بعد 12 عاما من التجوال ضمن نظام كوكب زحل، تبدو مركبة ناسا الفضائية كاسيني على وشك الدخول في مدار جديد لتكون أقرب إلى حلقات الكوكب الشهيرة. وتسمي ناسا مدارات زحل بـ"Ring-Grazing " حيث ستقترب كاسيني حتى ما يقرب من 5 آلاف ميل من حلقة زحل (F) التي تشكل حدود النظام الدائري الرئيسي. وستسمح هذه المدارات للمركبة كاسيني بدراسة الجسيمات وجزيئات الغاز التي تحوم بالقرب من الحلقات، وكذلك بمراقبة الأقمار الصغيرة التي تدور على طول حواف الحلقات. وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوة، فإنها يمكن أن تشكل بداية النهاية بالنسبة لكاسيني التي سافرت عبر الفضاء مدة 20 عاما حتى الآن. وتقول ناسا إن مدارات Ring-Grazing ستكون بمثابة بداية النهاية عندما تقترب المركبة كاسيني من سطح كوكب زحل وتعبر مرارا وتكرارا من خلال الفجوة الحاصلة بين قمم سحب زحل وحلقاته الداخلية. بعد ذلك، سوف تغرق كاسيني في الغلاف الجوي لزحل في 15 سبتمبر/أيلول 2017، لتقترب مهمتها الطويلة من نهايتها. وستقوم كاسيني بالتحليق الثاني والأخير لها حول قمر زحل "Titan"، وسوف تلتقط صورا واضحة بالأشعة تحت الحمراء للقمر الغائم، وكذلك تمهد لإنشاء خريطة عن القطب الشمالي للقمر لمعرفة ما إذا كان قد تغير شيء منذ التحليق الأخير للمركبة حول هذا القمر. وستستخدم كاسيني أيضا مطياف الأشعة تحت الحمراء لإنشاء خريطة لدرجة حرارة القمر Titan، مما يسمح للعلماء فهم تركيب غلافه الجوي. وستدخل كاسيني مدارها الجديد في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، وستبقى تدور في مدار بيضاوي الشكل حتى شهر أبريل/نيسان 2017. وخلال كل ذلك الوقت سيقوم المسبار بالغوص باتجاه حلقة زحل (F) مرة واحدة في الأسبوع. تتميز الحلقة (F) بأنها رقيقة نسبيا مقارنة مع غيرها من الحلقات، وستكون كاسيني قادرة، وفقا لناسا، على دراستها من نقطة أقرب منها في أي وقت مضى من خلال مدارات Ring-Grazing. وسيتيح هذا القرب للمركبة كاسيني تقديم بيانات مفصلة عن أقمار زحل الصغيرة غير المعروفة، مثل Pandora وPan وDaphnis وAtlas. ومن المقرر أن يحدث أول اقتراب للمركبة كاسيني من الحلقة (F) في 4 ديسمبر/كانون الأول، وخلال هذا المرور ستُدير كاسيني لفترة وجيزة المحرك الرئيسي للمساعدة على "صقل" المدار. وتخطط ناسا لاستخدام الدفاعات الصغرى لمركبة الفضاء كاسيني لأجل مساعدةتها على المناورة ضمن مدار "Grand Finale". ويكمن السبب الكامن وراء إنهاء بعثة كاسيني في أنها باتت تستهلك آخر دفعة من الوقود لديها، وستفقد ناسا في نهاية المطاف السيطرة عليها، ولكن سيستغرق الأمر عاما آخر قبل أن يحدث "انتحارها". المصدر: ذا فيرج ديمة حنا