حملت التوصيات الختامية لمؤتمر الأدباء السعوديين الخامس يوم أمس الأول، العديد من الطموحات والآمال، والتي أشار الكثيرون إلى أهميتها، متطعين إلى رؤيتها على أرض الواقع، تحقيقًا للرغبات، ولما لها من أهدف إيجابية. وكان من بين تلك التوصيات، فقرة خاصة عن أدب الطفل، مطالبين بدعم هذا الأدب وتشجيع إنتاجه، ووضع خطة إستراتيجية شاملة للنهوض بمجالات ثقافة الطفل وأدبه، وعلى أن يشترك في وضعها أدباء ومتخصّصون في هذا المجال. «المدينة» استطلعت بعض الآراء حيال هذه التوصية. يقول الكاتب صالح جريبيع: أدب الأطفال له أهدافه التربوية التي ينبغي أن تكون واضحة وألا تتجاذبها التيارات وأن تبتعد عن الإيدلوجيا والفلسفة، فالطفل يتلقى المعلومات البديهية البسيطة التي لها علاقة بالقيم والأخلاق بالمبادئ الإنسانية العامة، وأنا أرى أن تحقيق هذه الإستراتيجية يكون عن طريق التركيز على القيم وعلى السلوك الإنسانية العامة. ويقول الشاعر عبدالله ناجي: من المهم السعي إلى تطوير مدارك الطفل العقلية ونشاطاته الفنية، ونحن بحاجة فعلًا إلى مثل هذه التوصيات على ألا تظل حبيسة الأدراج الثقافية، أو تضل طريقها إلى الواقع والحياة، نعم نريد ولكن الإرادة وحدها غير كافية لصنع عالم جميل، إذ لا بد من العمل المتكاتف والجهود المشتركة حتى يتحقق لنا ذلك العالم الجميل الذي يبتدئ بالطفل وينتهي إليه، فمتى ما أحدثنا تغيرًا أدبيًا وفنيًا في ثقافة الأطفال، فإن ذلك سينعكس إيجابيًا على المستقبل القريب، وسينتج لنا بيئة صحية ومناخًا إنسانيًا رائعًا. ويرى الشاعر صهيب العاصمي ضرورة تحفيز الطفل في المرحلة الابتدائية كطالب منتظم دراسيًّا بعمل مسابقة لمن يقرأ أكبر عدد من قصص مكتبة المدرسة في الأسبوع والمسابقة عبارة عن سؤال أو أكثر حول ماهيّة استفادته من قراءة القصص تحفيز الطلاب على استعارة الكتب والقصص من مكتبة المدرسة عن طريق تكريمهم في الاصطفاف الصباحي بتقديم شهادات شكر وتقدير ومكافأة عمل ورشة أسبوعية للطلاب في مكتبة المدرسة وتعريفهم على عمل المؤلف والطباعة وكل ما يتعلّق بأدب القصة. وتقول الأكاديمية وفاء الطيب: سيكون في رؤية 2030 دور لأدب الطفل السعودي وعلينا أن نسعى كتربويين وأدباء ومثقفين إلى رسم خطة واضحة للارتقاء بثقافة الطفل السعودي وتنويره بما سيكون عليه عالمه في الأعوام العشرة المقبلة اجتماعيًا وثقافيًا وتنمويا واقتصاديًا، لذا فإن الحديث عن أدب الطفل السعودي بمعزل عن الثقافة وعن ذائقة الطفل يصبح عبثًا، وأعتقد أن دور وزارة الثقافة الآن بكل شفافية هو ملاحقة الطفل السعودي الهارب من أدبنا وثقافتنا بشكلها الحالي ويكون ذلك بالتعاون مع الأندية الأدبية سعيًا لخلق أبطال وشخصيات كارتونية وفنية يؤمن الطفل بأنها خلقت لمرحلته العمرية ولإرضاء رغباته ونوازعه الطفولية. إن الطفل السعودي الذي لم يعد يمكنه الجلوس لدقائق لقراءة قصة أو رواية يستطيع الجلوس لساعات لمتابعة فكرة أدبية مجسمة من خلال أفلام ومسرحيات تحترم ذائقته.