النسخة: الورقية - سعودي في برنامج الثامنة يوم الأحد الماضي، طرح المدير العام للمرور اللواء عبدالرحمن المقبل سؤالاً للمقارنة بين إشارة مرور نصبت فيها كاميرات «ساهر»، وأخرى لا تتوافر فيها الكاميرات. مؤكد أن إشارة مرور بكاميرات أكثر ضبطاً وانضباطاً وراحة من غيرها، وهي ستكون أفضل حالاً كلما توافرت فيها شاشة أرقام، يعلم السائقون من ساعتها الزمنية ما لهم وما عليهم. تنبغي الإشارة إلى أن الإخوة في برنامج الثامنة دعوني إلى المشاركة بتسجيل رأي حول «ساهر»، ولكنهم - للأسف - بثوا «نتفة» صغيرة جداً منه! لا تفي بالهدف المنشود من المشاركة. أيضاً، من الواجب التأكيد أنني لست ضد «ساهر»، ولست ضد أن يربح مُشغّل «ساهر»، فهو لم يأت ويشغل إلا لغرض تحقيق الأرباح، إنما أرى أن على الجهاز المشرف - وهي هنا وزارة الداخلية ممثلة بإدارة المرور - ضرورة حماية الهدف الأساس والنبيل الذي لأجله تم إنشاء «ساهر». في تقديري، أن «ساهر» جزء من آليات هدفها ترسيخ ثقافة الانضباط بأنظمة المرور، لتتحقق السلامة للجميع وتتطور إدارة الحركة المرورية، هذا ما أعتقد أنه الهدف الأول لـ«ساهر»، وإن كنت مخطئاً فأرجو التصحيح. وليس استثمار مشكلة وحيدة «قطع الإشارة» أو «السرعة في نقاط محددة»، ومن دون دخول في التفاصيل حول التطبيق والتهيئة قبل التطبيق، وهي جزء من المشكلة في التجاوب مع «ساهر» من الجمهور. «المرور» بحاجة إلى تصحيح هذه النظرة بحراسة الهدف الرئيس، أن المُشغّل هدفه الربح لا غير، في حين أن هدف «المرور» خفض الحوادث والارتقاء بمستوى الانضباط. لذلك، لا يصح التراجع عن وضع الساعات الزمنية على غالبية الإشارات المرورية، أيضاً «ساهر» بحاجة إلى توسيع دائرة عمله، ليشمل سوء استخدام المركبة وسوء التنقل بين المسارات، وهي مصدر رئيس للحوادث. كيف لـ«المرور» أن يجعل من «ساهر» صديقاً ورفيقاً في الطريق؟ كيف يجعل من «ساهر» ماهراً، ليس في جمع المال بحسب موقع كل كاميرا، بل في ترسيخ الانضباط وغرسه سلوكاً لدى السائقين؟ هذا هو السؤال.