أصبَحت وَسَائل التَّواصُل ومَنتوجَات "السوشل ميديا"؛ مِن أمثَال: (تويتر، وابن عمّه الوَاتس أب، وأخُوه مِن الرِّضَاعة الفيس بوك، وابن عَمّهما البَاث، ونسيبهما الأنستجرَام، وجَارهم التِّيلجرَام... وغَير ذَلك مِن الوَسَائِل).. كُلّ هَذه أصبَحت تَحتل وَقت الإنسَان، وتَشغله عَن صَلَاته وأُسْرَته، وتَسرقه مِن لَذّة خُلوته..! ولَم يَتوقَّف الأمر عِند هَذا، أقصُد الشّكوى مِن هَذه الأجهزَة؛ وسَرقتها لأوقَات النَّاس، بَل تَعدَّى الأمر إلَى أكثَر مِن ذَلك، حَيثُ وَصَل إلَى المَحَاكِم.. وإليكُم القصّة الغَريبَة التي نُشرت في شَتَّى وَسائِل الإعلَام..! تَقول الحكَاية: في أوّل دَعوى قَضائيّة مِن نوعها، أقَامَت يَمنيّة -في الثَّلاثين مِن عُمرها- دَعوَى أمَام إحدَى المَحَاكِم الابتدائيّة؛ بمَدينة عَدَن ضِد زَوجها، تَتّهمه فِيهَا بالتَّقصير والإهمَال في وَاجبَاته الزَّوجيّة، بسَبَب إدمَانه عَلى خِدمة الـ"وَاتس أب" بشَكلٍ غَير طَبيعي..! ولَم تَتوقَّف الشَّكوَى عِن هَذا الحَد، بَل إنَّ المُثير في الأَمْر؛ أنَّ المَرأة طَالبَت القَاضي -الذي يَنظر في دَعوَاهَا- أن يُلزم زَوجها بالمُسَاوَاة بَينها وبَين الـ"وَاتس أب"، وذَلك بتَحديد وَقتٍ مُتساوِ لكُلِّ مِنهما، مُعتَبِرَة أنَّ "الوَاتس أب" بمثَابة الضُّرَّة لَهَا..! وقَد شَكَت المَرأة لقَاضي المَحكمة إهمَال زَوجها -بشَكلٍ كَبير- لمُتطلَّباتها المَعيشيّة والزَّوجيّة؛ بَعد إدمَانه عَلى خدمة الـ"وَاتس أب"، التي تُعدّ إحدَى خَدَمَات التَّواصُل الاجتمَاعي وَاسعة الانتشَار، وهي خدمَة تُستخدم بالهَواتِف الذّكيّة، عَبر الإنتَرنت..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القول: إنَّني سَعيدٌ جِدًّا بهَذا الانفجَار، وأعنِي بِهِ انفجَار وَسَائِل التَّواصُل، وأصبَحنا -لَيس إخوَاناً مِن الرّضَاع- بَل إخوَان في "الوَاتس أب"، و"الفيس بوك"، وكُل هَذه إيجَابيّات مُبدعة ومُثمرة، ولَكن يَجب ألَّا تَسرقنا مِن إنسَانيّتنا، كَما يَجب مُرَاعَاة التَّوازُن والاعتدَال في استخدَامِهَا، فكُلّ إنسَانٍ لَه حقُوق، وعَليه وَاجِبَات، لذَلك يَجب أن يُقسِّم الإنسَان وَقته بَين هَذين المِحورين، وقَد صَدَق الشَّاعر حِين قَال: للجِدِّ أوقَاتٌ وللهَزْلِ مِثلُهَا ولَكن أوقَاتِي إلَى الجِّدِّ أَقرَبُ! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain