×
محافظة المنطقة الشرقية

أمطار وطقس متقلب على أنحاء كبيرة من السعودية

صورة الخبر

من المهم هنا الإشادة بالبيان الذي صدر عن مجموعة من شخصيات شيعية سعودية تنتمي إلى السلك الديني. البيان صدر باسم مجموعة من علماء الطائفة الشيعية في محافظتي القطيف والأحساء (شرق السعودية). وأدان بلغة واضحة استخدام السلاح ضد الدولة أو المجتمع، وحذر الشباب من الانجراف خلف توجهات العنف والتطرف في البلاد. من أوضح العبارات التي أتت في هذا البيان: «لقد بليت مجتمعات الأمة في هذا العصر بجماعات وتيارات متطرفة تمارس الإرهاب والعنف تحت عناوين دينية وسياسية، والدين بريء من الإرهاب، والعنف السياسي يدمر الأوطان». قد يرى البعض أن هذا البيان جاء طبيعيا في ظل حسم الدولة مع كل الجماعات المخلة بالأمن والرافعة للسلاح والداعية للفوضى، شيعية كانت أم سنية. لا شك أن أمر الملك عبد الله الأخير، ثم بيان اللجنة المشتركة المشكَّلة لتطبيق الأمر الملكي، وصدور اللائحة الأولى للجماعات المصنفة، كل هذا له أثره لا ريب. لكن أحد الموقعين على البيان، وهو الشيخ جعفر آل ربح، يذكرنا كما في «الشرق الأوسط» بأن الفكرة مطروحة منذ عامين، ولكن بعد الحادث الأخير الذي وقع في بلدة العوامية جرى تجديد المبادرة وكان لها قبول اجتماعي. آل ربح قال: «نحن جزء من هذا الوطن الكبير، نفخر بقيادته ونعتز بالولاء له، ونقف مع أبناء وطننا في خندق واحد». بلدة العوامية تشهد عددا من الاعتداءات على رجال الأمن، ومحاولة نقل سلوك جماعات الفوضى الشيعية البحرينية إليها، لكن كلها فشلت، ويتحدث كثير من المثقفين الشيعة عن أن هناك حالات إجرامية من نوع البلطجة و«الزعرنة» تحاول التغطي بحالة العوامية لممارسة سلوكها هذا، دون أي بواعث عقائدية. بكل حال، أجزم بأنه من المهم تعزيز هذا المسار الوطني وتشجيعه نظرا لأن الخطباء والوعاظ ورجال الدين لهم دالّة على عموم الناس. هناك محاولات لا تقف من إيران وأذرع إيران لتثوير شيعة الخليج، وصنع بؤرة إزعاج دائم للدول، من أجل خلق «ورقة ضغط» ضمن أوراق أخرى يطرحها المفاوض أو قل المساوم الإيراني عند اللزوم، كغيرها من الأوراق. إيران سرعان ما تخذل من يلوذ بها من الشيعة عند اقتضاء مصالحها لذلك، ومن يقرأ كتاب «الحراك الشيعي في السعودية» لمؤلفيه الشابين بدر الإبراهيم ومحمد الصادق، يجد صفحات من هذا التاريخ الخشن، البعيد عن سذاجات الشبان الثائرين. محاولات تثوير شيعة الخليج حصلت في الكويت والسعودية والبحرين مع صعود حكم الملالي، وفكرة تصدير الثورة، والبحرين ما زالت تشتعل، فهذا البلد له تعامل خاص وملفه يرتبط مباشرة بمكتب المرشد، وهناك حلقات اتصال بين هذه الجماعات الشيعية المتطرفة في الخليج، فتيار الشيرازي والمدرسي اتخذ من الكويت مركزا له في فترة ما، وهذا التيار هو المسؤول عن جماعات العنف الشيعية الأخيرة في البحرين والسعودية. من أجل ذلك كله، فصوت العقلاء من مواطني الخليج الشيعة يجب أن يكون هو الأعلى، حتى ترد التحية بأحسن منها.