استمع فيصل عابدون أطاح فرنسوا فيون بمنافسه آلان جوبيه في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي وبات يشق طريقه بثقة نحو منصب الرئاسة مع تضعضع صفوف الاشتراكيين وتأرجح شعبية زعيمة الجبهة الوطنية المتطرفة ماري لوبان. فمن هو فيون على أي حال؟ هل هو النسخة الفرنسية لترامب، كما تقول بعض التحليلات؟ هل هو بوتين آخر غاضب على تلاشي القوة والنفوذ أم إنه الزعيم الذي تحتاجه فرنسا في مرحلتها الراهنة؟. وهل نبدأ القلق من هذا القادم الجديد لقصر الإليزيه؟ على صعيد الوضع الاقتصادي يدعو فيون إلى تطبيق برنامج يكرس القطيعة مع الماضي، وقال في بداية عهد ساركوزي إن فرنسا في حالة إفلاس. وهو يقترح إلغاء نصف مليون وظيفة في القطاع العمومي وتمديد ساعات العمل إلى 39 ساعة في الأسبوع ورفع سن التقاعد إلى 69 سنة. وقال في آخر خطاب لأنصاره عدوي هو تراجع فرنسا. ألا يبدو ذلك وكأنه نسخة فرنسية لحملة سنعيد لأمريكا عظمتها؟. ولكن كيف ينظر الرئيس الفرنسي المرتقب إلى الشرق الأوسط؟ في سبتمبر الماضي قال إنه لا توجد هناك مشكلة دينية في فرنسا، ولكن هناك مشكلة ترتبط بالإسلام. وأضاف أن الشمولية الإسلامية هي العدو. وأصدر كتاباً بعد اعتداء نيس الإرهابي عنوانه هزيمة الشمولية الإسلامية. واعتبر في كتابه أن الاجتياح الإسلامي الدامي لحياتنا ينذر بحرب عالمية ثالثة. ومن ضمن إجراءات أخرى قال إنه يعتزم رفع قدرة استيعاب السجون الفرنسية إلى 80 ألف مكان منها 5 آلاف في مؤسسات ذات حراسة مشددة لمواجهة التهديد السالف ذكره. ويطالب فيون بطرد الأجانب الذين يمثلون تهديداً للأمن وإسقاط الجنسية عن الفرنسيين الذين يلتحقون بتنظيمات إرهابية. وعندما سئل عما إذا كانت الخطوة ستتسبب في خلق عديمي الجنسية، أجاب أن ذلك لن يحرمه من النوم. ويتساءل أستاذ التاريخ كريستوف نودين ماذا سيحمل برنامج فيون النهائي من مفاجآت؟ فإضافة إلى استلهامه أساليب رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر في مجال الاقتصاد، يمكننا أن نتساءل عن الوجه الاجتماعي فيه. فمن المراجع الكاثوليكية إلى الرواية الوطنية مروراً بالخلط بين الإسلام والشمولية يبدو أن برنامج فيون ليس محافظاً وحسب، بل أيضاً خطير من زاوية الهوية. وكان فيون قد دافع حين كان وزيراً للتربية عن رواية وطنية تبرز الفخر ب جذور البلاد المسيحية وثقافتها. ويرى فيون في الاستعمار إرادة لنشر ثقافتنا. هل تنعكس مواقف الرئيس المرتقب على الموقف الفرنسي إزاء القضية الفلسطينية ومبادرتها المطروحة على طاولة النقاش في الوقت الراهن؟. وهل نبدأ الحذر منذ الآن؟ Shiraz982003@yahoo.com