ترك إطلاق راهبات دير مار تقلا في معلولا (شمال غربي دمشق) أول من أمس خلال عملية تبادل حصلت على الحدود اللبنانية - السورية عبر جرود بلدة عرسال (البقاع) وانتهاء احتجازهن بعد أكثر من 3 أشهر من قبل «جبهة النصرة» في سورية، ارتياحاً لبنانياً وإجماعاً في المواقف على تتويج هذا الملف بالإفراج عن المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي. وأبدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ارتياحه، وفق البيان الإعلامي في القصر الجمهوري، الى إطلاق الراهبات المخطوفات والطفل ميشال الصقر»، معرباً عن أمله بأن «يتم اطلاق المطرانين وسائر المخطوفين والمحتجزين اللبنانيين في أي بلد». وإذ شكر في اتصال هاتفي «أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والدولتين السورية والقطرية والاطراف المعنية بهذا الملف للمساعي التي ساهمت في اطلاق الراهبات»، جدد «إدانته أعمال الخطف من أي جهة وتحت أي ذريعة كان». واطلع سليمان من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على «المساعي التي أدت الى تحرير الراهبات وعلى الاتصالات الجارية في شأن سائر المخطوفين»، منوهاً بـ «الجهود التي بذلها في اثناء المفاوضات التي أدت الى تحريرهن». وشدد على «أهمية متابعة الاتصالات لتحرير المخطوفين المطرانين ابراهيم ويازجي والمصوّر سمير كساب وجوزيف صادر والمخطوفين اللبنانيين في نيجيريا». وأكد «ضرورة أن تواصل الأجهزة العسكرية والأمنية التنسيق في ما بينها للقبض على العصابات التي تقوم بالخطف في لبنان وإحالة أفرادها إلى القضاء». ونوه سليمان في المناسبة بـ «الجهود التي تقوم بها الاجهزة، وقدّر للواء ابراهيم عمله المضني والشاق في بلوغ النهاية السعيدة». واتصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري ببطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي مهنئاً بـ «سلامة وعودة الأخوات الراهبات»، آملاً بأن «يتوّج هذا الملف البغيض بالإفراج عن المطرانين المخطوفين وعودتهما سالمين». وكان بري اتصل باللواء ابراهيم، مثمّناً جهوده في هذا الملف. ونوّه رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في تصريح بإطلاق راهبات معلولا، آملاً بأن تكون الخطوة المقبلة إطلاق المطرانين، «وكذلك إطلاق سراح الشعب السوري للخلاص من نير الاستبداد والظلم والقهر، هو الذي تمارس بحقة كل صنوف القتل والمجازر والتدمير والارهاب». وكان زعيم تيار «المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري رحّب بالإفراج عن الراهبات و «عودتهن سالمات إلى كنيستهن وذويهن الذين عاشوا فترات عصيبة في انتظار هذه الخطوة الصعبة والطويلة». ورأى أن «كل عمليات الخطف والاحتجاز تتنافى مع أبسط حقوق الانسان وتعرض مرتكبيها للإدانة مهما كانت الذرائع والمبررات التي يتلطون وراءها». وأمل بأن «تكون هذه الخطوة مقدمة لإطلاق سراح المطرانين». واتصل رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون بالبطريرك يازجي، وهنأه بـ «عودة الراهبات إلى الحرية سالمات»، متمنياً بأن «يصل موضوع المطرانين المخطوفين إلى خواتيمه السعيدة». وأعرب نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري في اتصال هاتفي مع يازجي، عن ارتياحه الى «اطلاق الراهبات وانتهاء قضيتهن على خير»، لكنه شدّد على أن «الفرحة لن تكتمل إلا عند الإفراج عن المطرانين المخطوفين والإطمئنان إلى أن مثل هذه الممارسات لن تتكرر في حق المسيحيين السوريين ورموزهم أو في حق أي من الأبرياء». وأشاد بجهود «كل من ساهم في إتمام هذه العملية، من دول وجهات وشخصيات». فارس ومصير المطرانين وأجرى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس اتصالات بكل من البطريرك يازجي، واللواء ابراهيم، مهنئاً بإطلاق الراهبات، وشكر جهودهما في هذا الملف. وتمنى أن «تتكلّل الجهود في إطلاق المطرانين المخطوفين ويعم السلام في هذه المنطقة». وكان فارس أوفد مدير مؤسسته في لبنان العميد وليم مجلي للقاء يازجي للإطلاع منه على «ما إذا كان من جديد على صعيد الاتصالات الجارية للإفراج عن المطرانين». وعلمت «الحياة» أن «يازجي يعلق أهمية على إمكان تزخيم الاتصالات للإفراج عنهما في ضوء نجاح الجهود التي أدّت إلى إطلاق راهبات معلولا». كما علمت من مصادر مقربة من البطريركية الارثوذكسية بأن «يازجي يتوقّع أن يتبلّغ من الذين يتابعون الكشف عن مصير المطرانين بأن هناك إشارات ايجابية من شأنها أن تعيد الحرارة إلى هذه الاتصالات بعدما كان تبلّغ بأن التواصل مع الوسيط الذي يتولّى التفاوض مع الخاطفين انقطع من دون أن يحاط بالأسباب ما أدى إلى إعاقة الجهود لجلاء مصير المطرانين والافراج عنهما». ورحّب وزير الإتصالات بطرس حرب في تصريح بالإفراج عن الراهبات متمنياً أن «يتم الإفراج عن المطرانين أيضاً بسلام في أقرب وقت». وأكد أن «هذا الأمر يتجاوز بحدوده عملية خطف أشخاص معينين، بل يتعلّق بمسألة حرية المعتقد والرأي في هذا الشرق، والإعتداء الذي حصل يشكّل اعتداء على هذه القيم التي لا يمكن للشرق أن يعيش من دونها، والسكوت عنها مساهمة في تحويل الإسلام والعروبة إلى ما يشبه الصهيونية المعتمدة العرق والدين». ونوه وزير الداخلية نهاد المشنوق بالجهود الاستثنائية التي بذلها اللواء ابراهيم، مشيداً بـ «الدور الواعي في تطبيق تعليمات السلطة السياسية المركزية بحكمة ودراية التي من شأنها تعزيز العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين في لبنان». وأكد «حرصه على صون السلم الاهلي والامن الاجتماعي». وتمنى وزير الإعلام رمزي جريج أن يصار إلى الافراج عن المطرانين في اقرب وقت. وشكر كل من ساهم في الافراج عن الراهبات، معتبراً أن «عمليات الخطف اعتداء على حرية المعتقد والرأي والدين». وقال: «إن هذا الشرق مبني على التعايش بين المسلمين والمسيحين، وعلينا جميعاً العمل للحفاظ على هذه الميزة لأن المسيحية هي قوة للاسلام وبالعكس». ولفت رئيس الهيئات الاقتصادية، عدنان القصار إلى أن «هذه الخطوة أتت في السياق الصحيح، على رغم أنه ما كان يجب من الأساس احتجازهن ومصادرة حريتهن لما يمثلنه من رمزية دينية تحض كل الشرائع السماوية على احترامهن». وشكرت بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في بيان «كل الجهود التي بذلت من كل الأطراف لإطلاق الأخوات الراهبات واليتامى». وأكدت العمل «مع كل ذوي النيات الحسنة لإطلاق كل المخطوفين ومنهم المطرانان يوحنا وبولس». ودعت إلى «نبذ كل تكفير وإرهاب وعنف وخطف». وتمنى البطريرك الماروني بشارة الراعي، على «كل من عمل وساهم لوصول هذه القضية الى خواتيمها المفرحة، ان يتابع بذل الجهود في سبيل الإفراج عن المطرانين المخطوفين». وإذ ثمّن جهود «كل من سعى للإفراج عن الراهبات وفي طليعتهم اللواء ابراهيم والوسطاء القطريين»، دعا إلى «الإقلاع عن خطف الأبرياء واحترام الكرامة البشرية». وأمل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بأن «يتم الإفراج عن المطرانين». وشدد على أن «عملية احتجاز حرية الناس مدانة دينياً وانسانياً». ونوه بـ «جهود قطر واللواء ابراهيم في الافراج عن الراهبات». ورحب «حزب الله» في بيان أمس بتحرير الراهبات. ولفت إلى أن «الجهود المضنية والمستمرة على مدى أكثر من مئة يوم تكللت للإفراج عنهن بالنجاح». وهنأ «الراهبات المحررات والكنيسة الأرثوذكسية التي ينتمين إليها والقيادة السورية، والشعبين السوري واللبناني بفرحة تحررهن التي أنهت المعاناة الطويلة لهن ولعائلاتهن، وللذين قاسوا ألم احتجازهن من دون أي مسوغ وبما لا يقبله عقل أو شرع أو قانون». وعبّر الحزب عن «تقديره الكبير لكل الجهود التي بذلت، ما ساهم في تحقيق هذا الإنجاز خصوصاً جهود اللواء ابراهيم». وأمل بـ «استكمال الجهود لتحرير كل المخطوفين، ولا سيما المطرانين ابراهيم ويازجي اللذين يعانيان الاحتجاز على أيدي العصابات المسلحة منذ فترة طويلة». وزار مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا على رأس وفد، دار مطرانية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس. وهنّأ الوفد راعي أبرشية عكار المتروبوليت باسيليوس منصور بالإفراج عن الراهبات. لبنان