تستعد صحيفة «الرياض» لإطلاق عدد من المنصات والخدمات الصحفية الجديدة.. الشباب في كل مكان والتفاؤل يعم الأرجاء.. وفي كل زاوية هناك مشروع جديد.. وكان مدير عام مؤسسة اليمامة الصحفية الأستاذ خالد العريفي قد غرد باستفتاء عن المدة الزمنية المقبولة لمقطع الفيديو في قناة يوتيوب جريدة الرياض؛ فذهبت ٥٠٪ من الأصوات لصالح ٦٠ ثانية فقط.. ٧٪ فقط أيدوا المقاطع الطويلة!!. أتابع حساب زميل عزيز على الـسناب شات.. ونحن أصدقاءه نتابعه ونجامله ونقدر تجربته الصحافية الثرية جداً والمشرفة جداً، حتى ضاق بنا إسهابه ومللنا طول يومياته، وعاتبناه واضطر لأن يوضح لمتابعيه معتذراً أنه للتو انتبه أن الخمس دقائق في سناب شات هي تساوي ساعة في العالم الآخر.. حيث تعني ٣٠ مقطعاً مدة كل مقطع ١٠ ثوان.. وهذا رقم كبير يخالف الفكرة الأساس التي يقوم عليها البرنامج الأصفر؛ حيث إن فكرته في اختزال يومياتك في عشر ثوان لأنك لو زدت عنها فإنك ستخسر المتابعين أو أن أصدقاءك الذين يتابعونك سيضطرون للضغط على skip ٣٠ مرة.. مهما كان المحتوى لكنها ثقافة السرعة والاختصار.. ولا أعرف كيف يحافظ مشاهير السناب شات على متابعيهم في ظل يومياتهم الطويلة؛ حيث تتجاوز عند البعض ألف ثانية يومياً!! تعاونت مع إحدى الجهات الحكومية في إدارة محتوى حسابهم على تويتر، وكنت أحسب الرؤية واضحة؛ وأننا بصدد الاستفادة من الـ ١٤٠ حرفاً لتحقيق رسالة المنظمة.. حتى اكتشفت أن حضرات المستشارين يريدون التغريد بأسماء المديرين في المنظمة ثلاثية!!.. ثم كان انسحابي مبرراً عندما علمت أن ثلاثة أرباع أعضاء اللجنة ليس لديهم حسابات على تويتر. موقع الفيديوهات الشهير (يوتيوب) اكتشف أن إعلانات العشر ثوان هناك من يعتبرها طويلة ويتجاهلها، لذلك وليحافظ على مصدر دخله طرح فكرة إطلاق إعلانات جديدة تصل مدتها إلى 6 ثوان لا يمكن تخطيها، وأطلق عليها اسم Bumper ads لإجبار الشباب على مشاهدتها، إذ تأكد للموقع أن نسبة كبيرة من المستخدمين يميلون للضغط على زر التخطى skip لإلغاء الإعلان ومشاهدة المحتوى مباشرة. علماء النفس أكدوا تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على تشتت الانتباه وفقدان الشخص للذاكرة، حيث ضخامة المحتوى وتعدد مصادره ووسائله، وهذا بلا شك يؤكد أن كفة الحفظ التي تتضاعف لصالح الأجهزة الذكية يوماً بعد آخر؛ للأسف تأتي على حساب ذاكرة الإنسان.. الإنسان/ المستخدم الذي بات يبحث عن معلومة سريعة ومختصرة يعلم أنها في غالب الأحيان لن ترسخ في ذاكرته ولا تعنيه؛ لكنه يتداولها لمجرد المشاركة والتواصل.. وهذا مشاهد في سياسة رسائل (النسخ واللصق) عند البعض؛ حيث يمرر رسائل لقائمة أصدقائه لا يؤمن بمحتواها ولا يصدقها ولا تعنيه، لكنه بلا وعي يمارس التمرير بقصد التواصل والهروب من عزلة جديدة أو خوفاً من انقطاع اتصاله بالعالم المحيط المنغمس في التواصل الاجتماعي.. ما يهمنا هو ضرورة فهم حجم الانغماس وصعوبة ردعه أو توجيهه، وتحوله إلى حالة عامة تجعل من تداول المعلومات والمقاطع بلا معنى ولا إيمان.. فقط مشاركة مكثفة لـالبقاء على اتصال، وضرورة فهم المتلقي الذي لم يعد لديه الوقت ليعطيك أكثر من ٦٠ ثانية.