تعد التجاعيد والتموجات بالطبقة الخارجية من الدماغ من أكثر السمات التي تميز مظهره، وهي جانب لم يغفل العلم البحث فيه من حيث تكون تلك التجاعيد ووظيفتها ومدى تأثير تقدم العمر فيها.. تمثل قشرة الدماغ أحد الأجزاء المهمة من الدماغ البشري، وتتكون من المادة الرمادية المتجعدة، وقشرة الدماغ تقوم بوظائف ذات مستوى عال كالإدراك واللغة والذكاء والذاكرة، والقليل من الكائنات الحية غير الإنسان لديه تجاعيد بها كالقطط والكلاب والدولفين، واقترحت دراسة سابقة أن الطريقة التي نتجت بها تلك التجاعيد بالقشرة الدماغية تتبع طريقة محددة في كل تلك الكائنات ما يعني أنها تتموج بالطريقة ذاتها بغض النظر عن شكل وحجم القشرة، ولكن لم يعرف بعد ما إذا كانت تلك الطريقة المحددة تختلف من كائن لآخر ــ من الفصيلة نفسها ــ بحسب اختلاف التكوين الجسدي، خصوصاً في ظل بعض العوامل كالعمر والنوع والأمراض. وقام الباحثون من جامعة نيوكاسيل بالمملكة المتحدة بإجراء الدراسة الحالية، ولمعرفة ما إذا كانت تلك الثنيّات بالقشرة الدماغية هي ذاتها لدى جميع البشر، وأخضعوا أكثر من 1,000 شخص بالغ سليم، للفحص بتقنية الرنين المغناطيسي لرسم خريطة لتلك الثنيّات لكل متطوع، وكشفت النتائج عن أن تكونها لدى البشر يتبع قانوناً موحداًَ، ولكن مع تقدم العمر تتغير تلك الثنيّات وتحديداً يحدث تراجع بدرجة شدها داخل القشرة الدماغية أي أنها تتراخى. وشبه الباحــــثون ذلك الأمــــر بما يحدث للجلد فمع تقدم العمر يصبح غير مشدود مثل ما كان في السابق ويكون مترهلاً، أما على مستوى الاختلاف بين الجنسين (الرجل والمرأة)، فقــد وجد العلماء أن هناك اختلافاً بين تجاعيد القشرة الدماغـــــية بين الرجال والنساء من الفئة العمـــرية ذاتها، حيث تقل التجاعيد لدى النساء بدرجة طفــــيفة مقارنــــة مع الرجال، وعند تقييمها لدى مرضى الزهايمر وجد أن تلك التغيرات تظهر لديهم في وقت مبكر أكثر من الأصحاء، ولكن تختلف الآلية التــي تحدث بها لدى مرضى الزهايمر وهو أمر شبـــيه بالشيــــخوخة المـــــبكرة للدماغ، ويقول الباحثون إن الخــــطوة القادمة هـــي للتحقق ما إذا كانت تلك التــــغيرات في شــكل التجاعيد يمكن أن تكــون مؤشراً مبكراً للإصابة بالمرض.