×
محافظة المنطقة الشرقية

أمطار رعدية على الرياض والشرقية والشمال

صورة الخبر

لا تقتصر الحرب الروسية- الاوكرانية على الهجوم الذي شنته روسيا أخيراً على شبه جزيرة القرم، بل تعدّاه الى صراع الكتروني يتمثّل بحملات دعائية يقوم بها الطرفان. ولا يتمثل هذا الصراع بالدعاية السياسية التي يقوم بها الإعلام الرسمي الروسي للترويج للموقف المعادي للإحتجاجات الأوكرانية فقط، بل استخدمت روسيا في حربها على أوكرانيا، شبكة التواصل الإجتماعي "فكونتاكت" الروسية، لتشويه صورة الحكومة الأوكرانية الجديدة.  وفيما لعب موقعا التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"تويتر" دوراً كبيراً في احتجاجات "الميدان" الاوكرانية الأخيرة التي أطاحت بحكومة الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش المقرّبة من روسيا، تمكّن  "مكتب الرقابة على الإتصالات الروسي" من حظر نحو 13 صفحة مؤيّدة لأوكرانيا على شبكة "فكونتاكت"، مبرّراً قراره بأن هذه الجماعات "تحرّض على الإرهاب وتدعو للمشاركة في تظاهرات ممنوعة في موسكو"، وفقاً لـ" اسوشيتد برس".  وفي روسيا، يتفوّق موقع" فكونتاكت" على موقع "فايسبوك" الأميركي، فشهد انتشاراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة ووصل عدد مستخدميه إلى 50 ميلون شخص. وجذبت الشبكة أنظار السلطات الروسية منذ إنتخابات 2011 -2012، إذ استُخدمت على نطاق واسع في التعبئة السياسية والاحتجاج. وتحاول السلطات الروسية تعزيز رقابتها على الموقع، بخاصة بعد بيع مؤسسه حصته المالية فيه إلى أحد رجال الأعمال المقرّبين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقاً لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية. وكثّفت روسيا دورها الرقابي على الانترنت خلال الازمة الأوكرانية، فحظرت صفحة تابعة لحركة "القطاع اليميني" الأوكرانية المتطرفة التي تضم أكثر من 400 ألف مستخدم، إثر نشرها رسالة تقول ان "الشعبين الأوكراني والشيشاني شركاء في التضحية. ولأن الأوكرانيين شاركوا في الدفاع عن الشيشان ودول قوقازية أخرى في وجه الهيمنة الروسية، حان الوقت لمساندة الشعب الأوكراني". لكن الحركة نفت هذه الدعوة، معلنةً ان حسابها تعرّض للقرصنة. وإستغل الكرملين الروسي هذا الحدث ليلاحق زعيم الحركة دميترو ياروش قضائياً، بتهمة "التحريض على الإرهاب"، واُصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية تصل عقوبتها إلى السجن لسبع سنوات. وتعتبر حركة "القطاع اليميني" تنظيماً شبه عسكري كان في الصفوف الامامية للمواجهات في ميدان الاستقلال في كييف، ما أكسبه شعبية كبيرة بين المتظاهرين. وتسعى السلطات الروسية من خلال دعايتها السياسية التي يروّجها الإعلام الرسمي إلى ربط حركة "الميدان" الاوكرانية بالـ"الإرهاب" و"الفاشية". كما تذرّعت الحكومة الروسية لتبرير هجومها على القرم، بقدوم ناشطين من "القطاع اليميني" لـ"إرهاب السكان". وكان الموقع الإلكتروني لقناة "روسيا اليوم" الإخبارية التي تروّج للدعاية الرسمية الروسية، تعرض للقرصنة من قبل موالين للحكومة الأوكرانية الجديدة، فاستبدلوا كلمة "روسية" في عناوين المقالات بـ"نازية". وانتُقدت القناة في الفترة الأخيرة بسبب مدافعتها عن الموقف الروسي من الأزمة الأوكرانية. وظهرت اخيراً المذيعة في قناة "روسيا اليوم" آبي مارتن في مشهد مثير للجدل، بعد احتجاجها على الهواء مباشرة على التدخل الروسي العسكري في أوكرانيا، كما استقالت ليز واهل، مذيعة أخرى في "روسيا اليوم" على الهواء مباشرة للسبب عينه. روسيااوكرانياالازمة الاوكرانيةروسيا الازمة الاوكرانيةبوتين