×
محافظة المنطقة الشرقية

حركة فتح تبدأ مؤتمرها السابع لاعادة تنظيم صفوفها

صورة الخبر

استبعدت صحيفة "فزغلياد" أن تكون موجة الحرائق التي نشبت في إسرائيل جائحة طبيعية؛ مرجحة أن تكون عملا مدبرا ذا أهداف إرهابية، وأن يكون العرب قد بدأوا "انتفاضة النيران". جاء في المقال: بالفعل، تعيش إسرائيل وضعا كارثيا حقيقيا في هذه الأيام. فالعرب المحليون أحرقوا بلدهم ليس ذلك مجازا بل بالمعني الحرفي للكلمة. فقد اكتُشفت في الغابات أكثر من بؤرة اشتعال. وألقي القبض على العديد من المشتبه فيهم بإشعالها والمحرضين على ذلك. وشبكات التواصل الاجتماعي اكتظت بنداءات مثل "احرق الدولة اليهودية حتى الرماد". وردا على ذلك، انطلقت دعوات إلى قتل مشعلي الحرائق أينما وجدوا. وأشد الأوضاع قساوة شهدتها مدينة حيفا وضواحيها؛ حيث التهمت الحرائق الأحياء السكنية والغابات التي زرعها البشر على مدى عشرات السنين. وزجت الحكومة الإسرائيلية بكل إمكانياتها لإخماد الحرائق. ويعمل الجيش الإسرائيلي وقوى الأمن الداخلي مع فرق الإطفاء للسيطرة على الحرائق وإخمادها. وقد ألغت وزارة الدفاع الإسرائيلي الإجازات القصيرة للعسكريين، وتم إجلاء أكثر من 75 ألف شخص، وبلغ عدد المصابين أكثر من مئة في المستشفيات. وكل هذه الأحداث لم تكن وليدة الصدفة، وأصبح واضحا أن الأمر هنا لا يرتبط بجائحة طبيعية، بل بعمليات إحراق مقصودة تحمل في طياتها أهدافا إرهابيةـ فـ "العرب بدأوا انتفاضة النيران". إن الاشارة إلى القومية هنا ليس من منطلق التمييز المتعمد، ولكن الحديث في هذه الحالة يدور عن "العرب" وليس عن "الفلسطينيين"، وتم إلقاء القبض على ثمانية أشخاص للاشتباه بتدبيرهم الحرائق، وجميعهم من مواطني إسرائيل، من السكان المحليين والأصليين المنتمين إلى الأقلية العربية في المجتمع الإسرائيلي، والتي يبلغ عددها مليونا ونصف مليون. ولا يدور الحديث هنا أبدا عن انتفاضة عفوية للفئات الدنيا في المجتمع الإسرائيلي، والرعيل الأول للمعتقلين الذي يشتبه بضلوعهم المباشر في تدبير الحرائق، فهم طلاب يدرسون في جامعة حيفا، أي أنهم ليسوا من مثيري الشغب شبه الأميين، بل من الفئات المتعلمة ومن أبناء العائلات المتمكنة والمندمجة في المجتمع الإسرائيلي. ولذا، يمكن القول إن ما يحدث ليس حادثا عشوائيا عابرا للإخلال بالنظام العام، بل تتويج لحملة فكرية جرى التحضير مسبقا لها، ولا تمت بصلة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل تكمن جذورها في قلب المجتمع الإسرائيلي. وفي هذا الصدد، يلفت النظر الموقف الفلسطيني ذاته من الحدث، حيث عرض الزعيم الفلسطيني محمود عباس مساعدته على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لمكافحة الحرائق، وقبل نتنياهو عرض عباس الذي أرسل بدوره فورا ثماني فرق شاركت الإسرائيليين في إخماد الحرائق. وعلاوة على ذلك، أصدرت "الحركة الاسلامية بيانا رسميا أعلنت فيه عن إنشاء مقر لحالات الطوارئ، وأعربت عن استعدادها لإيواء المتضررين كافة سواء كانوا عربا أم يهودا، وهذه الحالة لم يكن لها مثيل في السابق، سواء من جانب الحركة أو من الجانب الفلسطيني بالعموم. ولكن، لو حاولنا إمعان النظر في الحدث وتطوراته بصورة أكثر عقلانية، فمن الممكن تفسير هذا الموقف الفلسطيني ليس فقط كبادرة حسن نية، بل خطوة للأمام في المسار السياسي أو (بالأحرى الدبلوماسي). إذ إن السلطة الفلسطينية تساعد الإسرائيليين، وفي الوقت نفسه تفند أن تكون هذه الانتفاضة من صنع أيديها. ويتمثل الوضع المتفجر بأنه يمكن من جهة ممكن سماع التصفيق والدعوات إلى مزيد من الحرائق، ومن الجهة الأخرى توجه دعوات إلى الانتقام والاقتصاص العرفي. إذ أصدر الحاخام الأكبر لمدينة صفد شموئيل إلياهو فتوى تسمح بإطلاق الرصاص لقتل العرب المذنبين بإشعال الحرائق! ومن المرعب جدا تصور أن تحل شعارات المتطرفين مكان كل محاولات التفاعل على مستوى المجتمع المحلي. معا، سوف يمكن التغلب على الكارثة، وسوف تجد مشكلة الحرائق حلا لها، ولكن ما الذي يمكن فعله مع مصدر المشكلة؟ فهناك إبهام في الإجابة، ولا وضوح. إن عدم ولاء الأقلية العربية لإسرائيل أمر معروف جيدا. ولكن، ربما للمرة الاولى تظهر نفسها في وضع متناقض ومدمر للذات.