تمشى في شوارع المدن الكبرى في السعودية، تلفت حولك في الأسواق والمقاهي، تابع أرقام خريجي الجامعات وتأمل في قائمة المؤثرين في منصات الإعلام الاجتماعي.. وإن كنت لازلت في حيرة من أمرك.. تساءل عن المستقبل.. من يصنعه ويحركه ويحفز قراراته؟ إنهم الشباب السعودي.. الذين لا يمثلون فئة بل أغلبية. هؤلاء يشكلون ثروة وطاقة مذهلة لكنها خامدة.. تبحث عن الفرصة المناسبة لتقتنصها.. فإن وجدتها ازدهرت.. وإن فقدتها انفجرت. أمام هذا الواقع كان على أمير الشباب وملهم الجيل سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أن يطلق منصة تحتوي المواهب وتخلق الفرص وتنشر الإلهام. فأسس في عام 2011 مؤسسة غير عادية.. بشراكات غير عادية.. وطموحات غير عادية.. وأيضاً تحديات غير عادية! وهي مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية (مسك). لأول مرة في تاريخ الممملكة نحن أمام مؤسسة غير ربحية ذات روح عالمية، تُعنى بالشباب وتسهم في تنمية شخصياتهم العالمية. فالشباب السعودي اليوم متواجد بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي يتأثر ويؤثر في العالم، مبتعث شغوف من أقصى طوكيو إلى أقصى لوس أنجلوس، بالإضافة إلى أنه مطلع مثقف ومستنير. أكثر ما يلفت الناظر ويبهج الخاطر في مسك هي شراكاتهم مع شركات وجامعات ومعاهد عريقة ومؤثرة في مجالها، ترفع من سقف المقاييس والتوقعات من الشباب السعودي، وتمنحه بعداً عالمياً. فمن هارفارد إلى انسياد.. ومن نيويورك فيلم أكاديمي إلى اليونسكو.. ومن فيس بوك وخان أكاديمي إلى تويتر وسبيس اكس.. وغيرها الكثير. البعض قد يتساءل لماذا نعقد شراكة مع نيويورك فيلم أكاديمي ونحن لا نملك صالة سينما واحدة؟.. ونوقع اتفاقية مع فيس بوك وانستغرام ونحن ما برحنا نستورد ونستهلك التقنية بدلاً من أن نصدرها؟.. ونرسل وفداً ليمثلنا في اليونسكو والكثير منا لا زال يشكك بأهمية ودور الفن والثقافة؟ ونبعث أبناءنا لهارفارد وستانفورد وكولومبيا وجامعاتنا متأخرة في التصنيف العالمي للجامعات. الجواب يتلخص في كلمتين: استشراف المستقبل، عبر صناعة القادة، تمكين الشباب، وترسيخ القيم العالمية في نفوسهم.. فالمثل يقول: if you want something get dressed up for it فإذا كنت تتمنى أن تتعلم لغة الغد ابدأ بتداولها اليوم.. ونحن نسعى لأن نتحدث لغة المستقبل ونتحضر لرؤية المملكة 2030. قائمة مبادرات وبرامج مسك التدريبية تقودنا نحو حلم تحقيق هذه الرؤية، منها «برنامح هارفارد الصيفي لإعداد القادة»، حيث خصصت مسك الخيرية 100 مقعد من واقع 800 مقعد يتنافسون عليه طلاب الثانوية العامة من أكثر من 50 دولة للطلاب السعوديين المتميزين. خلال فصل الصيف يحصل الطلاب المختارين على فرصة تجربة الحياة الدراسية في أعرق جامعات العالم واكتشاف ميولهم ونقاط قوتهم واستثمارها لاحقاً في المرحلة الجامعية. الجدير بالذكر بأن انخراط الطلاب في مثل هذه البرنامج سيسهل دخولهم لـ Ivy League Schools بنسبة20%. برنامج «شوف» للإخراج السينمائي بالتعاون مع إحدى أجود معاهد صناعة الأفلام، أيضاً مبادرة مميزة تستحق الإشادة فنيويورك فيلم أكاديمي من أشهر معاهد صناعة الأفلام التي خرجت آلاف المخرجين وكتاب النصوص والممثلين واستضافت مشاهير منهم البتشينو وستيفن سبيلبيرغ. مسك عقدت معهم شراكة لدعم 20 شاب وشابة من المهتمين بصناعة الأفلام ليتم تدريبهم على أيدي متخصصين محترفين في مجال الإخراج السينمائي بكافة مراحله. وغيرها الكثير من البرامج الرائدة مثل برنامج الصحفي الشامل بالتعاون مع قناة العربية، ودورة التسويق الرقمي في كولومبيا، وغيرها الكثير من الفعاليات المنتظرة التي أثرت أجندة مدن المملكة الكبرى مثل ملتقى مغردون، حكايا مسك، ملتقى الإعلام المرئي والرقمي شوف، ومنتدى مسك العالمي. أخيراً، تعودنا في العالم العربي أن نجلد ذواتنا، وأن ننتقد أداء المؤسسات والوزارات والدوائر الحكومية التي لا ترقى لمستوى طموحنا بقسوة، تعودنا أن نقول للمخطئ أخطأت، ونسينا أن نقول للمحسن أحسنت. هذا المقال هو رسالة شكر لمسك وفريقها الحيوي بقيادة الأستاذ الملهم بدر العساكر على هذا الحراك الثقافي والإبداعي في وطن متفجر بالطاقات، متجدد بالأمل والطموح، وعازم على بلوغ المراكز الأولى.