لا يعرف أهالي حي الصفراء في بريدة، ما إذا كان طلاب المعهد التجاري الذي يتوسط مساكنهم، لا يعرفون قيمة «حق الطريق» التي يدعو إليها ديننا الحنيف، بعدما وجدوا أنفسهم يوميا في صراع مع إشكاليات ليس لها معنى سوى أن بعض الطلاب يتجاوزون حدود المعقول إلى إيذاء الجيران. ويأتي ذلك في وقت لا يرى الأهالي أن المعهد طبق أي متطلبات وشروط الحصول على الرخصة، وفي مقدمتها تأمين مواقف سيارات لطلابه، لتبقى المنطقة الواقعة بين تقاطع شارع عثمان بن عفان -رضي الله عنه- مع الملك سعود، تجمع عشوائي لسيارات الدارسين، وتضرر الساكنين. ويعتبر الأهالي أن العشوائية التي عليها طلاب المعهد، تسببت ربما في ارتفاع وتيرة السرقات التي تعرضت لها بعض المنازل، الأمر الذي يعتبرونه أمرا طبيعيا في ظل تخفي اللصوص وسط هذه العشوائية، لتضيع معالم السرقات ولا يعرف أحد من هو اللص. ويعيش فيصل الحميد معاناة حقيقية حسب وصفه، حيث يعيش في العمارة السكنية التي أسسها والده قبل أكثر من عشر سنوات، والتي تحتوي على شقق مستأجرة، ويقول: بدأت المعاناة بعد وجود المعهد، حيث تمت مضايقتي أنا وساكني العمارة من العوائل، حتى أصبحنا لا نكاد نجد موقفا لسياراتنا إلا في مكان بعيد نظرا لاحتلال طلاب المعهد ومنسوبيه مواقفنا الخاصة، مشيرا إلى أنه بدأت رحلت العذاب والمعاناة، حيث تمت مخاطبة إدارة المعهد بالخروج من الموقع والبحث عن مكان آخر لعدم وجود مواقف كافية لطلاب المعهد ولكن لا جدوى، فتم رفع معاناتنا للإدارة العامة للمعهد بالرياض، وللأسف لم نجد أي تجاوب أو تحرك رغم أن معاناتنا يتم رفعها لهم بشكل دوري بصور من أرض الواقع وتوضيح عدم كفاية المواقف وضرورة الخروج من الموقع لعدم كفاية المواقف، حتى أن معاناتنا تم وصولها للأمانة وللأسف لم نجد تجاوبا وتم رفع شكوى لإدارة المرور ولم نجد أي تجاوب أيضا ولجأنا للمحاكم وتم وضع حل يعتبر مسكنا وهو إلزام المعهد بوضع حارس يمنع وقوف الطلاب أمام عقاراتنا وأبواب بيوتنا، وتم وضع ذلك ولكن وللأسف عقليات بعض طلاب المعهد جعلت حارس المعهد لا يستطيع التعامل أحيانا كثيرة معهم، فتتم مضايقتنا بالوقوف الجبري ولا مبالاة، والحقيقة أن إدارة المعهد بدت مؤخرا التجاوب معنا، ولكن كما يقال الشق أكبر من الرقعة، لذا نتمنى وصول معاناتنا إلى كافة المسؤولين وصولا إلى حل نهائي، لاسيما أننا من سبق هذا المعهد في الموقع، ومن غير الطبيعي أن يرحل السكان لإرضاء المعهد. ويشرح الدكتور المقيم محمد سامر، معاناته من البحث عن موقف لسيارته بجوار المنزل، وقال: بحكم عملي كطبيب جراح فإنني أتأخر أحيانا في العمليات لما بعد الساعة ٥ - ٦ مساء، وعندما أعود لا أجد مكانا لوقوف سيارتي، وأظل أبحث عن مكان، وأنا متعب، كما أن هناك قلة ذوق من بعض السائقين حيث يوقفها صف ثاني أو كيفما يحلو له غير مراعي لأنظمة المرور أو دواعي الطوارئ، حيث إنه يغلق المجال أمام السيارات. ونفس الحال يعيشه الدكتور المقيم أنس محمد خير، حيث يمر يوميا بثلاثة احتمالات، فإن عدت مع العصر فإنك تضطر للدوران في الشوارع أكثر من مرة للحصول على موقف للسيارة، أو أنك ربما تحصل على موقف لكن إذا خرجت منه لن تعود إليه لاحقا، أو تجد سيارتك وقد تعرضت لبعض الصدمات والتي لا يعرف مصدرها بالطبع، في ظل عشوائية الوقوف صف ثاني. من جانبه يرى صالح بن عبدالله الفهيد نائب رئيس الشؤون الإدارية في الإدارة التابع لها المعهد، أن المبنى والمعهد مرخص من الجهات الرسمية ذات العلاقة (وزارة التربية والتعليم، المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، البلدية، الدفاع المدني)، وتتوفر مواقف خلف المبنى وحوله، وتم توفير رجل حراسة سعودي لتنظيم المواقف والسهر على راحة الجيران، بل عمدت إدارة المعهد بوضع توجيهات داخلية للطلاب بعدم الوقوف قرب الشقق السكنية، وينبه المعلمون والإداريون بالمعهد على الطلاب، مشيرا إلى أنهم حريصون على راحة الجيران. وفيما حاولت «عكاظ» الحصول على تعليق من أمانة منطقة القصيم، إلا أنها لم ترد رغم تكرار المخاطبة في هذا الشأن لأكثر من ثلاث مرات.