×
محافظة المنطقة الشرقية

أمانة حائل: لا يوجد عيوب في نفق الساعة والإغلاق احترازي

صورة الخبر

اتهم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، منظمات ومؤسسات إعلامية خارجية تستخدم الوسائل كافة لتشويه بلادنا، مطالبا في الوقت ذاته برد حازم من السعوديين على محاولة التشكيك والتقليل من تاريخ بلادهم، الذي يرى أنه لم ينصف في التاريخ المكتوب. وقال الفيصل الذي حل متحدثا في منتدى صحيفة «عكاظ» (لقاء مفتوح) من قاعة «سوق عكاظ» بمقر الصحيفة بجدة، إن بلادنا حققت إنجازات عظيمة، داحضا مزاعم المغرضين الذين يسيئون إلى تاريخ المملكة، مؤكدا أن البلاد وحدت على يد «فارس القرن العشرين» بتراضٍ وحب بين القيادة والمواطنين. من جهته، رحب رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» الزميل جميل الذيابي بمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وشكر له وجوده في «عكاظ» وبين منسوبيها وضيوفها، قائلا: «أحار كيف أقدمكم، فلو قلت الأمير خالد، وثبت أطياف خالد الفيصل الشاعر والناثر والأديب والتشكيلي ورجل الدولة المسؤول وابن الفيصل، دعني يا سمو الأمير أرحب بكم بكل الصفات والمسميات المنطبعة في الأذهان في مؤسسة «عكاظ»، التي يسرها أن تحتفي بزيارتكم في المؤسسة والدار والصحيفة، وفي قاعة «سوق عكاظ» التي اجتهدتم لكي تعود إلى الحياة، وهكذا أضحى الشعراء يأتون إليها من كل البلاد، بما أضفتموه لذلك المكان من عبق التاريخ». ومضى قائلا: «أرحب بكم وأنتم حامل مشعل التفكير وناظم الشعر، وأيضا زميل صحافة بما أسستموه من صحيفة وطنية لا تزال تقوم بدورها على أكمل وجه، ولا أريد أن أستأثر بالحديث وأطيل فيه، إذ تحتشد قاعة «عكاظ» من مختلف مناطق المملكة، للترحيب بأمير الإنجاز. مرحبا بكم وسط مثقفين وشعراء بكم يفاخرون». وختم الزميل الذيابي كلمته بـ«شكرا سمو الأمير لهذا الحضور، الذي صادف مرور عام على تعييني رئيسا لتحرير هذه الصحيفة، فليس أجمل من أن تتوج هذه الزيارة مرور عام على رئاسة تحريري لهذه الصحيفة العريقة». وكشف الأمير خالد الفيصل عن تنفيذ الخطط العشرية لإستراتيجية التنمية في منطقة مكة المكرمة تحت شعار «بناء الإنسان وتنمية المكان» خلال السبعة أعوام الماضية (منذ عام 1430 وحتى العام الماضي)، أكثر من 2568 مشروعا تنمويا في مختلف محافظات المنطقة «لتحقيق التوازن والتوازي تنمويا في الـ 17 محافظة». وقال في بداية حديثه في ندوة «عكاظ» (حوار مفتوح) إن «عكاظ» شرفتني بأن أكون بينكم في هذا المساء.. وأصدقكم القول إنني فكرت في كتابة كلمة أستهل بها هذا اللقاء.. ولكنني ترددت كثيرا.. ثم صرفت النظر عن كتابتها.. وآثرت أن أتحدث إليكم حديث القلب للقلب وحديث المسؤول عن خدمتكم.. الذي تشرف بتكليف ولي أمر هذه البلاد بخدمة هذه المنطقة للمرة الثانية، أحمد الله أنني حظيت بهذا الشرف مرتين، وهو ما لم يحظ به أحد من قبلي. وأضاف: «يشرفني كذلك أن أكون أول مسؤول عن منطقة مكة المكرمة، هذا الجزء الغالي من الوطن.. وجزء من الوطن العربي والإسلامي.. ممن ولدوا بمكة المكرمة». وأشار إلى أن مسؤوليته تكمن في خدمة مكة المكرمة، «وقد علمتني الحياة أن العمل لا يمكن أن ينجز إلا بمشاركة الجميع، وأن الخدمة لا يمكن أن تقبل إلا إذا اقتنع بصلاحيتها الجميع، وأن التنمية لابد أن تكون فيها المشاركة التامة بين المواطن والمسؤول ليخرج العمل كما يحبه الجميع». ونافح الأمير خالد الفيصل عن بلاده قائلا: «المملكة ليست كما يقال في بعض الكتب إنها وُحدت بالسيف، وهذا كلام لا يقبله العقل، بل وُحدت بالاقتناع وقبول القيادة التي أسسها الملك عبدالعزيز، ولولا قبول الناس لمشروع الوحدة والتوحيد في آن واحد لما وحدت هذه المملكة ولما نجحت». وقال: «إنه يشرفني أيضا أن أكون حفيدا لهذا الرجل الذي قاد توحيد البلاد، فهي الدولة التي أسس كيانها الملك عبدالعزيز، متفقا مع متطلبات هذا العصر، ولم تعد الدولة دولة عربية إسلامية نمطية فحسب، كما كانت في السابق، فعبقرية الملك عبدالعزيز استطاعت أن تدله على إنشاء دولة عصرية، وليس أدل على ذلك من العشرين أو الواحد والعشرين عاما الأولى بعد توحيد البلاد». وأكد أن ما تم في العقدين الأولين في بداية توحيد المملكة لم يتم لدول أخرى أو مجتمعات أخرى في عصور قديمة، مشيرا إلى أن البلاد «كانت عبارة عن قبائل وإمارات تحتوي على مملكة واحدة فقط، وحدت بعد واحد وعشرين سنة لتكون بها حكومة ووزارات ومؤسسات حكومية، وأن تساهم هذه البلاد في مشروعين عالميين، وأن تكون من المؤسسين لهما، فقد كانت من مؤسسي الجامعة العربية، فقط بعد واحد وعشرين سنة من توحيدها، ثم من مؤسسي هيئة الأمم المتحدة.. أذكر ذلك لأن هذا الإنجاز الذي أراه معجزة لم أقرأ عنه في ما كتب من تاريخ المملكة». وأوضح الأمير خالد الفيصل أن المملكة إنسانا وقيادة ظُلمت في تاريخها المكتوب «أقولها صراحة، لا يُفرض شيء على الإنسان إلا بقبوله ومشاركته والاقتناع بمسيرة هذا العمل، فالإنجازات التي تمت بعد تأسيس الحكومة في 1953، وهي سنة وفاة الملك عبدالعزيز (يرحمه الله)، أسست الحكومة وبدأت الوزارات والمؤسسات في العمل، فالإنجاز الذي أنجزته المملكة معجزة». وأضاف الفيصل: «لقد اطلعت على كتاب (معجزة فوق الرمال)، ولعل من أبناء هذا العصر من ينصف بلاده من السعوديين، ولا ألوم الناس من خارج البلاد أن ينصفوها، ولكنني أطالب المؤرخ السعودي أن ينصف بلاده، بعيدا عن التشويه الذي يحدث ضد المملكة والإسلام، فهي مركز الإسلام اليوم». وحذر الأمير خالد الفيصل من «هجمة عالمية شرسة» تقودها مؤسسات وإعلام وثقافة وسياسة تجاه المملكة، استخدمت كل الوسائل لتشويه صورة الإنسان السعودي المسلم، وخرجت في المجتمعات الإسلامية ميليشيات أضافت على الطين بلة. وأكد أن على الإنسان السعودي واجب لا يتحمله غيره، «لأن الله أكرمه بأن يكون بجوار هذا البيت العتيق، وكرمه بأن يستضيف ضيوف الرحمن في كل عام.. من المعتمرين والحجاج، وأن يقوم على خدمتهم وأن يخدم المشاعر المقدسة، ويشرف الإنسان السعودي اختيار القرآن والسنة دستورا لهذه البلاد، ما يضع عبئا على أكتاف الإنسان السعودي، ولكنه أهل ليقوم بخدمة الإسلام والبلاد وهذه الأراضي المقدسة.. كما يجب أن يكون العمل»، مشددا على أبناء وطنه: «فالله الله.. بأن تكونوا أنتم القدوة في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين والسعوديين التي أراد الآخرون تشويهها في كل الوسائل التي أتيحت لهم». وأشار إلى أن السعوديين يواجهون العالم أجمع «سنبذل كل ما في وسعنا لنعطي هذه البلاد ما تستحق»، وحمد الله أنه خدم هذه البلاد وطور منطقة مكة المكرمة. وروى الأمير قصة قدومه إلى منطقة مكة المكرمة قائلاً: «منذ أن وصلت إلى منطقة مكة المكرمة، وفي مطار الملك عبدالعزيز بجدة، قادما من عسير، استقبلني ثلة من أبناء المنطقة، ففاجأني أحد الإخوان قائلا جدة عطشانة يا خالد.. فقلت له.. الله يسقيها.. وأنا أعمل على ذلك من صباح الغد، وفي بيتي قال أحد مواطني جدة نطلب منكم توفير المياه، وأن تنقذنا من بحيرة المسك، فوعدته أن نحل هذه المشكلات في السنة الأولى، وقد كان». وقال: «وضعنا خطة لمشروع التنمية في منطقة مكة المكرمة، بأسلوب عصري استعنا فيها بالخبراء، فأقمنا ورشة عمل في جدة شارك بها 100 مواطن ومواطنة من منطقة مكة وبعض المناطق، وأغلبهم من الخبراء في هذا المجال، ومعلمون وأساتذة في الجامعات السعودية، ومتخصصون في وضع البرامج». وأضاف: «فخرجنا بخطة لـ 10 سنوات بدأت 1430هـ، أي منذ سبع سنوات فقط، من ضمنها السنة التي توليت فيها وزارة التربية والتعليم، بمعنى أن عملي لا يتجاوز ست سنوات، ولا أخفي عليكم أنكم نجحتم نجاحا باهرا في تنفيذها.. وقطعتم شوطا كبيرا في تحقيق آمال أبنائكم وبناتكم». وأشار إلى أن الخطة بدأت من قصر السلام بمكة المكرمة، وانطلقت الخطة بكلمة واحدة هي «السياحة»، ومن هنا بدأت، وخلال «وجودي في قصر الصفا للضيافة، صليت في الحرم، ومن ثم قلت وجدتها: إنها الكعبة». وبين أن الخطة انطلقت تحت شعار «من الكعبة وإليها.. بناء الإنسان وتنمية المكان»، مؤكداً نجاح الخطة «نجحت الخطة ولله الحمد، ونعد حاليا للخطة الثانية، وسوف تقام ورشة عمل لهذه الخطة للبدء بخطة لـ 10 سنوات.. لتتماشى مع رؤية المملكة 2030». ولم يغفل لقاءه بمقدم البرنامج في نادي جدة الأدبي، وكان الحديث عن ثقافة التفاؤل والأمل في مواجهة ثقافة الإحباط، قائلاً: «شعرت في ذلك الوقت، أن هناك شعورا يتنامى بالإحباط بين الشباب، فحاولت أن أقدم معهم خطة أخرى لكي نتفادى هذا الشعور، الذي سيكون عائقا أمام خطة التنمية المعدة». وأضاف: «قد لاحظت ولله الحمد، اختلافا 180 درجة بين ذلك اليوم، وهذا اليوم، ولا أدل على ذلك من حضور هذه الأمسية المباركة بوجودكم، مشاركاتكم عظيمة وتفاؤلكم عظيم، فليس هناك مشروع اقتصادي أو ثقافي أو تعليمي أو تجاري إلا وهناك من يتسابق من أبناء وبنات هذه المنطقة في المشاركة والإنجاز والسرعة، بطريقة أذهلتني». وعرج الأمير خالد الفيصل على الخطة «بدأنا خطـــــــة متوازنــــة ومتوازية، ومن خلال جولاتي على المحافظات إعمالا لمقــولة (ليس من رأى كمن سمع) ما دفعني للاطلاع على مشكلات هذه المحافظات وألتقي بأهلها.. لمناقشة متطلباتهم وطموحاتهم. وقد أعجبت بكل ما طرح من أول إلى آخر لقاءاته.. فالفارق كبير وعجيب». وقال إن من بين أهم الإنجازات التي تحققت من خطط التنمية العشرية إيصال مياه التحلية لكل محافظة في منطقة مكة، عدا المحافظات الجديدة، إضافة إلى افتتاح فروع للجامعة في كل محافظة، مضيفاً «وكان لها الأثر العجيب في تحول الفكر والثقافة في المنطقة».