشار خطيب الجمعة إلى أن الصديق الصالح هو خير مكاسب الدنيا في الرخاء وعونه في الشدة ومعونته على خير المعاش والمعاد هم كما قيل: «إن جالستهم نفعوا وإن شاورتهم نصحوا وهكذا تكون مصاحبة الأخيار، فلنحذر من مجالسة أهل الزيغ والفساد ولنتشبث بصداقة أهل الخير والاستقامة قال الله تعالى: «وَصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ لَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِلْغَدَاةِ وَلْعَشِىّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ لْحَيَوةِ لدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا». الصداقة المبنية على التقوى أوضح البوعينين في خطبة الجمعة أن الصداقة النافعة هي التي بُنيت على تقوى الله تعالى ومرضاته، بعيداً عن مطامع الدنيا، وشهوات الحياة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)، وذكر منهم: (رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه) متفق عليه، وقال: «علينا مصالحة الأخيار والابتعاد عن مصاحبة الأشرار حتى لا ينفع الندم يوم القيامة , قال الله تعالى: «وَيَوْمَ يَعَضُّ لظَّـلِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يلَيْتَنِى تَّخَذْتُ مَعَ لرَّسُولِ سَبِيلاً يوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ لذّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِى وَكَانَ لشَّيْطَـنُ لِلإِنْسَـنِ خَذُولاً». وذكر خطيب الجمعة أن الأصدقاء على ثلاث طبقات: منهم من هو كالغذاء لا يستغنى عنه. ومنهم من هو كالدواء لا يحتاج إليه إلا زمناً معيناً. ومنهم من هو كالداء لا يحتاج إليه أبداً. واعلموا ـ رحمني الله وإياكم ـ أن للصداقة آداباً، وللصحبة حقوقاً، فلا بد من النصيحة للصديق في السر والعلن، وتخفيف الأثقال عنه ومعاونته في حالة الحوادث، قال عليّ رضي الله عنه: «أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً;