أكدت سفيرة سلوفينيا لدى مصر، تانيا ميشكوفا أهمية زيارة رئيس سلوفينيا، بوروت باهور للقاهرة الإثنين المقبل، موضحة أنها تعد حجر الزاوية في العلاقات مع مصر، مشيرة إلى تطور التعاون الثنائي في كافة المجالات بعد عقدين من إقامة العلاقات الدبلوماسية، واستئناف تطوير هذه العلاقات بشكل تدريجي منذ عام 2014 بعد توقفها في عام 2011. وقالت السفيرة - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إن الرئيس باهور سوف يجري مباحثات خلال زيارته - التي ستستغرق ثلاثة أيام - مع رئيس الوزراء شريف اسماعيل ورئيس مجلس النواب علي عبد العال، فضلا عن حضوره مؤتمر رجال الأعمال بمشاركة وفد يمثل 13 شركة سلوفينية.. مؤكدة أن هذه الزيارة تشكل دفعة قوية لإحياء هذا التعاون الغني وتحديد مبادرات جديدة في هذا الصدد، مشيرة إلى أن التبادل التجاري يتزايد وفي طريقه للعودة لمستويات ما قبل عام 2011، وقالت "نرى وجود إمكانيات كبيرة لزيادة التجارة والاستثمار في كلا الاتجاهين". وأضافت أنه سيتم تنظيم فعاليتين هامتين على هامش زيارة الرئيس باهور للاحتفال بمرور 25 عاما على استقلال البلاد، وهما معرض في مركز فنون الهناجر تحت عنوان "إسونزو / سوكا إلى شواطئ النيل"، وهو مشروع مشترك بين جامعتي القاهرة ولوبليانا يستهدف التركيز على أعمال المعماري الإيطالي السلوفيني أنطونيو لاشتشاك المفضل لدي الخديوي اسماعيل، والذي صمم الكثير من الذخائر المعمارية في القاهرة والإسكندرية مثل قصر عابدين وبنك مصر وقصر الأمير سيد حليم باشا.. ومن المقرر أن يتنقل هذا المعرض إلى لوبليانا العام المقبل. وأضافت ميشكوفا أنه سيتم أيضا إقامة حفلة موسيقية تحت عنوان "الروح السلافية" للفنانة سوبرانو مانسا ايزمايلوفا في دار الأوبر المصرية، لافتة إلى المشاركة بأفلام سلوفينية في مهرجاني القاهرة والإسكندرية السينمائي. وردا على سؤال حول سبل تعزيز التعاون الثنائي، أوضحت ميشكوفا أنه تم استكمال الإطار القانوني للعلاقات الثنائية، وأن الخطوة التالية هي تحديد مشروعات للتعاون والتي تناسب أولويات كل من مصر وسلوفينيا، موضحة أن هذا سيتم مناقشته خلال الدورة الأولى للجنة الاقتصادية التي سوف تعقد في الربع الأول من عام 2017، وكذلك خلال الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية سامح شكري لسلوفينيا والتي سوف توفر فرصة لمتابعة ما سوف يتم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس باهور. وردا على سؤال حول الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة في مصر، قالت إن دول ومؤسسات مالية دولية كثيرة رحبت بهذه الإصلاحات، وأن تحرير سعر الصرف يعد ضروريا لأن تقيده يؤدي إلى خنق الاقتصاد وإبعاد المستثمرين المحتملين، مضيفة "إننا ندرك أن الإجراءات الحالية تضر كثير من الناس ونحن نتفهم ذلك في سلوفينيا التي واجهت نفس التحديات". كما أشارت إلى التقدم الذي أحرز في مناخ الاستثمار خاصة مع صدور قانون الاستثمار الذي يحاول حل المسائل التي تواجه المستثمرين، مؤكدة أن مصر تمتلك إمكانيات كبيرة من بينها موقعها الاستراتيجي والقوة العاملة والأرض وسوق كبير واتفاقيات التجارة الحرة في المنطقة. وذكرت أن بلادها واجهت نفس الصعوبات، حيث مر الاقتصاد السلوفيني بفترة من النمو المستمر بعد الاستقلال، ولم يتم تنفيذ الإصلاحات الشاملة في الوقت المناسب لأننا اعتمدنا على نجاحنا، ثم واجهنا الأزمة المالية في منطقة اليورو عام 2008، ولم نكن مستعدين وبعدها تبنت الحكومة السلوفينية هذه الإصلاحات في ظل ظروف صعبة للغاية، وعاد الاقتصاد الوطني ينمو حاليا مرة أخرى نتيجة لزيادة الصادرات.