النسخة: الورقية - سعودي < في أجواء أعياد الميلاد وانتظار رأس السنة الميلادية ٢٠١٤، يأمل اللبنانيون أن يتمكن رئيس الوزراء تمام سلام في السنة المقبلة من تشكيل حكومته، بعد مرور قرابة الـ10 أشهر على تسمية الرئيس سلام، على رغم خشية اللبنانيين من كسر الرقم العالمي المسجل بلجيكياً، وهو مضي 16 شهراً من دون تشكيل الحكومة، وإن كان لأغلبهم من أمنية أخرى فهي بالتأكيد سقوط الشعار البائس «تلازم المسار السوري - اللبناني». ونسفت (الجمعة) الأخيرة من ٢٠١٣ طموح استقلال لبنان، إذ يبدو قدر اللبنانيين العيش تحت سلطة الأسد في قوة سورية، والشرب من كأس الدم حين يكون «تلازم الدمار» هو قرار طهران، فقد حمل صباح الجمعة اغتيال محمد شطح من بابا نويل الضاحية، وشطح لمن لا يعرفه هو مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الخارجية، وسبق أن شغل منصب وزير المالية وسفير لبنان لدى الولايات المتحدة الأميركية. الاغتيال يأتي بعد تفجير السفارة الإيرانية في بيروت بأسابيع، والذي تلاه تبرع السفير البريطاني بالدم، وإن كنت أشك في وجود دم لدى الروس والأميركيين وأتباعهم الإنكليز، وتلاه مباشرة الاتفاق المبدئي بين إيران والقوى العظمى، وبدأت على إثره موجة الحديث عن الإرهاب وتحديداً «السني»، وأنه بدأ في الدخول للبنان، والذي طُرح سابقاً في المناوشات مع أحمد الأسير، وهو الإرهاب المضاد لـ«حزب الله» والناتج من طائفيته، وكرّره النائب علي عمار عضو كتلة الوفاء للمقاومة. قوى «٨ آذار» حين تحكي عن الإرهاب الوافد على لبنان، فهي تريد إقناع العالم أن المعارضة السورية هي عبارة عن «تنظيم القاعدة»، ولذا يجب أن يتم دعم الرئيس العلماني الناصر للأقليات حتى لا تسقط سورية في يد «القاعدة»، وبالتالي يكون أمن إسرائيل مهدداً، ويتمدد الضرر الإرهابي إلى داخل لبنان. اغتيال شطح هو رسالة للمحكمة الدولية التي تبدأ أعمالها بعد أسبوعين، ورسالة للسعودية الداعمة للثورة السورية، سبقها تهديد ووعيد من حسن نصر الله، ولأن المنظومة الإيرانية تعمل بتنظيم متسق، فقد سبق ذلك تصريحات المالكي ضد السعودية من كربلاء، ودعوته لأن تكون كربلاء قبلة المسلمين، وحصار جنوده لمظاهرات الرمادي بالأنبار. فزاعة إرهاب «القاعدة» التي يستخدمها بشار والمالكي وحسن نصرالله، وتخدمها تنظيمات سيناء من دون أن تعي، تمثل الغطاء الثاني لأوباما كي يستمر في الكف عن دعم الثورة السورية، وذلك بعد الغطاء الأول الذي قدمه لافروف عبر تفكيك السلاح الكيماوي السوري بعد مجزرة غوطتي دمشق، وبالتالي الوصول لـ«جنيف ٢» ومخرجاته في صالح بشار الأسد، وباقي الكورال الإيراني في الهلال الشيعي. استراتيجية الخذلان الغربي للثورة السورية تجلّت في الصمت المطبق عن البراميل المتفجرة، والتي تجاوز ضحاياها عدد ضحايا المجزرة الكيماوية، إذ يبصر الغرب ضحية من الراهبات كعدوان طائفي من الحركات الإسلامية، ولا يبصر تدمير حلب ذات الكثافة السنية بالبراميل المتفجرة طائفياً! أهمية الترويج للإرهاب تتضح عبر إصرار نظام بشار على أن تكون مكافحة الإرهاب هي البند الأول في اتفاق «جنيف2»، فهو يعرف أن أوباما حين أراد لجم فرنسا عن دعم المعارضة الليبية أشار إلى عدم وجود قرار من مجلس الأمن يسمح بذلك، أما حين قرّر التدخل فقد قال إن قرار مجلس الأمن نصّ على «حماية المدنيين»، يعني تسليح المعارضة الليبية لوقف تقدم القذافي، وبالتالي يوضع نص مكافحة الإرهاب، ثم يكلف أوباما بشار الأسد بهذه المهمة. aaltrairi@gmail.com