×
محافظة الباحة

اجتماعي / تعاوني عقيق الباحة يطلق مشروع " كسوة الشتاء 2 " للجاليات

صورة الخبر

إذا كان المســــلســل الأميـــركي «هــوملاند» استفاد في تحقيق شعبــيــته الواسعة من أجواء الرُهاب والتوجسّ من «مسلمين» عبروا الحدود الأميركية ويحملون «خطط تدمير خطيرة للبلد»، والتي سادت الولايات المتحدة بعد اعتداءات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام 2001 في نيويورك، فإن مسلسل «ليلة» لقناة «أتش بي أو» الأميركية يحفر بإزعاج كبير في علاقة المجتمع الأميركي بالمسلمين الأميركيين اليوم، والإسلاموفوبيا المتفشية عند كثر هناك، كأحد مفاعيل تفجير مركزي التجارة العالمية نفسه، إذ يبدو التشكيك والاحتقار للمسلمين في المسلسل – وهذا ما يجعله قاسياً كثيراً على المشاهدة – كفعلين متأصلين لا يحتاجان من مقترفيهما الى جدل أو مساءلة. يدور المسلسل عن شاب أميركي من أصول مسلمة اسمه ناز يتهم بقتل شابة أميركية، بعدما قضيا ليلة عابرة. سيحاصر سوء الحظ البطل إذ إن ظروفاً ومصادفات معينة ستضعه في موقع الاتهام الأول، لتقدم حلقات المسلسل الثماني الفترة العصيبة التي سبقت محاكمته. وعلى رغم أن أحداث المسلسل تقع في مدينة نيويورك المتعددة الإثنيات، فإن سؤال الأصل والدين للبطل الشاب سيبرزان سريعاً في المسلسل. كما سيضع أصل البطل فريق التحقيقات الحكومي في موقع حرج، إذ عليه أن يدير سير التحقيقات بحذر شديد خوفاً من أن تتطور الى قضية عامة مزعجة لا يرغب فيها أحد. لا يضم المسلسل خطابات فكرية أو سياسية تخص حال الولايات المتحدة اليوم وعلاقتها بالمسلمين تحديداً، لكنه يفيض بالتفاصيل الشديدة الإيحاء والقوة عن طبقات الخوف والتشكيك تجاه المسلمين، حتى أولئك الذين ولدوا وعاشوا حياتهم كلها في الولايات المتحدة مثل البطل، الذي لم يزر بلد الآباء (باكستان) في حياته. وعندما ينبش فريق التحقيق في ماضي البطل، سيعثر على حوادث عنف سابقة له ضد طلاب في مدرسته، بعدما بلغت المضايقات له بسبب دينه حداً فاق تحمله وقتها. هذا سيفتح المسلسل على عالم المسلمين في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وستضيف التفاصيل المؤثرة عن والدي ناز، واللذين هزت الحادثة حياتهما، لترسم صورة عن حال أسرة مسلمة عادية في الولايات المتحدة. وعلى رغم أن العمل التلفزيوني الشديد القوة والجودة لم يشأ أن يذهب الى مسافات بعيدة، فيقدم مثلاً بطلاً أقل اندماجاً أو وسامة من «ناز»، ليزيد من إشكالية تقبله عند المشاهدين، فإنه يأخذ في المقابل بطله في رحلة شديدة القتامة انسجمت مع أجواء المسلسل السوداوية، بخاصة مشاهده في السجن، وانضمامه الى العصابات هناك، لكنه – أيّ المسلسل- لم يضيع بوصلته، وسعى الى الموازنة بين قسوة أحداثه وشخصياته وتقديم وجوه إنسانية من حياة المسلمين، بخاصة والدي البطل، اللذين هدتهم الأزمة، من دون أن يتخلوا عن نسختهم الخاصة الشرعية من «الحلم الأميركي».