×
محافظة المنطقة الشرقية

رحيل الموسيقي عادل المعيبد والوسط الفني ينعاه

صورة الخبر

النسخة: الورقية - سعودي في مقالتي الأربعاء الماضي بعنوان «حقوق الموتى» أخطأت بأن ذكرت أن «وجعلنا بعضكم لبعض سخرياً» هي من القرآن الكريم، وهذا غير صحيح، وأستغفر الله العظيم، وأعتذر منكم، والصحيح هو قوله تعالى: «وجعلنا بعضكم لبعض فتنة» أو الآية الثانية التي أوردتها صحيحة «نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً»، وأشكر من نبهني إلى ذلك، وأسأل الله أن يجزيه عني وعنكم خيراً. مؤلم أن يخطئ الإنسان في آية من القرآن، وهذا لا يمكن اعتباره خطأ شائعاً، على رغم أني وجدت كثيرين يحسبونها آية، وهذا مخجل كوننا لا نتأكد عند نقل الآيات، وهو من قبل ومن بعد مخجل، لأنه يثبت أن بعضنا ليس على صلة دائمة بتلاوة القرآن الذي حثنا نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم على مراجعته حتى للحافظين، لأنه يتفلت كما تتفلت الإبل من عقلها، أو كما قال صلى الله عليه وسلم. يخلص المحققون أن تفسير الطبري لآية «وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به» الذي يوضح فيها الخطأ في نسبة الأبناء لآبائهم، يخلصون من تفسيره إلى أن تعريف الخطأ هو «الغلط الذي يقع على غير قصد بنيّة فعل الصواب». إذاً لا يمكن أن يكون الخطأ في القرآن شائعاً، لكن في المقابل هناك أخطاء شائعة طاولت حتى الأحاديث الشريفة، بعضها على غير قصد، كما نستخلص من الطبري، ولكن التاريخ والمحققين، والفقهاء الحقيقيين أثبتوا أن بعضها كان مقصوداً لأغراض كثيرة ليس هذا بابها، والحمد لله أن تقنيات البحث والتوثيق الحديثة أسهمت في تفنيد الكثير، على رغم أنها أحياناً تسهم في نشر بعض المقولات الخاطئة. قرأت مرة ما معناه أن البشر بطبيعتهم يتوارثون بعض الأخطاء ويعظمونها من دون أن يسألوا عن سبب حدوثها، حتى تصبح حقيقة راسخة تؤصل مع مرور الأعوام القاعدة التي تقول: (الخطأ الشائع المألوف يصبح صحيحاً)، وتفرض بتأصيلها وتقبلها على المجتمع رأي من يؤمن بالمقولة المعروفة: (الخطأ الشائع خير من الصواب المهجور)، وهذا ما يقوم به بعضنا الآن للأسف الشديد. معظم الأخطاء الشائعة هي في اللغة، ونسبة القول أو الفعل إلى غير صاحبه الحقيقي، ثم تنتقل إلى مفاهيم وممارسات حياتية في مختلف أوجه الحياة من التداوي إلى تربية الأبناء مروراً بالانطباعات الخاطئة عن بلد أو مجتمع أو فئة من الناس. إجمالاً نعرف جميعاً أن الخطأ ينتج من العمل، والأمنية ألا يتحرج الإنسان من الخطأ فيتوقف عن العمل، ولا يتحرج من الاعتراف، لأن ذلك بداية التصحيح، ولو اعترف كل مسؤول تنفيذي أو مسؤول عن مجموعة من البشر أو المهام بأنه مخطئ فور معرفته لبدأ بالفعل سيره نحو النجاح. أجدد الاعتذار لكم، وأتعلم معكم ثقافة تقبل أن نخطئ طالما نحن نحاول، وأن يكون كل خطأ بداية جديدة لمرحلة تقل فيها الأخطاء، أو على الأقل لا تتكرر، ولا تنساق نحو الشيوع أو محاولة إقناع النفس بذلك.     mohamdalyami@gmail.com