أكدت مصادر رفيعة المستوى في «أوبك» لـ «الحياة» أمس أن إيران والعراق لا يزالان يعيقان تنفيذ المنظمة اتفاق الجزائر بين الدول الأعضاء لخفض إنتاج النفط تمهيداً لاتفاق مماثل مع الدول غير الأعضاء يساهم في رفع الأسعار (للمزيد). ولفتت إلى أن طهران وبغداد ترغبان في تطبيق أي خفض على حصتيهما من إنتاج المنظمة على تقديراتهما للانتاج وليس على «المصادر المستقلة» أي تقديرات السوق وهي أرقام تعتمدها «أوبك» منذ أربعة عقود في أي قرار يتناول بالإنتاج. وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة لدى وصوله إلى فيينا لحضور الاجتماع الوزاري الدوري الخاص بالمنظمة اليوم، ان بلاده على استعداد للإبقاء على إنتاجها النفطي عند المستويات التي اتفقت عليها دول «أوبك» في اجتماع الجزائر في أيلول (سبتمبر) وينص على خفض نحو مليون برميل يومياً من نحو 33.82 مليون برميل يومياً مسجلة في تشرين الأول (أكتوبر). ولفتت المصادر إلى أن اجتماعات ماراتونية استمرت ساعات بين خبراء دول المنظمة أول من أمس لم تفلح في تعديل المواقف، فإيران تتمسك بإنتاج قريب من أربعة ملايين برميل يومياً وتشدد على أنها تريد تجميداً لا خفضاً لهذا المستوى، فيما إنتاجها كما تقدره المصادر الثانوية هو 3.6 مليون برميل يومياً. أما إنتاج العراق فيبلغ وفق المصادر الثانوية 4.3 مليون برميل يومياً لكن العراق متمسك بأرقامه وهي 4.7 مليون برميل يومياً. وكان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح وصل إلى فيينا مساء أمس ويتوقع أن يعود فور انتهاء اجتماع اليوم إلى بلاده لحضور مراسم تدشين مشاريع. وتحدثت مصادر لوكالة «رويترز» عن مطالبة إيرانية بخفض للإنتاج السعودي يفوق ما عرضته الرياض. وكان وزير النفط الجزائري نور الدين بوطرفة الذي واصل مساعيه مع إيران وروسيا من دون نتيجة، عقد اجتماعاً مع نظيره العراقي جبار اللعيبى في فيينا للهدف نفسه. وأعلن وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك انه لن يحضر إلى فيينا لكن مصادر «أوبك» أكدت لـ «الحياة» أنها لا تستبعد التوصل إلى اتفاق لأن كل الدول معنية برفع أسعار النفط وعدم تركها تتدهور إلى مستويات خطيرة. وهبطت أسعار النفط ثلاثة في المئة أمس مع وجود إشارات إلى أن كبار المصدرين يكابدون من أجل التوصل إلى اتفاق على تقليص الإنتاج للحد من تخمة المعروض في الأسواق العالمية. وانخفض خام القياس العالمي مزيج «برنت» بواقع 1.50 دولار إلى 46.74 دولار للبرميل في حين تراجع الخام الأميركي الخفيف بالمقدار نفسه إلى 45.58 دولار للبرميل.