تعتبر القراءة من أهم العادات المفيدة التي يمكن توريثها عبر الأجيال، ولا يمكن النظر للقراءة على أنَّها هواية لتضييع الوقت أو للإستمتاع فقط، فهي تغذَّي العقل بالمعلومات والمفاهيم التي تعين على اتساع الأفق وتحسين طرق التفكير. ونظراً لأهمية القراءة في حياة الإنسان؛ كثيراً ما تنطلق مبادرات فردية ومن بعض المؤسسات للتشجيع عليها. تحاول تلك المبادرات أن تكون مختلفة وخلاقة وبعضها يتَّسم بالجنون أحياناً، وذلك لضمان استقطاب أكبر عدد ممكن من القراء. إليك بعضا من أجدد وأغرب هذه المبادرات: قطار في مكتبة نيويورك العامة تأسست المكتبة عام 1895، وتحتل في الوقت الحالي المركز الثاني في أميركا والرابع على مستوى العالم في الحجم وعدد الكتب. ولتشجيع القراء والطلاب والباحثين على زيارة المكتبة، طوَّرت إدارتها فكرة جديدة وفريدة من نوعها، وهي تصميم قطار يعمل داخل المكتبة ليتولى مهمَّة توزيع الكتب وحملها من المخازن والرفوف إلى القراء. تم تصميم هذا ليمتد إلى 950 قدما و11 طابقاً داخل المكتبة، ويستطيع حمل ما يقرب من 30 رطلا من الكتب بسرعة 75 قدم في الدقيقة الواحدة. وتكلَّف صناعته 2,6 مليون دولار أميركي. وتأمل إدارة المكتبة حلّ الكثير من المشكلات والعقبات مثل مشكلة الوقت الطويل الذي كان يستغرقه القارئ للبحث عن كتاب أو مراجع قديمة في المخازن والرفوف. أما الآن فليس عليك إلا أن تقوم بطلب الكتاب إلكترونياً، على أن يضع عامل المخزن الكتاب في القطار الذي سيحمله إليك أينما كنت في المكتبة. وسيلعب وجود القطار داخل المكتبة دوراً هاماً في عمليَّة جذب الأطفال لرؤيته وإستخدامه في الحصول على الكتب. Kudapustaka-المكتبة الحصان في إندونسيا في قرية سيرانج الريفية التي تقع في جزيرة جافا في إندونسيا، ابتكر رجل كهل يدعى "رضوان سروري" فكرة مختلفة لتشجيع أهل قريته على القراءة، وهي استخدام حصانه الذي يسميه "" في حمل مجموعة من الكتب حسب مقدرة الحصان وتوصيلها إلى أبناء القرية لاستعارتها ثم إعادتها لرضوان مرةً أخرى. ولا يقوم أبناء القرية بدفع النقود لرضوان في سبيل هذه الخدمة ولكنه يقدمها تطوعاً بشكلٍ كامل، وأطلق هذا الشخص القروي على مكتبته المتحركة إسم «kudapustaka»، والتي تعني بالإندونسية "المكتبة الحصان". وفي الفترة الأخيرة لم يعد السيد رضوان وحصانه لونا يعملان فقط في قريته، ولكنَّه توسع للقرى المجاورة. وفي بعض الأوقات تقوم ابنته "إندرياني" بمساعدته في هذه المهمة. وتزور "المكتبة الحصان" المدارس أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من كلّ أسبوع لتسليم كتب جديدة للأطفال. إقرأ كتاب واركب الحافلة مجاناً في رومانيا ضمن فعاليات احتفال مدينة "كلوج نابوكا" بفوزها بعاصمة أوروبا للشباب عام 2015، أعلن عمدة البلد بأنّ ستكون متوفرة مجاناً لكل من يقرأ كتاباً خلال رحلته. اقترح الفكرة مواطن يدعى "فيكتور ميرون" على عمدة البلدة، الذي نشرها على صفحته بفيسبوك، فلاقت ترحيباُ واسعاً. وأطلق فيكتور ميرون الكثير من المبادرات لتشجيع أهل تلك المدينة على القراءة من ضمنها مبادرة "Bookface"، والتي يدعو فيها مستخدمي فيسبوك بتغيير صور حساباتهم الشخصية بصورٍ لهم وهم يقرؤون. وقال إنه سيستمر في تلك الحملة حتى يغير مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك صورة حسابه الشخصي. طائرة سابقة.. ومكتبة للأطفال حالياً في تركيا في محافظة جانكري في تركيا، حوّلت البلدية خرجت من الخدمة إلى مكتبة للأطفال. وتمَّ تزويد المكتبة بقاطرات خرجت أيضاً من الخدمة، لتكون جاذبة في شكلها ومحتواها للأطفال فتشجعهم على القراءة. يوجد في المكتبة مقهى لكي ينتظر فيه الآباء أبناءهم حتى ينتهوا من القراءة، وتم إنشاء المكتبة وسط المحافظة حتى تكون سهلة الوصول لكثيرٍ من الأطفال والآباء، ولتشجيع المدارس على إحضار تلامذتها. كما أعلن عمدة البلدية جانكري إنشاء مكتبة جديدة بشكل مركب قريباً.