قال سكان اليوم، الإثنين، إن تنظيم داعش اعتقل عشرات من أصحاب المتاجر في مدينة الموصل العراقية بتهمة رفع أسعار المواد الغذائية في المدينة شبه المحاصرة في مسعى لإخماد حالة السخط، فيما تحكم العملية المدعومة من الولايات المتحدة حصارها حول آخر معقل رئيسي للتنظيم في العراق. وقال شاهد، طلب عدم نشر اسمه، لأن التنظيم يعاقب بالقتل من يضبط بالتواصل مع العالم الخارجي، إن الاعتقالات نفذت صباح الأحد في منطقة البورصة التجارية في الشطر الغربي من المدينة. وأضاف أن نحو 30 من أصحاب المتاجر في المنطقة اعتقلوا وجرى اقتيادهم معصوبي الأعين إلى منطقة مجهولة. ويشن التنظيم المتشدد حملة بلا هوادة على كل ما يمكن أن يقدم المساعدة لأكبر عملية برية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بصدام حسين في 2003. وكان معظم من أعدموا في الموصل من أفراد الشرطة والجيش السابقين الذين حامت الشكوك حول ولاءاتهم أو اشتبه في أنهم يخططون للانتفاضة على حكم المتشددين، أما اعتقال أصحاب المتاجر فالهدف منه هو تحذير تجار البيع بالتجزئة للامتناع عن رفع الأسعار التي قد تؤجج الاضطرابات في المدينة. ويشارك نحو مئة ألف من جنود الحكومة وقوات الأمن الكردية وأفراد فصائل شيعية في الهجوم على الموصل بدعم جوي وبري من التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وبعد مرور 6 أسابيع على بدء الحملة دخل الجنود حتى الآن نحو ربع المدينة من مشارفها الشرقية، لكنهم يتقدمون ببطء لتفادي وقوع خسائر في صفوف المدنيين ولم يدخلوا بعد إلى شطر المدينة الذي يقع على الضفة الغربية لنهر دجلة. ويعتقد أن أكثر من مليون شخص لا يزالون يعيشون في مناطق من الموصل تحت سيطرة المقاتلين الذين انتزعوا أكبر مدينة في شمال العراق ضمن هجوم خاطف شمل ثلث البلاد في 2014. وارتفعت أسعار البيع بالتجزئة في الموصل الأسبوع الماضي بعد أن قطع تحالف الحشد الشعبي المؤلف من فصائل شيعية مؤيدة للحكومة وتدعمها إيران الطريق الذي يربط بين المناطق العراقية والسورية من دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم وهو طريق الإمداد الرئيسي للموصل. وتهاجم الفصائل الشيعية المتشددين المنتشرين بين الموصل وتلعفر على بعد 60 كيلومترا إلى الغرب في مسعى لاستكمال محاصرة الموصل مع سيطرة قوات الأمن والقوات الكردية على الجوانب الثلاثة الأخرى. ألف متشدد قتلوا يقدر الجيش العراقي أن عدد المسلحين في الموصل يتراوح بين خمسة آلاف وستة آلاف يرابطون بين المدنيين لعرقلة الضربات الجوية ويقاومون القوات المتقدمة بالهجمات بسيارات ملغومة وبالقناصة والقصف بالمورتر. وتسفر هذه الهجمات عن مقتل مدنيين أيضا. وأبلغ زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي الذي يعتقد أنه في مكان ما قرب الحدود السورية مقاتليه أنه لن يكون هناك انسحاب من المدينة. وقال اللواء عبد الغني الأسدي وهو قائد في وحدة مكافحة الإرهاب لرويترز إن القوات العراقية الخاصة قتلت نحو 1000 متشدد حتى الآن. وهرب نحو 74 ألف مدني من الموصل حتى الآن وتستعد الأمم المتحدة لأسوأ الاحتمالات والذي تتوقع فيه نزوح أكثر من مليون شخص مع قدوم الشتاء. وشاهد مراسل لرويترز في شرق الموصل مدنيين وهم يهربون من المعارك الدائرة في واحد من الأحياء. وقال رجل يدعى بشار مقاتلو داعش يتحركون سيرا على الأقدام ويدخلون من منزل لآخر بينما يقاتلهم الجيش. وتابع قوله، وهو يقف وسط زوجتيه وأطفاله السبعة ووالدته، التي تبلغ من العمر 70 عاما، كل المدنيين يرحلون عن المنطقة والمتاجر مغلقة. وقال مراسل رويترز، إنه في حي عدن القريب الذي استعاد جهاز مكافحة الإرهاب السيطرة عليه في الآونة الأخيرة خرج الناس من منازلهم لتحية الضباط. وقال موظفي حكومي متقاعد، وهو يقف أمام منزله، نحن سعداء لرحيل داعش. وأضاف في تعبير عن مخاوف عامة بين السكان من نقص الخدمات الأساسية الذي يزيد من معاناتهم، سنبقى هنا لكن ليس لدينا مياه أو كهرباء منذ أسبوعين. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)